تخيّلي معنا هذا السيناريو…
طفلكِ يلعب بصخبٍ في غرفة الجلوس، تأتين إليه وتطلبين منه أن يترك ما في يديه من ألعاب ويرتدي ملابسه..
يتجاهلكِ ويستكمل لعبه كأنّ شيئاً لم يكن.
تطلبين منه مجدداً: "هيا قم لترتدي ملابسك!"، فيتجاهلكِ مجدداً ويستمرّ في تعمير الليغو.
عندئذٍ، تصرخين بأعلى صوتك: "لقد حان وقت الانطلاق، هيا قم ارتدي ملابسك فوراً!"
هل يبدو لكِ هذا السيناريو مألوفاً؟
هل تصرخين وتصيحين في أرجاء المنزل كلّما أردتِ استرعاء انتباه صغيركِ للتحدث معه أو لحمله على القيام بعمل ما؟
المقال إذن موجّه لكِ وستجدين فيه حيلاً بديلةً عن الصراخ وفعّالة جداً في لفت انتباه الأطفال وتحفيزهم على حسن الإصغاء، دعينا نتعرّف عليها معاً فيما يلي:
- عندما يكون طفلكِ صاخباً، لا تُحاولي أن ترفعي صوتكِ ليُغطّي صخبه، إنما حاولي أن تُحدّثيه همساً. نعم، هذا صحيح! حاولي أن تُخفّضي صوتكِ قدر المستطاع وسترين كيف سيهدأ وكيف سيُنصت لكِ بكل اهتمام!
- فيما تتحدّثين إلى طفلك، حاولي لمس كتفه والانخفاض إلى مستواه، بحيث تتمكنين من النظر مباشرةً في عينيه ولفت انتباهه فيما تُعطينه الإرشادات أو تطلبين منه أمراً ما.
- عندما تشعرين بأنّ الأجواء متشنّجة بينكِ وبين طفلكِ وكلامكِ غير مسموع، جرّبي القيام بفعلٍ مجنون وغير متوقّع للتخفيف من وطأة التشنّج، كأن تقومي بتعابير وحركات سخيفة ومضحكة بوجهكِ أو تؤدي رقصةً مرحة غير تقليدية أو تسقطي أرضاً مدّعيةً الإغماء.
- في كل مرة ترغبين بها في التحدّث مع طفلك، صفّقي بكل هدوء فيما تقولين بصوتٍ مسموع: "مَن يسمعني، فليصفّق". كرّري الجملة حتى يبدأ صغيركِ بالتصفيق وتتأكدي من أنه مستعد للإصغاء تماماً لكلامك.
- عندما يكون طفلكِ قليل الانتباه ويمشي في المنزل بلا هوادة، فكّري باللحاق به في كل مكان لدغدغته واللعب معه بخشونة. فهذه الحيلة تجمع ما بين اللمس والسخافة والعمل غير المتوقع، ولا بدّ أن تسترعي انتباه صغيركِ ليسمع ما لديك ويُنفّذ طلباتك.
- وإن لم تنفع مع طفلكِ الحيل أعلاه، حاولي أن تُشغّلي نفسكِ بعملٍ ما، كأن تُجري اتصالاً هاتفياً مهماً أو تجلسي في مكانٍ هادئٍ لقراءة كتاب أو تدخلي الحمام. فمثل هذه الأمور إما يُثير فضول طفلكِ أو يُكثّف طلباته. وفي الحالتين، ستكون آذانه صاغية لكلامك!!
تلك كانت لمحة صغيرة عن الحيل التي يُمكنكِ اللجوء إليها حتى تُحفّزي طفلكِ على حسن الإصغاء بطريقةٍ إيجابيةٍ تُقرّب بينكما ولا تتسبّب بأجواء سلبية كما يفعل الصراخ!
اقرأي أيضاً: 5 تصرفات أكثر تأثيرًا من الصراخ حين يخطئ طفلك!