تتساءلين عمّا يجعل الأجداد أكثر لطفاً وكرماً وصبراً في تعاملهم مع أحفادهم مقارنةً بطريقة تصرّفهم معك حين كنت طفلة صغيرة؟ ما رأيك إذاً في الإطّلاع على ما تقوله أحدث الدراسات في هذا الخصوص، وذلك بعد أن كشفنا سابقاً عن الأمر المهم الذي يكتسبه الأطفال من تربيتهم بجانب أجدادهم؟
يبدو أنّ هناك الكثير من الأسباب التي تفسّر مرونة الأجداد مع أحفادهم وأوّلها العمر؛ بحسب مجلة Psychology Today، يميل الأشخاص إلى أن يصبحوا أكثر ليونة مع العمر خصوصاً وأنّ الحياة قد علّمتهم ألّا يقلقوا على أصغر الأشياء. فما كان يزعجهم أو يثير غضبهم من كلمات أو تصرفات حين كنت طفلة صغيرة، ينظرون إليه اليوم كتصرّف طبيعي في مثل عمر طفلك. لذلك، بينما تشعرين أنّك مضطرة إلى تأنيب طفلك بسبب تصرّف معيّن، تلاحظين ميل والديك إلى الدفاع عنه باعتبار أنّهما لا يجدان ذلك السلوك سلبياً كما تعتقدين.
إلى جانب العمر، لا بدّ أن نذكر وظيفة الجدين التي لا تتطلّب منهما التعامل بحزم مثلما كان الحال مع أطفالهم؛ فدورهم يقتصر على منح أحفادهم الحب والعطف والحنان فقط أمّا الدور التربوي فيقع على عاتق الأهل. ولهذا السبب تجدين والديك لا يتدخلان عندما يقوم ابنك بأي سلوكٍ أو تصرّفٍ خاطئ. بعد أن أدّوا دورهم لتربوي تجاه أطفالهم، حان الوقت لهم للجلوس والاستمتاع بأوّل "إغ" وما يليها من حركات وكلمات تجعل من طفلك مدللاً.
لا ننسى أيضاً أن الرابط بين الأجداد والأحفاد لا يُشبه الرابط بين الأهل والأطفال؛ فمن الطبيعي أن يتعلّق الأحفاد بوالديهم لأنّهم يعتمدون عليهم في كلّ شيء أمّا الأجداد فعليهم بذل المزيد من الجهد لتقوية الرابط والعلاقة التي تجمعهم بأحفادهم. لذلك، فهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر لطفاً وكرماً وليونة في تعاملهم مع الصغار حتى أنّهم لا يرفضون لهم طلباً.
وأخيراً، يجد بعض الأجداد في دورهم فرصة ثانية للتعويض عن الأخطاء التي ارتكبوها عند تربيتهم أطفالهم. فيحاولون أن يقدّموا لأحفادهم ما لم يستطيعوا أن يقدّموه لأولادهم حين كانوا صغاراً.