عرف رمضان بأنّه شهر العبادة، التضحيات،المساعدة، والصوم على الملذّات الدنيوية الفانية. من هنا، يتسائل العديد: ما حكم الجماع خلال رمضان؟ إكتشفي في هذا المقال ما نظرة الدين للجماع خلال هذا الشهر الفضيل.
الجماع في شهر رمضان من النظرة الطبية
يدرك الإسلام مدى أهمية العلاقة الحميمية بين الزوجين لذا يفرض بعض الشروط خلال أيّام رمضان. فالجماع محرّم خلال فترة الإمساك إنّما مسموح خلال الفترة التي تمتدّ ما بين الإفطار والسحور. ويعتبر الإسلام أن من مارس العلاقة الحميمية مع زوجته خلال فترة الإمساك جاهلاً بالحكم، عُذر من جهله، فلا قضاء عليه ولا كفارة، إذا لم يتمكن من تعلم الأحكام الشرعية. فقال النووي في المجموع: {إذا أكل الصائم أو شرب أ و جامع جاهلاً بتحريمه -فإن كان قريب عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة بحيث يخفى عليه كونه مفطراً* لم يفطر، لأنه لا يأثم، فأشبه الناسي الذي ثبت فيه النص، وإن كان مخالطاً للمسلمين بحيث لا يخفى عليه تحريمه أفطر لأنه مقصر.} وقال الدردير في الشرح الكبير {ورابعها -أي موجبات الكفارة* أن يكون عالماً بالحرمة، فجاهلها كحديث عهد بإسلام ظن أن الصوم لا يحرم معه الجماع فجامع فلا كفارة عليه.} أمّا من جامع زوجته خلال فترة الإمساك وهو عالم بالحرمة أو جاهل ولكنه مخالط للمسلمين، فلا يُعذر ويُعتبر مقصّر. في هذه الحالة يفرض الإسلام عليه أن يقدّم كفّارة تتطلّب أن يصم شهرين متتابعين، وإن عجز عن ذلك، عليه أن يُطعم ستين مسكيناً. وأخيراً نشدّد على أن من واجب كلّ مسلم أن يحافظ على صومه ويصونه من كل ما يفسده. فحرمة رمضان عظيمة عند الله جل وعلا ، وإنتهاكها من أعظم المنكرات.