هل افرازات الحمل لها رائحه أم لا؟ يسأل الكثير من النساء هذا السؤال في المراحل المبكرة من الحمل. حيث تترافق معها تغيّرات جسديّة عديدة، من بينها التغيرات التي تطرأ على الإفرازات المهبليّة بمختلف أنواعها. ومن الطبيعي أن تقلق الحامل إذا لاحظت انبعاث رائحة غير مألوفة لها.
سيتناول المقال كيف تكون الإفرازات في بداية الحمل، وما هي الرائحة الطبيعيّة، وكيفية التمييز بين إفرازات الحمل وإفرازات الدورة الشهريّة. وهذا بالاستناد إلى أهمّ المعلومات العلميّة والدراسات المؤكّدة.
كيف تكون إفرازات بداية الحمل؟
هل افرازات الحمل لها رائحه أم لا؟ تظهر إفرازات الحمل منذ البداية نتيجة التغيّرات الهرمونيةّ في الجسم، وتنزل لدى معظم النساء بشكلٍ واضحٍ ومبكر خلال الحمل، ويعدّ ذلك أمرًا طبيعيًا. تكون الإفرازات في هذه المرحلة شفّافة أو بيضاء اللون، لزجة وتزداد كثافتها بمرور الوقت. وهي تعمل كوسيلة طبيعيّة لتنظيف المهبل وحمايته من العدوى.
تساعد الإفرازات الطبيعية على الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في المهبل، ما يمنع نموّ البكتيريا الضارّة والفطريّات. إذا حافظت على لونها الشفّاف أو الأبيض، وكان شكلها لزجًا من دون رائحة، فهذه علامة جيّدة على أن الجسم يعمل بشكلٍ طبيعيٍّ لحماية الجهاز التناسلي. حيث يشير موقع Virtua في مقالة نُشِرَت عبره عام 2022 تحت عنوان “What To Know About Vaginal Discharge During Pregnancy” أنّ زيادة هرمون الإستروجين والتغيرات الهرمونيّة التي تحدث مع بداية الحمل تؤدّي إلى نزول هذه الإفرازات البيضاء، ممّا يزيد من إفراز المخاط في عنق الرحم، وهذه من عوارض الحمل الأولى. ولمزيد من التفاصيل حول هذه المقالة، يمكنكِ الضغط هنا.
لكن، تؤدّي أحيانًا زيادة الإفرازات إلى تساؤلات حول ما إذا كان هذا التغيير طبيعيًا. لذا، يجب على الحامل متابعة أيّ تغيّرات قد تحدث في هذه الإفرازات من حيث الكثافة أو اللون أو الرائحة. إذا تغيّر اللون إلى الأصفر أو الأخضر، أو إذا أصبحت الإفرازات كريهة الرائحة، فإن ذلك قد يكون إشارة إلى وجود عدوى، مما يستدعي استشارة الطبيب.
كيف تكون رائحة المهبل في بداية الحمل؟
هل افرازات الحمل لها رائحه أم لا، وكيف تكون رائحة المهبل في بداية الحمل؟ تشير هذه الإفرازات عادةً إلى حدوث تغييرات في بيئة المهبل. وهي تصبح في بداية الحمل أكثر وفرةً نتيجة الارتفاع في مستويات الهرمونات، وخاصّةً البروجستيرون. لا تترافق هذه الإفرازات الطبيعيّة عادةً مع رائحة كريهة. بل تكون طفيفة جدًا أو تكاد تكون معدومة.
لكن، قد تلاحظ بعض النساء تغيّرات طفيفة في رائحة المهبل خلال الحمل بسبب تأثير الهرمونات. تصبح رائحة الإفرازات في بعض الأحيان مختلفة قليلًا عن المعتاد، لكنّها تظلّ في إطار الطبيعي طالما أنّها غير قوية أو كريهة. تُحدث التغيرات الهرمونية تغييرات طبيعية في بيئة المهبل، مما يؤدي أحيانًا إلى تغيرات طفيفة في الرائحة، لكن ذلك لا يدعو للقلق.
إذا ظهرت رائحة كريهة وقوية، فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على وجود عدوى مثل التهاب البكتيريا المهبلية أو الفطريات. تتطلب هذه الحالات استشارة طبية فورية للعلاج، لأنّ العدوى قد تؤثّر على الحمل إذا لم تُعالج.
وهذا بالرجوع إلى مقالة “Everything you need to know about vaginal discharge during pregnancy” التي نُشِرَت عبر موقع supersavvyme هذا العام، والتي يمكن الاطّلاع على المزيد من تفاصيلها من خلال الضغط هنا.
ما هو الفرق بين إفرازات الحمل وإفرازات الدورة؟
هل افرازات الحمل لها رائحه وما الفرق بينها وبين إفرازات الدورة؟ يصعب أحيانًا التمييز بين إفرازات الحمل وإفرازات الدورة الشهريّة. وهي تتشابه في كلتا الحالتين، ولكن هناك اختلافات جوهريّة في الكثافة واللون. تحدث إفرازات الدورة الشهرية عادةً قبل الحيض مباشرةً، وتكون أكثر سماكة وقد تأخذ لونًا أبيض مائل إلى الأصفر الفاتح،كما تكون أقصر في المدّة وأقلّ كثافة.
أما الإفرازات التي تظهر في بداية الحمل، فغالبًا ما تكون أكثر كثافة وتزداد مع تقدم الحمل. كما أنّها تصبح لزجة وشفّافة أو بيضاء، وتستمر طوال فترة الحمل. بالإضافة إلى ذلك تكون غير مرتبطة بعوارض الدورة الشهريّة المعتادة مثل الشعور بالألم في أسفل البطن أو التقلّصات.
يُعَدّ نزول إفرازات الحمل إشارة إلى أنّ الجسم يُعَدّ بيئة مناسبة للجنين. حيث يُساعد في الحفاظ على نظافة المهبل ومنع نموّ البكتيريا الضارّة، في حين أنّ إفرازات الدورة تُعتبَر مجرّد علامة على اقتراب الحيض. لهذا، إذا لاحظت المرأة زيادة في كمية الإفرازات اللزجة والشفافة بعد فترة التبويض، فقد يكون ذلك علامة مبكرة على الحمل.
في نهاية الأمر، يجب أن تكون الإفرازات المهبلية أثناء الحمل طبيعيّة وغير مقلقة، طالما كانت بلا رائحة أو ذات رائحة طفيفة. هل افرازات الحمل لها رائحه؟ الإجابة هي أنّ تلك التي تكون طبيعيّة لا ترافقها روائح قويّة. لكن إذا كانت الرائحة قوية أو غير معتادة، فإن ذلك قد يكون دليلًا على وجود مشكلة صحيّة تتطلّب استشارة طبيّة. إنّ نزول الإفرازات المهبليّة يُعَدّ ضروريًا للحفاظ على صحّة الجهاز التناسلي، لكن يجب على المرأة متابعة أيّ تغيّرات غير طبيعيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل نغزات البطن من علامات الحمل المبكر؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ الاهتمام بالصحّة المهبليّة ومراقبة الإفرازات أثناء الحمل هو جزء مهمّ من الرعاية الذاتيّة. من المهم عدم التردّد في استشارة الطبيب إذا شعرت المرأة بأيّ شيءٍ غير طبيعي، لأنّ التشخيص المبكر يسهم في تجنّب مواجهة أيّ مضاعفات صحيّة. تُعتبر الإفرازات المهبليّة علامة طبيعيّة ومهمّة للحفاظ على صحّة الجهاز التناسلي أثناء الحمل، لكن يجب على كل امرأة أن تكون واعية بما هو طبيعي وما هو غير ذلك.
