سؤال اليوم: هرمون الحمل يرتفع ولكن لا يتضاعف هل حملي بخير؟ في رحلة الحمل، تتعرض الأم للكثير من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تساهم في تأمين بيئة مناسبة لنمو الجنين، ومن بينها ارتفاع هرمون الحمل الذي يدلّ على ثباته واستقراره.
في هذا المقال، سنعرض مراجعة شاملة للأسباب المحتملة لعدم تضاعف هرمون الحمل كما ينبغي، بالإضافة إلى شرح المخاطر التي قد تترتّب عن هذه المشكلة وكيفية التعامل معها بشكل صحيح وآمن.
الأسباب المحتملة التي تؤدّي إلى مواجهة هذه الحال
عندما يكون هرمون الحمل يرتفع ولكن لا يتضاعف كما هومتوقَّع، يمكن أن يكون هناك عدة أسباب محتملة وراء هذه الظاهرة من الضروريّ التعرّف عليها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
الحمل الكيميائي
إنّ الحمل الكيميائي هو نوع من الحمل الذي يتوقّف في مرحلة مبكرة جدًا، غالبًا قبل أن تتمكن المرأة من معرفة أنها حامل من خلال الفحص الطبي، وفي هذه الحال، قد يرتفع هرمون الحمل ولكنه لا يتضاعف بالشكل المطلوب بسبب عدم استقرار الحمل وفشل البويضة الملقحة في الانغراس بشكل صحيح في جدار الرحم.
وبحسب موقع (Center of Human Reproduction) في تقرير نُشِرَ تحت عنوان “How to test for chemical pregnancies” يكون معدّل هرمون الحمل في ههذ الحال 1500-2000IU/mL. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا التقرير يمكنكِ الضغط هنا.
الحمل خارج الرحم
إنّ الحمل خارج الرحم هو حال تحدث عندما تنغرس البويضة الملقّحة خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب، وقد يزداد فيها معدّل هرمون الحمل، ولكنّه لن يتضاعف كما يجب بسبب عدم توفر البيئة المناسبة لنمو الجنين.
مشاكل في المشيمة
المشيمة هي العضو الذي يربط الجنين بجدار الرحم ويوفّر له الأكسجين والمغذيات، وإذا كانت هناك مشاكل في تطوّرها أو تطوّر وظائفها، فقد يؤدّي ذلك إلى ارتفاع هرمون الحمل من دون تضاعفه بالشكل المتوقع، ممّا يؤثّر على نمو الجنين وتطوّره.
الأخطاء في حساب فترة الحمل
في بعض الأحيان، قد يكون السبب وراء عدم تضاعف هرمون الحمل بالشكل المطلوب هو خطأ في حساب فترة الحمل، وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى توقّعات غير دقيقة حول مستويات هرمون الحمل، ممّا قد يثير القلق من دون وجود مشكلة حقيقية.
الاضطرابات الهرمونية
قد تؤدّي الاضطرابات الهرمونية لدى الأم أيضًا إلى تغييرات غير متوقعة في مستويات هرمون الحمل، وقد تكون نتيجة للمعاناة من أمراض مزمنة أو حالات صحيّة أخرى تؤثّر على التوازن الهرموني في الجسم.
أكّد موقع (Medical News Today) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “What do low hCG levels mean?” أنّ انخفاض مستوى هرمون الحمل ليس دائمًا سببًا للشعور بالقلق، حيث يمكن أن يختلف بين النساء وبين حالات الحمل المختلفة في نفس الجسم، وقد يكون لدى بعض النساء بشكل طبيعي مستويات أقلّ منه مقارنة بغيرهنَّ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
المخاطر التي قد تترتّب عن هذه المشكلة
هرمون الحمل يرتفع ولكن لا يتضاعف فما هي الأضرار المحتملة لهذه الحال؟ قد تترتّب عن هذه المشكلة عدّة مخاطر صحيّة تؤثر على صحّة الأم والجنين، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
فقدان الحمل
واحدة من أبرز المخاطر هي فقدان الحمل المبكر، فإذا لم يتضاعف معدّل هرمون الحمل بالشكل المطلوب قد يشير ذلك إلى عدم استقرار الحمل وزيادة احتمال فقدانه في مراحل مبكرة، وبالتالي يمكن أن يكون ذلك مؤلمًا جسديًا وعاطفيًا للأم.
الحمل المجهض
قد يرتبط عدم تضاعف هرمون الحمل بمشكلة الحمل المجهض، وهي حال يتوقّف فيها تطوّر الجنين داخل الرحم، وقد تتطلب التدخل الطبي لإزالة الأنسجة الجنينيّة وتنظيف الرحم لضمان الحفاظ على سلامة الأم، وقد يكون هذا الإجراء ضروريًا لمنع حدوث مضاعفات صحيّة مستقبليّة.
المضاعفات الصحية للأم
إذا كان السبب وراء عدم تضاعف هرمون الحمل هو الحمل خارج الرحم، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية خطيرة للأم، مثل تمزّق قناة فالوب والنزيف الداخلي، وهو ما يستدعي التدخل الطبي الفوري، حيث يمكن أن تكون هذه الحالات مهدّدة للحياة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وكفاءة.
التأثير النفسي
قد تؤثّر المشاكل المتعلّقة بعدم تضاعف هرمون الحمل أيضًا على الصحة النفسية للأم، فالشعور بالقلق والتوتر الناتج عن عدم اليقين حول صحة الحمل يمكن أن يكون له تأثيرات سلبيّة على الصحّة العقليّة والعاطفيّة للأم.
كيفيّة التعامل مع هذا الوضع
إذا اكتشفت المرأة أنّ هرمون الحمل يرتفع ولكن لا يتضاعف، من المهمّ أن تتّبع بعض الخطوات والإجراءات للتعامل مع هذه الحال بشكل صحيح وآمن، لذا سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات عن هذا الخصوص في ما يلي:
المتابعة الطبية
يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب المختصّ بانتظام لإجراء الفحوصات الضروريّة ومراقبة مستويات هرمون الحمل، حيث يمكنه تقديم التوجيهات اللازمة وتحديد الإجراءات المناسبة بناءً على الحال الصحيّة للأم والجنين.
الفحوصات الإضافية
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافيّة مثل فحص السونار للتأكّد من موقع الجنين وتطور الحمل، فهذا يساعد في تشخيص المشاكل المحتملة واتخاذ القرارات الطبية الصحيحة، كما أنّ الفحوصات الإضافية قد تشمل أيضًا اختبارات دمّ متقدّمة لمراقبة مستويات الهرمونات الأخرى التي قد تؤثّر على الحمل.
العناية بالصحة العامة
من الضروريّ أن تحافظ المرأة الحامل على نمط حياة صحي يشمل تناول غذاء متوازن، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، وتجنب التدخين والكحول، فهذه العناية تساعد في دعم صحة الحمل وتجنب مواجهة المشاكل المحتملة، ومن المهمّ أيضًا أن تحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم لتعزيز صحتها العامة وصحة الجنين.
الدعم النفسي والاجتماعي
إنّ الحصول على دعم نفسي واجتماعي من الأسرة والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية للأم، فمن المهمّ أن تشعر المرأة بأنها ليست وحدها وأنها تحصل على الدعم اللازم لمواجهة أي تحديات قد تتعرّض لها خلال فترة الحمل.
التثقيف حول الحمل
يمكن أن يساعد التثقيف حول الحمل والمشاكل المحتملة في فهم المرأة لحالها بشكلٍ أفضل واتّخاذ القرارات الصحيّة المناسبة، لذا يمكنها الاستفادة من الموارد المتاحة مثل الكتب والمواقع الطبية الموثوقة والاستشارات الطبية للحصول على معلومات دقيقة وعلميّة صحيحة.
في الختام، تعتبَر هذه المشكلة من الظواهر التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحيّة تتطلّب متابعة دقيقة وتدخّل طبي في بعض الأحيان، فمن خلال فهم الأسباب المحتملة والمخاطر المرتبطة بهذه الحال، يمكن للمرأة الحامل اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة حملها وضمان نمو الجنين بشكل سليم، وذلك تحت إشراف الطبيب المختصّ فقط، بعيدًا عن تطبيق أيّ نصيحة قبل الرجوع إليه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ عن كيفيّة رفع هرمون الحمل الضعيف.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، ارى أنّه من المهمّ أن تتواصل كل امرأة حامل مع طبيبها بشكل مستمرّ وتكون على دراية تامة بحالها الصحية، فالفهم العميق واتّخاذ الإجراءات الوقائية يمكن أن تسهم بشكل كبير في تجاوز التحديات المحتملة وضمان تجربة حمل صحية وآمنة، كما أنّ الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والمتابعة الدورية مع الطبيب يمكن أن يصنع الفارق الكبير في صحة الأم والجنين، ويضمن تجربة حمل إيجابية وآمنة.