هل تساءلتِ يومًا كيف تُنشئين طفلكِ ليكون مسؤولًا وواثقًا من نفسه منذ السنوات الأولى؟ المسؤولية لا تنمو تلقائيًا. بل تحتاج إلى تربية واعية تبدأ من التفاصيل اليومية، وأبسطها الأعمال المنزلية.
في الواقع، يبدأ بناء المسؤولية عند الطفل حين تمنحينه فرصة للمشاركة في المهام المنزلية، مهما بدت صغيرة أو بسيطة. المهمّ أن تتناسب مع عمره وقدراته، وأن يشعر أنه يساهم في بيئة الأسرة. إليكِ دليلًا عمليًا يساعدك على توزيع المهام المنزلية على أطفالك حسب مراحلهم العمرية.
من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات
في هذه المرحلة، يحبّ الطفل تقليد الكبار، لذلك اغتنمي الفرصة! اجعلي المهام بسيطة ومسلية. دعيه يضع الغسيل في السلة، أو يضع الملاعق على الطاولة، واسمحي له أن يمسح شيئًا بسيطًا ككرسيه الخاص. لا تهتمي بالكمال، بل ركّزي على التجربة.

من عمر ثلاث إلى أربع سنوات
في هذا السنّ، يبدأ الطفل بفهم التعليمات البسيطة وتنفيذها، فيمكنكِ أن تطلبي منه مساعدتك في ترتيب السرير، أو إطعام الحيوان الأليف، أو جمع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب. هذه الأنشطة لا تبني فقط حسّ المسؤولية، بل تعزز ثقته بنفسه وشعوره بالإنجاز.
من عمر أربع إلى خمس سنوات
هنا يبدأ الطفل بتحمّل مسؤوليات بسيطة بشكل أكثر تنظيمًا. خصّصي له مهام يومية مثل ترتيب سريره، أو مساعدتك في تنظيف الطاولة بعد الأكل. احرصي على وضع قواعد واضحة لتكرار المهام، فهذا يعزّز النظام في حياته.
من عمر خمس إلى ست سنوات
مع اقتراب الطفل من سن المدرسة، يصبح أكثر قدرة على أداء مهامه باستقلالية. علّميه كيف يجهّز حقيبته، أو كيف يختار ملابسه بنفسه، وشاركيه في تنظيف غرفته وفرز الملابس. في هذه المرحلة، يمكنكِ أيضًا إدخال مهام بسيطة تتعلق بالقراءة أو الكتابة، إن كانت تناسب قدراته.
عزيزتي، لا تنتظري حتى يكبر طفلك لتغرسي فيه حسّ المسؤولية. ابدئي مبكرًا، واعملي على تحويل الأعمال المنزلية إلى فرصة تربوية. لا تتردّدي في تشجيعه ومدحه عندما ينجز شيئًا بنفسه. كلّ مهمة صغيرة تؤديها يداه هي خطوة كبيرة نحو النضج.
تذكّري دائمًا أنّك حين تشركين طفلك في مسؤوليات البيت، فإنكِ تبنين مستقبله بثبات، وتعلّمينه أنّه جزء فعّال في عائلته منذ نعومة أظفاره. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أشياء تؤلم طفلكِ يوميًا لكنه لن يجرؤ على إخبارك بها أبدًا!