كيف أعرف اني نزلت وقت العلاقة؟ أحد الأسئلة الّتي تطرحها الزوجات لاعتبارهنّ أن رؤية القذف هي تجسيد للوصول للنشوة الجنسية، كما نراه عند الرجال.
عندما نسمع عن “القذف”، نميل تلقائيًّا إلى التفكير في الرجال، على الرغم من أن النساء قادرات على القذف أيضًا في بعض الأحيان لدى وصولهنّ الى قمّة النشوة الجنسيّة. وإذا كانت عمليّة القذف لدى الرجال واضحة ولم تعُد تحمل أي أسرار، فالأمر مختلف تمامًا بالنسبة للنساء، إذ إن موضوع القذف لدى المرأة لا زال غامضًا وغير معروف لكثيرات.
سنقدّم لك في هذا المقال معلومات قد تكون جديدة بالنسبة اليك حول القذف وعمليّة الاشباع الجنسي لديك.
تعريف القذف لدى المرأة
يتمثّل “القذف الأنثوي”، أي القذف عند المرأة، بإطلاق سائل لدى اقترابها من الوصول الى النشوة الجنسية أو خلالها. وتكون كميّة هذا السائل ضعيفًا جداً لدى أغلبية النساء، وبكميّة أكبر لدى أخريات.
يرتبط القذف الأنثوي ارتباطًا وثيقًا بتحفيز ما يُعرف بـ”البقعة-جي” (G-Spot)، وهي منطقة حساسة من الجدار الأمامي للمهبل، تعتقد بض النساء أنها شديدة الإثارة وقادرة علي ايصال المرأة الى النشوة الجنسيّة واحداث القذف. وهذه المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية هي جزء لا يتجزأ من مهبل المرأة.
ويُؤكّد المُتخصّصون بالصحة الجنسيّة أن كل النساء قادرات على “النزول” أو القذف، وفقًا للدراسات العديدة التي أجريت حول هذا الموضوع. ومع لكن لكي تتمكني من تحقيق ذلك، يتطلب الأمر الكثير من التحفيز المناسب، الاسترخاء والاستمتاع باللّحظة.
مصدر الصورة: Freepik
ما هو هذا السائل؟ ومن أين يأتي؟
يحتوي جسم الأنثى على من يُعرف بـ”غدد سكين” (Skene glands) وتسمى هذه الغدد أيضًا بـ”الموثة الأنثوية”. تشبه غدة البروستاتا عند الرجل.
تفرز هذه الغدد سائلاً مائيًا، لا يشبه السائل البولي من ناحية التركيب ولا الرائحة، وهو غالبًا من دون لون ولا الرائحة. ولكنه يحتوي بتركيبته الكيميائيّة على كمية قليلة من حمض البوليك (Uric acid) والكرياتينين، وهما المكونان الرئيسيان للبول، ولكن بكميات مخففة بحيث يصبح هذا السائل أشبه بالماء. وهذا يثبت أنه يخرج من الصمام البولي وليس من المثانة.
يتراوح وزن هذه الغدد عند السيدات بين 2 و5 جرامات، أما عند الرجال فيتراوح بين 25 و30 جرامًا. أي تكون كميّة الحيوانات المنوية التي تفرزها البروستاتا من 3 إلى 5 مل، في حين أن تلك التي تفرزها غدد سكين تكون بمعدل أقل من 1 مل وتختلف من امرأة إلى أخرى. الأمر الذي يُفسّر الفرق بالقذف بين الجنسين والذي يكون أكثر وضوحًا لدى للرجال. كذلك فإنّ مدّة عمليّة القذف تكون مُختلفة بين امرأة وأخرى.
الفرق بين القذف وقذف “المرأة النافورة”
تجدر الإشارة أيضًا الى أنّ هناك نوع مُختَلف من القذف والذي يحصل لدى لدى المرأة التي تُعرف بـ”المرأة النافورة”. إذ انّ هذا النوع من القذف هو ظاهرة فيزيولوجية تتمثّل بإخراج كميّة كبيرة جدًا من السائل، الذي تحدثنا عنه سابقّا، قبل و/أو أثناء النشوة الجنسية. وهذه تجربة يمر بها عدد ليس بكبير من النساء وليس جميعهنّ. إذًا، ليس عليك المقارنة أو التفكير بأنّ الوصول الى هذا النوع من القذف هو تجسيد لفكرة أنك قد نزلت فعلًا خلال العلاقة الحميمة.
نصائح تساعدك على الوصول الى مبتغاك
وفقا للمتخصّصين، لا توجد “وصفة” محددة لتحقيق القذف والسيطرة عليه، ولكن عليك أن تأخذي الوقت الكافي. فإذا كنت تريدين ممارسة الجنس المذهل، عليك أن تتحضّري نفسيًّا وجسديًّا لذلك. إذ انّ الأمر بمثابة التحضير للمشاركة في ماراثون عن طريق إعداد نفسك عقليًا، اتّباع خطة طعام، وتحديد وقت للتدريب، وغيرها. نقدّم لك فيما يلي بعض النصائح التي قد يُساعدك اتّباعها على “النزول” أثناء العلاقة الحميمة:
مصدر الصورة: Freepik
- قومي بممارسة تمارين الاسترخاء، لأن العمليّة تتطلّب الاسترخاء الجسدي والعقلي.
- خذي وقتًا لـ”ترويض” جسدك واكتشافه جيّدًا، لأنّك الوحيدة القادرة على فهم مُتطلّباتك الجنسيّة.
- جرّبي أشياء جديدة وكوني مبدعة في كيفيّة تحفيز نفسك وزوجك.
- حاولي أن تكوني بكامل حواسك في اللحظة خلال العلاقة لتشعري بجسدك بشكل كامل.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن لا تيأسي، سيحدث ذلك في النهاية مع المحاولات العديدة والإصرار. وإذا كنت تخافين من “الفوضى” التي قد تحدث عند المحاولة، ننصحك باستعمال الشراشف المقاومة للماء على سريرك، والّتي يمكن غسلها بأقل أضرار ممكنة، أو بكل بساطة اجراء المحاولات في الدُش.
من المهم أن تعرفي أن مجرد حدوث القذف لا يعني الوصول الى المتعة القصوى أو هزّة الجماع. أي بمعنى آخر، يمكنك أن تقذفي من دون أن تشعري بأي متعة، والعكس صحيح، فبإمكانك الوصول للمتعة المرجوّة من دون أن تقومي بالقذف.
وبرأيي الشخصي كمُحرّرة، عليك أن تستمعي إلى أحاسيسك الجسدية والمثيرة وأن تعرفي جسدك ومنطقتك الحميمة جيدًا لتحقيق ذلك. بالإضافة الى أن الحديث بوضوح ومن دون عوائق مع زوجك ضروري لتعزيز التفاهم بينكما لتتمكنا من اختبار هذه “الظاهرة” سويًا.