أكثر ما يثير قلق الأهل عند خوضهم تجربة الطلاق هو مدى تأثير هذه المرحلة على الأولاد. إذ يعرف معظم الأهل أنّ الطلاق قد يشكّل صدمة للأولاد فيسعون الى بذل قصارى جهدهم للتخفيف عليهم قدر المستطاع ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة. عندما يرى الوالدان أنّ ما من شيء يمكن عمله لانقاذ علاقتهما الزوجية فيجب أن يُدركا أيضًا أنّ البقاء سويًا من أجل الأولاد قد يسبّب ضررًا دائمًا وطويل المدى للأولاد أكثر ممّا قد يفعله بهم الطلاق. وتجدر الإشارة الى أنّ الأهل لا يمكنهم التخلّص نهائيًا من الآثار المدمرّة القصيرة الأمد التي يخلفّها الطلاق على أطفالهم، إلاّ أن يمكنهم القيام ببعض الخطوات التي من شأنها الحدّ من آثار الطلاق أو تخفيف وطأة هذه الأزمة على الأولاد كما يلي:
- بعد الطلاق، يجب محاولة عدم إدخال الكثير من التغييرات على حياة الطفل التي يجدر به أن يتأقلم معها. اذا كان ذلك ممكنًا، من الأفضل ترك الطفل في المدرسة نفسها أو دار الحضانة أو المنزل نفسه
- الوالد الذي يحصل على حضانة الأولاد يجب أن يساهم في استمرار الاتصال بين الأولاد والوالد غير الوصي. كما يجدر بالوالد غير الوصي أن يبقى على تواصل مستمرّ مع أولاده عبر الهاتف ورؤيتهم بانتظام وحضور كل الأنشطة والاجتماعات المدرسية وهلّم جرّا.
> عدم استخدام الأولاد كوسطاء أو التحدث أمامهم بشكل سيء عن الطرف الآخر
- تجنّب النقاشات الحادّة أو الخلافات أمام الأولاد. إنّ الخوض في نقاشات قد يكون له تأثيرات سلبية على الأطفال بغضّ النظر إن كان الوالدين مطلقين أم لا. إنّ الطلاق لديه تأثير سيّء على الأولاد وإذا ترافق مع النقاشات الحادّة المستمرّة بين الوالدين ستكون عواقبه أسوأ بكثير.
- عدم استخدام الأولاد كوسطاء أو التحدّث أمامهم بشكل سيء عن الطرف الآخر. إنّ الأطفال الذين يجدون أنفسهم عالقين بين الوالدين هم أكثر عرضة لتأثيرات سلبية عديدة مثل الاكتئاب أو المشاكل السلوكية
- يجب إشراك الأولاد الأكبر سنًا في عملية اتخاذ القرار. عندما يشارك الأولاد في اتخاذ القرارت المتعلّقة بهم مثل: أين سيعيشون؟ ومع من؟ وكم مرّة سيرون الوالد غير الوصي؟ وغيرها من الأمور، ستكون العائلات أقل عرضة للمشاكل الناجمة عن الطلاق وسيكون الوفاق والانسجام بينهم أكثر استقرارًا ممّا كان عليه عندما لم يتمّ الأخذ برأي الأولاد.
- إذا كان الأولاد في سنّ المراهقة، يجب النظر في إمكان ترك الفتاة لتعيش مع والدتها والصبيّ مع والده.
إقرئي أيضاً: نصائح المعالجة النفسية حول كيفية التحدث مع الطفل عن الطلاق