مع الأسف، يكون التنمر والمضايقات أمرًا شائعًا لدى الأطفال في المدارس، ورغم أن الكثيرون قد لا يكونون على دراية بما يحدث لأطفالهم، فإن ذلك لا يعني الضعف أو الإهمال من قبل الآباء والأمهات، فقد يشعر الأطفال بالخوف أو الخجل من الإفصاح عن تعرضهم للمضايقات، مما يجعلهم يتجنبون الحديث عن معاناتهم، ويؤدّي إلى ظهور صفات الطفل ضعيف الشخصية بشكلٍ واضح.
سنكشف لكِ عن الخطوات والنصائح التي من المفترض أن تتّبعيها كي تقوّي شخصيّة طفلكِ وتحفّزيه على تخطّي جميع المشاكل التي يتعرّض لها، من خلال هذا المقال الجديد على موقع عائلتي.
النصائح والتوجيهات الأساسيّة
من أجل ضمان عدم تأثّر طفلكِ بالمضايقات التي يتعرّض لها، لا بدّ ن اعتماد بعض الطرق الفعّالة التي تساهم في تكوين شخصية الطفل وبناء ثقته بنفسه، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
تشجيع الطفل على ممارسة نشاط معيّن
يُمكن تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة يتقنونها لبناء الثقة بأنفسهم،كما يمكن للحديث حول إنجازاتهم وتقديم الإشادة بأعمالهم والتقدّم الذي يحققونه أن يعزز الرضا الذاتي ويساعدهم في بناء الاحترام النفسي.
علّمي طفلكِ أنّه يستطيع طلب المساعدة
في حال تعرّض الطفل للتنمر، يجب عليه أن يدرك أنّه يمكنه طلب المساعدة، فالبعض قد يجد صعوبة في الدفاع عن نفسه بمفرده، وهنا يأتي دور تعليمه أنه ليس هناك عيب في اللجوء إلى شخص بالغ مثل المدرس لحلّ هذه المشكلة.
الاستماع إلى مشاكل الطفل
يجب التحدث مع الأطفال حول ما يحدث في المدرسة وجعلهم يشعرون بأن كلامهم مهم ومفهوم، فوجود الوالدين كدعم دائم يمكن أن يكون مصدر راحة كبير للطفل، ويمكن أن يشجعه على التحدث بحرية حول تجربته، لذا يجب أن يكون أولياء الأمور أن يكونوا حذرين من عدم التفاعل بشكل قوي أو الإظهار بمشاعر قوية، حيث يمكن أن يثير ذلك خوف الطفل من الإفصاح عن مشاكله مستقبلًا; علاوةً على ذلك، يجب تجنب إيجاد عيب في سلوك الطفل لشرح سبب تعرضه للمضايقة، حيث لا يكون هذا ذنبه، وإذا تم إلقاء اللوم عليه، قد يزيد شعوره بالقلق والتوتّر.
تسمية الأفعال كما هي
تُستخدم مصطلحات محدّدة مثل “التنمر” أو “المضايقات” عند التحدث مع الطفل حول تجاربه في المدرسة، وهي عادةً ما تكون ذات طابع سلبي وتساعد الطفل في فهم أفضل للتصرفات التي يتعرض لها، ممّا قد يمكنه من التعبير عن نفسه بشكل أفضل، فإذا تمكّن من ربط هذه الكلمات بسلوكيات معينة، مثل تلك التي قد يتعرض فيها للتجاوز بوصفها بألقاب مهينة، قد يشعر بالقوة الكافية للتغلب على التحديات.
التأكيد على عدم التفاعل مع المضايقات
من الضروري تأكيد على عدم التفاعل العاطفي مع المضايقات، حيث يسعى المتنمّرون للحصول على رد فعل قوي من الضحية، لذا يجب على الطفل تعلّم تجاهل التعليقات المزعجة وعدم إعطاء هؤلاء الأشخاص أي اهتمام، وذلك من خلال تحفيزه للابتعاد عنهم إذا كان ذلك ممكنًا، وعلى تجسيد الموقف والثناء عليه إذا كان يتصرف وفقًا لتعليمات الوالدين.
علّميه طريقة تحويل المضايقة إلى مجاملة
يمكن أيضًا تعليم الطفل كيفية تحويل المضايقات إلى مجاملة، فالمضايقون يسعون لجرح مشاعره، ولكن يمكنه أن يحول الأمور السلبية إلى إيجابية. على سبيل المثال، إذا كان يرتدي نظارات وأُطلق عليه لقب “صاحب العيون الأربع”، يمكن للطفل أن يشكرهم على انتباههم لهذا الاختلاف في وجهه، وسيؤدّي ذلك بالتأكيد إلى إرباك هؤلاء الأشخاص وقد يجعلهم يتجنبون هذا الفعل مرّة أخرى خوفًا من تلقي رد فعل معاكس لما يرغبون فيه.
في النهاية، يمكن أن يؤدّي الدعم العاطفي دورًا هامًا في مساعدة الطفل على تجاوز المضايقات، لذا يجب أن يكون الوالدين دائمًا موجودين لدعمه وتعزيز ثقته بنفسه،ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلناكِ على أُسُس تربويّة صحيحة تجعل كلّ طفل محبوب بين أصدقائه.