تُعتبَر تربية الأطفال رحلةً مليئةً بالتحدّيات، وقد تجدين نفسك تتساءلين إن كنتِ تقدّمين لهم الأفضل. لكن أحيانًا، قد تتحوّلين من دون أن تشعري إلى أمّ متحكّمة بدلًا من أمّ داعمة. والسيطرة الزائدة يمكن أن تعيق نموّ طفلك وتؤثر على علاقتك به. لنتحدّث عن هذا الموضوع بحبٍّ ووعي.
قد تشعرين أنّ التدخل في حياة طفلك هو من واجباتك، لكنّ الفرق كبير بين التدخّل والإرشاد. عندما تصبح السيطرة سمة دائمة في أسلوبك، فإنها تؤثر سلبًا على ثقة طفلك بنفسه واحترامه لذاته. هنا نستعرض العلامات التي تدل على أسلوب التحكم وكيفيّة تجنّبها.
علامات الأم المسيطرة
1. تقديم النصائح المستمرّة والنقد
تشعرين برغبة دائمة في تحسين حياة طفلك من خلال تقديم النصائح. لكنّ تقديم النصيحة من دون طلب أو النقد المستمر قد يشعره بعدم الكفاءة. اسألي نفسك دائمًا: هل طفلي يحتاج إلى توجيهي الآن؟
2. تثبيط الاستقلاليّة
تخشى الأم المسيطرة ترك زمام الأمور لطفلها. بالمقابل، من المهمّ تشجيع طفلك على اتخاذ قراراته وتجربة الفشل أحيانًا، لأن هذا جزء أساسي من التعلّم.
3. تجاهل الخصوصيّة
إنّ الدخول المستمر إلى عالم طفلك الخاص قد يسبب شعوره بالتوتّر. احترمي مساحته الخاصة، سواء كان ذلك متعلقًا بصداقاته أو أفكاره.
4. استخدام العاطفة كوسيلة ضغط
إذا كنتِ تربطين محبتك أو رضاك بسلوك معين، فهذا يمكن أن يجعل طفلك يشعر بأنه غير محبوب إذا خالف توقعاتك. لذا، استخدمي الحوار بدلًا من التلاعب العاطفي.
5. المال كوسيلة تحكّم
إذا كنتِ تستخدمين المال أو المكافآت المادية للسيطرة على قرارات طفلك، فحاولي استبدال ذلك بالتحفيز على أساس القيم والمبادئ.
كيف تتحولين إلى أم داعمة بدلًا من متحكمة؟
- استمعي أكثر لطفلكِ: استمعي إلى طفلك بعقل وقلب مفتوح دون الحكم عليه. وفّري له بيئة آمنة للتعبير عن آرائه وأفكاره.
- شجعي الاستقلالية تدريجيًا: بدلًا من تقديم الحلول، اسألي طفلك عن أفكاره واقتراحاته لحلّ المشاكل التي يواجهها.
- احترمي خصوصيته دائمًا: اجعلي طفلك يشعر بالأمان والثقة بتركه يتعامل مع مواقفه الخاصة.
- اعتمدي الحوار بدل السيطرة: اجلسي مع طفلك وناقشيه حول الخيارات التي يواجهها، وادعميه بدلاً من إملاء قراراتك عليه.
كونك أمًا داعمة لا يعني التخلّي عن دورك في توجيه طفلك. الأمر يتعلق بخلق توازن بين الإرشاد والاستقلالية. طفلك يحتاج إلى الشعور بأنك تثقين به وتؤمنين بقدرته على اتخاذ قراراته. بدورك، ستكسبين طفلًا مستقلًا وواثقًا بنفسه، بينما ستحتفظين بعلاقة صحية ومبنية على الاحترام المتبادل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 4 أخطاء كارثية تدمّر شخصية طفلك بدون أن تلاحظي!