يعتبر تعليمالكتابة مهمة معقدة تستلزم استخدام مهارات الطفل الحركية والفكرية. يبدأ الطفل مع مرور الوقت في تكوين كلماته الخاصة عن طريق الخربشة والتى تستلزم أن يمسك الطفل القلم ويثبّت الورقة ويضغط ضغطا كافيا ليحرك القلم ويكتب به على الورقة. وبمرور المزيد من الوقت، يفهم الطفل أن في إمكانه أن يكرر حركات معينة بالقلم ونمطا معينا على الورق. ورغم أن الجيل الحالى أصبح يعتمد اعتماداً كبيراً على الكمبيوتر ولوحة المفاتيح، إلاّ أنّ تعليم الكتابة للطفل أمر أساسي فى غاية الأهمية. فالكتابة ليست مجرد وضع مجموعة من الحروف على الورق ولكنه جزء أساسي من تعلم الطفل القراءة وكيفية التواصل مع الآخرين. ويؤكد الكثيرون من الخبراء أنّ مهارات الكتابة تعزز من مهارات القراءة عند الطفل. فكي يتعلم الطفل القراءة يجب أن يدرك أن الحروف تعبر عن أصوات معينة يتم وضعها معا لتكون كلمات. عندما يبدأ الطفل قبل دخوله المدرسة فى تقليد الحروف التى يراها أمامه، يفهم العلاقة بين الصوت الذى يسمعه والكلمات التى يراها على الورقة. إن الكتابة تسمح للطفل بمشاركة تجاربه مع كل من حوله. وبمرور الوقت، يغدو الطفل أكثر قدرة على التحكم فى حركة يده بالإضافة إلى أنه يبدأ في استخدام مهاراته فى التواصل ليترجم أفكاره على الورق. أن يتعلم طفلك الكتابة بخط يده أمر مهم لأنه سيحتاجه عند دخوله المدرسة. وفى المقابل، إذا كان الطفل يواجه مشكلة فى الكتابة، فإنه بالتأكيد سيواجه مشكلة فى إنجاز فروضه المدرسية ما قد يؤثر على نظرته لنفسه وحبه للمدرسة وتقبله لها. لمجرد أن يكبر طفلك ويصبح واعيا بعض الشيء اعطيه بعض أقلام التلوين وورقة كبيرة واتركيه يكتب ما يريد. وبنمو الطفل وتقدمه فى العمر، يمكنك أن تخصصى له غرفة مليئة بالألوان والأقلام والأوراق وفرش الألوان. ومع الوقت ومزيد من التدريب، ينمي الطفل عضلاته ومهاراته وقدراته التنسيقية التى ستساعده على تكوين الكلمات وكتابة الحروف. يجب أن تشجعي طفلك على استخدام الكتابة فى المنزل والمدرسة عن طريق مثلا كتابة خطابات الشكر للعائلة والأصدقاء أو مساعدتك فى كتابة قائمة البقالة، ويمكنك أيضا أن تشترى له دفترا فارغا وتطلبي منه أن يمضى بعض الوقت في الكتابة.