إذا كنت تعتقدين بأن الإمساك لا يشكّل خطراً على طفلك، فإنك حتماً تفوّتين عليك معلومات كثيرة في غاية الأهمية. فكما أن الإسهال قد يكون قاتلاً لطفلك إذا أُصيب بجفاف لم يُعالج سريعاً، كذلك يمكن للإمساك أن يؤدي إلى نتيجة مماثلة! نذكر مثالاً على ذلك الحادثة الأخيرة التي أودت بحياة مراهقة بريطانية بسبب إصابتها بإمساك شديد أدّى إلى احتقان منطقة القولون بالبراز، ما شكّل ضغطاً على قفصها الصدري وحفّز النوبة القلبية.
ويقول بعض الأطباء إنهم لم يواجهوا شخصياً مثل هذه الحادثة المأساوية، غير أن عياداتهم مليئة بالأطفال الذين يعانون إمساكاً شديداً غير معترف به لأعوام. إن العديد من بينهم يملكون نسبة كبيرة من البراز، لدرجة أن مثانتهم تكون مهيّجة جداً. أما بالنسبة إلى أطفال آخرين، فإن المستقيم لديهم أصبح متّسعاً جداً لدرجة أنه يفقد الإحساس والبراز يتساقط حتى من دون ملاحظتهم ذلك.
لكن ما الذي يجعل الإمساك شائعاً بين الأطفال؟
-
التقيّد بغذاء غير صحي مليء بالوجبات السريعة والمصنّعة والمقالي. لذلك يجب أن تقدّمي لطفلك الفاكهة والخضار والأطعمة الكاملة، وتشجّعيه على ممارسة الرياضة.
-
الإسراع إلى إزالة الحفاض وتعليم الطفل أصول قضاء حاجته بمفرده. من المهمّ أن تنتظري إلى حين بلوغه الثلاثة أعوام بعدما بيّنت الدراسات أن تدريب الطفل على ذلك قبل هذا العمر يضاعف خطر إصابته بإمساك مُزمن بمعدل ثلاث مرات. وبعد تدريبه يجب أن تكوني متيقظة وتتأكّدي من أن طفلك ينتج البراز يومياً من دون أي صعوبة.
في حال استشارة الطبيب في وقت متأخّر بعد تجاوز مرحلة الوقاية، لا غنى عن وضع برنامج يومي للحقن الشرجية، مصاحباً بالمسهّلات. أثبتت دراسات عديدة أن هذه الحقن فعّالة جداً لمعالجة الإمساك المزمن وعدوى المسالك البولية في شكل أفضل بكثير من أي شيء آخر. فهي ستُتيح للمستقيم البقاء فارغاً، وتقلّص حجمه وتُعيد الشعور الطبيعي.
وبحسب التقارير الإخبارية، فإن الطبيب الذي عالج الفتاة البريطانية التي توفيت اكتفى بوصف المسهّلات، ولجأت العائلة إلى علاجات أخرى متنوّعة، لكن لم يفكّر أحد بوصف الحقن الشرجية.
بعد عرض هذه الوقائع، لا تتجاهلي إمساك طفلك بعد اليوم وتعاملي مع الأمر بجدّية أكثر!
إقرئي أيضاً: علاج الإمساك بين يديك