هل الصديد عند الرجل يمنع الحمل أم لا؟ يتساءل العديد من الأزواج هذا السؤال، خاصةً عند مواجهة مشاكل تتعلّق بالخصوبة أو تأخّر الحمل. الصديد، المعروف أيضًا بالقيح، يشير إلى وجود خلايا ميتة وبكتيريا نتجت عن الالتهابات في الجسم. وعندما يظهر في السائل المنوي للرجل، قد يؤثّر على صحّة الحيوانات المنويّة، ممّا قد يؤدّي إلى تقليل فرص حدوث الحمل.
سنتناول في هذا المقال بتفصيلٍ أكبر تأثير الصديد على خصوبة الرجل، وكيفيّة اكتشافه، وما إذا كانت المعاناة من هذه المشكلة تؤثر على العلاقة الزوجيّة. سنقدّم أيضًا توجيهات حول ما يمكن أن تفعله الزوجة في حال إصابة زوجها بالصديد لضمان الحفاظ على صحّة العلاقة وتحقيق الحمل بإذن الله.
كيف أعرف أن زوجي لديه صديد؟
هل الصديد عند الرجل يمنع الحمل وكيف يمكن تشخيصه؟ قد لا يعرف الكثيرون كيف يكتشفون وجود هذه الحال عند الرجل. ولذلك سنتناول أهمّ العلامات التي تشير إلى احتمالية وجود صديد في السائل المنوي في ما يلي:
بالرجوع إلى موقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Pyospermia”، تظهر علامات عديدة قد تساعد في الكشف المبكر عن وجود الصديد لدى الرجل. وتشمل بعض العوارض التي يمكن ملاحظتها بسهولة في الحياة اليومية. يعاني الرجل من حرقان عند التبول، وهو من أولى العلامات التي تشير إلى التهاب قد يتسبّب في ظهور الصديد. كذلك، يتغير لون السائل المنوي حيث يصبح مائلًا إلى اللون الأصفر أو الأخضر، ما يثير القلق بشأن صحّته التناسليّة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير انبعاث رائحة كريهة من السائل المنوي إلى احتمال وجود التهاب بكتيري يحتاج إلى علاجٍ سريع. بالإضافة إلى ذلك، تظهر علامات أخرى مثل الحمى والتورّم في الأعضاء التناسليّة. وهي إشارات تؤكّد ضرورة التوجه للطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة. من الضروري إجراء تحليل للسائل المنوي للتأكد من وجود الصديد واتخاذ التدابير العلاجيّة اللازمة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
زوجي عنده صديد هل ممكن أن أحمل؟
يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل الصديد عند الرجل يمنع الحمل فعلًا؟ في الواقع، قد يؤثّر الصديد بشكلٍ كبير على قدرة الرجل على تحقيق الحمل. فعندما تتواجد بكتيريا أو خلايا ميتة في السائل المنوي، تؤثّر على جودة الحيوانات المنويّة من حيث حركتها وشكلها وعددها.
تشير الدراسات العلميّة إلى أنّ المعاناة من الصديد عند الرجال تضعف حركة الحيوانات المنويّة وتعيق قدرتها على الوصول إلى البويضة وتخصيبها. بالإضافة إلى ذلك، تؤثّر هذه الحال على شكل الحيوانات المنويّة، ممّا يؤدي إلى تشوهات تجعلها غير قادرة على اختراق جدار البويضة بنجاح. كما تقلّل الالتهابات التي تسبب الصديد من عدد الحيوانات المنوية، ممّا يقلّل من فرصة حدوث الحمل الطبيعي. وهذا ما أكّده موقع IVF India في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Pus Cells in Sperm: What You Need to Know”، والتي يمكن الاطّلاع على المزيد من تفاصيلها من خلال الضغط هنا.
لكن مع ذلك، يمكن لبعض الرجال الذين يعانون من الصديد تحقيق الحمل بعد الحصول على العلاج المناسب. حيث يمكن للطبيب وصف المضادات الحيويّة لعلاج الالتهاب، كما يمكن اتّخاذ تدابير أخرى لتحسين صحة الحيوانات المنويّة وزيادة فرص الحمل. لذلك، ليس من المستحيل حدوث الحمل، لكنه يعتمد على سرعة التشخيص والعلاج المناسب.
هل الصديد عند الرجل يؤثر على العلاقة الزوجية؟
هل الصديد عند الرجل يمنع الحمل وهل يؤثّر على جودة العلاقة؟ لا تتأثر الخصوبة فقط بالصديد، بل قد يمتدّ تأثيره إلى العلاقة الزوجية بين الزوجين. حيث تؤدّي الإصابة به إلى الشعور بألم أثناء الجماع لدى بعض الرجال، ممّا يؤثّر على الرغبة الجنسيّة ويقلّل من الشعور بالمتعة للطرفين.
علاوةً على ذلك، يزداد التوتّر النفسي لدى الرجل نتيجة للإصابة بالالتهاب والشعور بالإحراج أو الخوف من الحديث عن المشكلة، ممّا يؤثّر سلبًا على التواصل بين الزوجين. يؤدي هذا القلق إلى المعاناة من مشاكل إضافيّة، مثل انخفاض الرغبة الجنسية أو التوتّر المتزايد في العلاقة.
في بعض الحالات، قد يضعف الصديد الانتصاب نتيجة تأثير الالتهابات المزمنة على الأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بالأعضاء التناسلية. لذلك، من المهم جدًا للزوجين التحدث بصراحة عن المشكلة، والعمل معًا على إيجاد الحلول من خلال العلاج الطبي والدعم العاطفي المتبادل.
هل الصديد عند الرجل يمنع الحمل فعلًا؟ يتوقّف الأمر بشكلٍ كبير على حال الرجل ودرجة تأثير الصديد على جودة الحيوانات المنويّة. في معظم الحالات، يمكن لهذه الحال أن تؤثّر سلبًا على الخصوبة، لكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تحسين الوضع وزيادة فرص حدوث الحمل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل سائل الرجل الشفّاف يسبّب الحمل؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بالصحّة التناسليّة للزوجين يجب أن يكون على رأس الأولويّات، خاصّةً في حال مواجهة مشاكل تتعلّق بالحمل. من الضروري استشارة الطبيب في حال ظهور أي عوارض غير طبيعيّة، والتعاون بين الزوجين للحصول على العلاج المناسب. تؤدّي الصحّة النفسيّة والعاطفيّة دورًا كبيرًا في التعامل مع مثل هذه المشاكل، ومن المهمّ أن يظلّ التواصل مفتوحًا بين الطرفين لضمان الحفاظ على العلاقة الزوجيّة وتحقيق الهدف المشترك بالحمل.
