تُثير وضعية 69 فضول كثير من النساء، خاصّةً حين تلاحظين ميل شريككِ لتفضيلها من دون غيرها من الأوضاع. هذا التفضيل ليس مجرد خيار عابر. بل يرتبط بعوامل نفسية، وجسدية، وعاطفية عميقة. لذلك، من المهم أن تفهمي الدوافع وراء هذا الانجذاب، حتى تُحافظي على توازن علاقتكِ وتلبية احتياجات الطرفين.
في هذا المقال، سنتناول الأسباب النفسية والبيولوجية التي تجعل بعض الأزواج ينجذبون أكثر إلى وضعية 69. ثم نُضيء على تأثيرها على التواصل العاطفي بين الشريكين. بعدها نعرض رأي العلم بصحة العلاقة الحميمة لدى النساء.
أولًا: ماذا تعني وضعية 69 تحديدًا؟
قبل الدخول في التفاصيل، من الضروري أن نوضح المفهوم. وضعية 69 تعني تبادل الطرفين المداعبة الفموية في الوقت نفسه، بحيث يكون كل منهما بوضع معاكس للآخر. الرقم “69” يُمثّل هذا الترتيب المتعاكس بطريقة رمزية.

تُوفّر هذه الوضعية تحفيزًا متزامنًا، ما يجعل البعض يراها رمزًا للتكافؤ والمتعة المتبادلة. فهي ليست فقط فعلًا جسديًا، بل أيضًا تجربة نفسية تُوحّد الطرفين في لحظة حميمية متوازنة.
ثانيًا: لماذا يُفضّلها بعض الأزواج؟ الأسباب النفسية
تُشير العديد من الدراسات النفسية إلى أن الرجال الذين يُفضّلون وضعية 69 غالبًا ما يسعون للشعور بالتوازن في العلاقة الحميمة وفق قواعدها.
على سبيل المثال، دراسة منشورة في مجلة Archives of Sexual Behavior عام 2017 أكدت أن الأزواج الذين يقدّرون العطاء المتبادل، يُظهرون ميلًا أكبر إلى هذا النوع من الوضعيّات التشاركيّة.
أيضًا، هذا النوع من التفاعل يُشعر الرجل بأنه مرغوب ومرغوب فيه في الوقت نفسه. فهو يُعطي ويستقبل المتعة في آنٍ معًا، ما يعزز لديه الشعور بالسيطرة المتوازنة والانتماء.
ثالثًا: الجوانب البيولوجية والهرمونية
من جهة أخرى، للبيولوجيا دور واضح. عند ممارسة وضعية 69، تحدث استثارة متزامنة تُنشّط مناطق في الدماغ مسؤولة عن المتعة والمكافأة مثل نواة الأكومبنس (Nucleus Accumbens). هذه المناطق تُفرز كميات كبيرة من الدوبامين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة.

بالتالي، يرتبط تكرار هذه الوضعية بشعور الشريك بالراحة والمتعة المضمونة، ما يجعله يُفضّلها بشكل لا إرادي. وفي حالات معيّنة، قد يُصبح هذا التفضيل عادة مرتبطة بالرضا الجنسي الكامل.
رابعًا: تأثير وضعية 69 على العلاقة العاطفية
من المعروف أن العلاقة الحميمة لا تقتصر على الجسد فقط. بل تتجاوز ذلك إلى مشاعر الأمان، والقبول، والتواصل.
تُشجّع وضعية 69 على بناء هذا النوع من الاتصال. لماذا؟ لأن التفاعل المتبادل يُجبر الطرفين على التناغم في الإيقاع، التركيز على الآخر، والاهتمام بلذته.
هذه المشاركة الفعّالة تُقلّل من الأنانية، وتزيد من التعاطف. كذلك، تُعزّز الثقة بين الطرفين، خاصة إذا تمت في أجواء احترام وتفاهم بين الشريكين.
خامسًا: هل هناك ما يدعمه العلم؟
تؤكّد العديد من الأبحاث في مجال علم الجنس أن الوضعيات التبادلية مثل وضعية 69 تؤدّي دورًا في تحسين العلاقة الجنسية والعاطفية معًا.
أظهرت دراسة من جامعة إنديانا عام 2019 أن الأزواج الذين يُمارسون وضعيات متزامنة يُسجّلون مستويات أعلى من الرضا الجنسي والثقة بين الشريكين.
أيضًا، أشار تقرير صادر عن Journal of Sex Research إلى أن وضعيات التواصل المباشر تُساهم في خفض مستويات التوتر وتحسين المزاج العام. وذلك بفضل إفراز الأوكسيتوسين، هرمون الحب، أثناء الممارسة.
سادسًا: متى لا تُناسب هذه الوضعية بعض الأزواج؟
رغم فوائدها، ليست وضعية 69 مناسبة للجميع. في بعض الحالات، قد يشعر أحد الطرفين بعدم الراحة بسبب اختلاف مستويات التركيز أو الشعور بالإحراج. كذلك، بعض النساء قد يجدن صعوبة في الاستمتاع إذا طُلب منهن الأداء والتلقّي في آنٍ واحد. خاصّة إذا كانت العلاقة ما تزال في بداياتها.

لذلك، من الأفضل دائمًا التواصل الصريح مع الشريك. الحوار يفتح أبواب الفهم ويُساعد على تخطي الحرج أو التردد.
سابعًا: نصائح لتجربة مريحة وآمنة
لمن ترغب في تجربة وضعية 69، إليكِ بعض النصائح المفيدة:
- أولًا، اختاري توقيتًا تكونين فيه مرتاحة نفسيًا وجسديًا.
- ثانيًا، تأكدي من النظافة الشخصية المتبادلة، فهي عامل أساسي للشعور بالأمان.
- ثالثًا، استعملي الوسائد لدعم الظهر أو الحوض حسب الوضعية، لضمان راحة أفضل.
- وأخيرًا، لا تتردّدي في التعبير عن رغباتكِ أو تفضيلاتكِ، فالصراحة مفتاح المتعة المتوازنة.
في النهاية، تُعدّ وضعية 69 خيارًا مميزًا لبعض الأزواج لما تمنحه من شعور بالمشاركة، والرضا المتبادل، والحميمية العميقة. لكنّها في الوقت نفسه ليست معيارًا للنجاح الجنسي، بل مجرد خيار بين العديد من الخيارات. كل علاقة تختلف عن الأخرى، وما يناسب زوجين، قد لا يناسب آخرين. لذلك، من المهم أن تبني علاقتكِ الحميمة على الصدق، التجريب المتفاهم، والتواصل المستمر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن وضعية الملاعق في الجماع.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن وضعية 69 لا تُعتبر مجرّد حركة جسدية، بل لغة تواصل راقية بين الطرفين. إنها تجسيد لفكرة الأخذ والعطاء المتوازن. لكن الأهم، هو أن تشعري بالراحة والقبول الذاتي أثناء كل تجربة. لا تجبري نفسكِ على ما لا يروق لكِ، بل اختاري دائمًا ما يعزّز تقديركِ لذاتكِ ويُقوّي الرابط مع شريككِ.