كثيرةٌ هي الأمور التي يتعلّمها طفلكِ يومياً على مقاعد الدراسة، والتي لا تنحصر بالنطاق الأكاديمي؛ فهو يكتسب على سبيل المثال ميزة الإنضباط وإتباع القوانين، كما يختبر مهاراته الحياتية في التعامل مع الآخرين. لكن رغم كلّ هذه الحسنات ، وكأي مكان عامّ، قد يتعرض صغيركِ عند الذهاب للمدرسة إلى العديد من الجراثيم، خصوصاً تلك المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا التي تنتشر بشكل كبير ما بين الزملاء في الصف.
إلتقاط هذه العدوى، إلى جانب عوامل عديدة أخرى، قد تسبب تغيبه وعدم مشاركته في الصفوف أو النشاطات المدرسية، ما قد يعيق عملية التعلم هذه… فكيف تتفادين أن يفوته أي يوم دراسي؟ إليكِ في هذا السياق بعض النصائح التي تستطيعين اللجوء إليها لتفادي مشكلة التغيب!
أوّلاً: التغيب بسبب المرض
رغم أنّكِ لا تستطيعين أن تضمني عدم إصابة طفلكِ بالمرض في أي يوم من السنة، بإمكانكِ دائماً إتخاذ هذه التدابير الوقائية التي تقلص إحتمال إلتقاطه للعدوى:
- تعزيز مناعته: وذلك من خلال تزويده يومياً بنظام غذائي متوازن يمدّه بالفيتامينات والمعادن التي تدعم جهازه المناعي، وبالأخص الفيتامين C. كذلك، لا تترددي في مراجعة الطبيب في هذا الخصوص وتزويده دورياً باللقاحات اللازمة حسب مرحلته العمرية.
- تثقيفه عن:
- المواضع الأكثر تلوّثاً: من المهم أن يعي صغيركِ ما هي أكثر المواضع إتساخاً في المدرسة لتفادي لمسها وتناول الطعام أو وضع يديه في فمه بعد ذلك. من هذه الأماكن: مقاعد الدراسة، أبواب المرحاض، صنابير الشرب والمعدات المشتركة.
- علامات المرض: إن إستطاع صغيركِ تمييز علامات المرض وبالأخص نزلات البرد لدى الآخرين، سيتمكن من تفادي الإحتكاك المباشر المسبب لإلتقاط العدوى. ولكن في هذه الحالة، ركّزي على أهمية تصرفه بلياقة مع الشخص المريض، وعدم إظهار أي نفور تجاهه رغم إتخاذ الإحتياطات اللازمة.
- عادات النظافة الشخصية السليمة: وبالأخص التشديد على أهمية غسل اليدين بشكل كافي وفعال قبل وبعد كلّ وجبة، وبعد الدخول إلى المرحاض. كذلك، أتركي بعهدة طفلكِ -إن لم يكن دون الخامسة- مناديل أو جل معقم لليدين، ولا تنسي تحميمه في نهاية اليوم بسائل إستحمام يتمتع بميزة مضادة للميكروبات والجراثيم. ولعلّ الخيار الأمثل في هذا الخصوص هو اللجوء إلى تركيبات تحتوي على الفضة، المعروفة بفعاليتها الطبيعية الكبرى في القضاء على الجراثيم.
ثانياً: التغيب بسبب "التمارض"
هل تساءلتِ يوماً لماذا قد يلجأ طفلكِ إلى الإدعاء بأنه مريض في أيام الدراسة؟ على الأرجح أن أمراً ما يزعجه في المدرسة ويحاول تفاديه من خلال التغيب. ولكن، هل يستحقّ هذا الأمر عناء تفويت الحصص، ناهيك عن وقت تخالطه الإجتماعي مع زملائه في الصفّ؟ فما الحلّ؟
- إخلقي له مساحة آمنة لمصارحتكِ: من المهم أن يشعر طفلكِ بأنّه قادرٌ على إخباركِ بأي شيء ومصارحتكِ بكلّ ما يجول في خاطره، دون الخوف من أن توبّخيه أو تحكمي عليه. هكذا، سيلجأ إليكِ ويخبركِ فوراً إن كان أمر ما يزعجه ولا يريد الذهاب إلى المدرسة بسببه، كي تساعديه على اتخاذ التدابير والحلول اللازمة.
- كوّني صداقات مع أصدقائه: فلمَ لا تكوني تلك الأم المرحة التي يحبها الجميع؟ إن تقربتِ من أصدقاء طفلكِ، ستكتسبين ثقتهم وبالتالي تتمكنين من البقاء على إطلاع بكلّ الأمور التي تحصل في المدرسة مع طفلكِ، والتي قد تزعجه بشكل يتعارض مع رغبته في حضور الصفوف.
بهذه الخطوات البسيطة، ستضمنين أن يحوز طفلكِ على "جائزة الحضور الدائم" ولو معنوياً، وتتأكدين في الوقت نفسه من أنّه بات قادراً على تحصين نفسه من الأمراض في غيابك أينما ذهب، وليس فقط خلال تواجده في المدرسة!
إقرئي المزيد: طفلكِ يتمارض كي لا يذهب إلى المدرسة ويبقى إلى جانبكِ؟ هكذا تتصرّفين!