تعرّفي على اعراض الحمل الاولى

قد تكون اعراض الحمل الاولى غير واضحة في البداية، لكن مع مرور الوقت تصبح أكثر وضوحًا وتساعد المرأة على تأكيد حملها. فخلال الفترة الأولى، تبدأ العديد من التغيرات الجسديّة والنفسيّة بالظهور، ممّا يسهّل عليها اكتشاف حالها الصحيّة الجديدة. ولكن من المعروف أنّ عوارض الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى، وهذا يعتمد على طبيعة الجسم والتغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في هذه المرحلة.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفيّة معرفة الحمل في الأيام الأولى، وما هي أدقّ العلامات التي يمكن الاعتماد عليها، بالإضافة إلى الحديث عن الآلام التي قد تشعرين بها في بداية الحمل. سنوضّح كل هذا بناءً على معلومات موثوقة وتجارب سريريّة تمّ إجراؤها في هذا المجال.

كيف تعرفين أنّك حامل في الأيام الأولى؟

من اللحظة التي يحدث فيها الإخصاب، يبدأ جسم المرأة في إرسال إشارات وعلامات قد تكون واضحة لبعض النساء وغير ملحوظة لغيرهنَّ. ولكن من المهم فهم اعراض الحمل الاولى حتى تتمكّني من متابعة حالكِ الصحيّة واتّخاذ القرارات المناسبة. وفي هذا السياق، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي بالرجوع إلى موقع Cleveland Clinic، وتحديدًا لمقال “Am I Pregnant?” الذي نُشِرَ عام 2022:

التعب والإرهاق

من أولى العلامات التي قد تلاحظينها هي الشعور بالإرهاق والتعب، والذي عادةً ما يكون ناتجًا عن زيادة مستوى هرمون البروجستيرون في الجسم، الذي يهدف إلى دعم الحمل. تُعَدّ مواجهة هذا الشعور من اعراض الحمل الاولى الشائعة جدًا ويمكن أن تستمرّ لعدّة أسابيع، ممّا يدفع المرأة إلى الشعور بالحاجة إلى المزيد من النوم والراحة.

تغيّرات الثدي

إنّ تغيّر حساسية الثديين هو عرض آخر قد يظهر في وقتٍ مبكرٍ جدًّا من الحمل. قد تشعرين بانتفاخ أو ألم فيهما، نتيجة لزيادة تدفّق الدم والتحضير الطبيعي للجسم للإرضاع. وقد تكون هذه التغيرات ملحوظة أكثر في الأسابيع الأولى من الحمل وقد تستمرّ لفترةٍ قبل أن يعتاد الجسم على التغيّرات الهرمونيّة.

الغثيان الصباحي

إنّ الغثيان، خصوصًا في فترة الصباح، هو عرض مشهور يرتبط ببداية الحمل. وهو غالبًا ما يبدأ في الأسابيع الأربعة إلى الخمسة الأولى، ولكنّه قد يظهر في وقتٍ أبكر لدى بعض النساء. يحدث الغثيان الصباحي نتيجةً لتغيّرات هرمونيّة تؤثّر على الجهاز الهضمي، وغالبًا ما يكون أكثر وضوحًا في الصباح ولكنّه قد يحدث في أيّ وقتٍ من اليوم.

تغيّرات الشهيّة

قد تكون حدوث تغيّرات في الشهيّة والرغبة في تناول أطعمة معيّنة أو تجنب أخرى أيضًا علامة مبكرة على الحمل. قد تلاحظين زيادة أو نقصانًا في شهيّتك، وهذا يرتبط بالتغيّرات الهرمونيّة في الجسم. وقد يبدأ بعض النساء في اشتهاء أطعمة معيّنة في وقتٍ مبكر من الحمل، بينما قد يجدن بعض الأطعمة غير مستساغة.

ما هي أدق علامات الحمل؟

بعد غياب الدورة الشهريّة، تظهر بعض العلامات التي تعتبر أكثر دقّة من غيرها وتؤكّد الحمل. تعد هذه العوارض بمثابة دليل قوي للمرأة على وجود الحمل، وتستدعي الاهتمام والرعاية الصحيّة. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي بعض اعراض الحمل الاولى الدقيقة:

غياب الدورة الشهرية

يعد غياب الدورة الشهريّة، بحسب موقع Cobb Women’s Health في مقالة “How Late Can a Period be Before You Know You’re Pregnant?“، من أبرز وأدقّ علامات الحمل. إذا كنتِ تعانين من تأخّر في الدورة الشهريّة مع ظهور بعض العوارض الأخرى مثل التعب أو الغثيان، فمن الأفضل إجراء اختبار الحمل للتأكّد. فغياب الدورة الشهرية يُعتبَر من أولى الإشارات التي تدفع المرأة إلى الشكّ بوجود الحمل.

ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية

تُعَدّ زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية بشكلٍ طفيفٍ ومستمرّ من أدق علامات الحمل. ويمكن ملاحظة هذه العوارض عند النساء اللواتي يراقبنَ درجة حرارتهنَّ بانتظام. يعود هذا الارتفاع الطفيف إلى التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث بعد الإباضة.

التبوّل المتكرّر

قد تلاحظين زيادة في التبوّل نتيجة لزيادة تدفّق الدم إلى الكلى وارتفاع مستوى هرمون الحمل (hCG)، ممّا يؤدّي إلى زيادة عمل الكلى وإنتاج المزيد من البول. يظهر هذا العرض في الأسابيع الأولى من الحمل وقد يستمر لفترة طويلة.

تقلّصات خفيفة

تعدّ المعاناة من التقلّصات الخفيفة في أسفل البطن من العوارض الشائعة في بداية الحمل. وهي عادةً ما تحدث نتيجةً لانغراس البويضة المخصَّبة في جدار الرحم، ويمكن أن تشبه التقلّصات التي تحدث قبل الدورة الشهريّة، ولكنّها عادةً ما تكون أقّل شدة.

أين يكون الألم في بداية الحمل؟

قد يكون الشعور بالألم في بداية الحمل مصدر قلق لبعض النساء، لكنّه غالبًا ما يكون طبيعيًا نتيجةً للتغيّرات الكبيرة التي تحدث في الجسم. تختلف اعراض الحمل الاولى المرتبطة بالألم في شدّتها وموقعها من امرأة إلى أخرى. لذا سنكش لكِ عن بعض الأماكن التي يمكن أن تشعري فيها بالألم:

ألم أسفل البطن

في بداية الحمل، قد تشعرين بألمٍ خفيف أو تقلّصات في أسفل البطن. وهو غالبًا ما يحدث بسبب تمدّد الرحم وتكيّف الجسم مع الوضع الجديد. وهو يكون خفيفًا ويختفي بسرعة، ولكن إذا كان شديدًا أو استمرّ لفترةٍ طويلة، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

ألم الظهر

يمكن أن يظهر ألم في أسفل الظهر خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وهو ناتج عن التغيّرات في الهرمونات وضغط الرحم المتزايد على العمود الفقري والأعصاب. كما قد يزداد مع تقدّم الحمل، لكن هناك تمارين واستراتيجيّات تساعد في تخفيفه.

ألم الثديين

بسبب التغيّرات الهرمونية، يمكن أن تشعري بألم أو حساسية في الثديين. وهو غالبًا ما يظهر نتيجةً لزيادة تدفّق الدم واستعداد الجسم للإرضاع. قد يخفّ هذا الألم مع تقدّم الحمل حيث يتكيّف الجسم مع التغيّرات الهرمونيّة.

في النهاية، تُعَدّ اعراض الحمل الاولى إشارات مهمّة على بداية حياة جديدة داخل جسمك. من المهمّ أن تكوني على دراية بهذه العلامات وتتابعيها بعنايةٍ لتتمكّني من اتّخاذ الإجراءات اللازمة لضمان صحّة حملك. تذكري دائمًا أنّ جسمك يمرّ بتغيّراتٍ كبيرة، ومن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب إذا شعرت بأيّ شيء غير طبيعي أو مقلق. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أقوى علامة تدل على الحمل.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من الضروري أن تتعاملي مع هذه الفترة بحذرٍ واهتمامٍ خاص بصحّتك الجسديّة والنفسية. ولا تنسي أنّ الاهتمام بالتغذية السليمة، والحصول على الراحة الجيّدة، والمتابعة الدوريّة مع الطبيب تُعَدّ من أهم العوامل التي تضمن لكِ حملًا صحيًا.