إنّ علاج نزيف اللثة يُعدّ من الأمور الأساسيّة للحفاظ على صحة الفم والأسنان، ونلاحظ أنّ العديد من الأشخاص يعانون من هذه المشكلة، ولكن قد تكون مؤشرًا على وجود مشاكل صحية أخرى، لا سيّما أنّها تسبب انبعاث رائحة كريهة في خيط الأسنان.
في هذا المقال، سنتناول خمسة محاور رئيسية. سنتعرف على أسباب نزيف لثة الأسنان، الآثار الجانبية المحتملة لهذه المشكلة، الخطوات العلاجيّة المنزليّة الموصى بها، وسنختم بخاتمة تتضمن خلاصة لما تم طرحه وآراء شخصية.
أسباب نزيف لثّة الأسنان
إنّ المعاناة من نزيف اللثة هي مشكلة شائعة يمكن أن تكون لها أسباب متعدّدة، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج نزيف اللثة ، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
التهاب اللثة
إنّ التهاب اللثة هو السبب الأكثر شيوعًا لنزيفها، أمّا هذه المشكلة فتحدث بسبب تراكم البلاك والجير على الأسنان، ممّا يؤدّي إلى حساسية اللثة ونزيفها، ويمكن أن يتسبّب عدم الاهتمام بنظافة الفم في تطوّر هذه الحال، ممّا يجعل العلاج المبكر أمرًا ضروريًا وأساسيًا.
فبحسب موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Gingivitis”، إنّ السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللثة هو سوء العناية بالأسنان واللثة، مما يسمح بتكوين البلاك عليها، وهذا ما يسبّب تورّم أنسجة اللثة المحيطة بها. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
نقص فيتامين C
يعتبر نقص فيتامين C من العوامل التي قد تُسبّب نزيف اللثة، حيث يؤدّي هذا العنصر دورًا هامًا في تعزيز صحّة اللثة ومنع حساسيتها، لذا فإنّ تناول الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C يمكن أن يساعد في الوقاية من التعرّض لهذه المشكلة.
أمراض الدم
إنّ المعاناة من بعض الأمراض المرتبطة بالدم مثل اللوكيميا (سرطان الدم) يمكن أن تسبّب نزيف اللثة، وهذه الحالات تحتاج إلى تشخيص وعلاج فوري من قبل الطبيب المختصّ، فقد يكون نزيف اللثة واحدًا من العوارض التي قد تنجم عن مواجهة هذا النوع من الأمراض، لذا يجب عدم تجاهله.
استخدام أدوات تنظيف غير ملائمة
إنّ استخدام فرشاة أسنان صلبة أو تنظيف الأسنان بقوّة يمكن أن يسبب التهاب اللثة ونزيفها، لذا من الضروري استخدام أدوات تنظيف ملائمة ولطيفة، كما يجب تغيير فرشاة الأسنان بانتظام لضمان الحفاظ على نظافتها وفعاليتها.
وبحسب موقع (Dental Associates) في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “How to Choose a Toothbrush”، يجب أن يكون عرض رأس فرشاة الأسنان 1/2 بوصة، وطولها 1 بوصة، ولها مقبض طويل بما يكفي لحملها بشكل مريح أثناء تنظيف الأسنان، فإذا كانت أكبر قد يكون من الصعب الوصول إلى الأضراس، أمّا إذا كانت أصغر فقد لا تنظّف الأسنان بشكل فعّال. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
التغيرات الهرمونيّة
قد تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث أثناء الحمل أو في فترة البلوغ إلى زيادة حساسية اللثة ونزيفها، وهذا قد يزيد من تراكم البلاك ويؤدّي إلى حدوث التهابات في اللثة، ممّا يتطلّب اهتمامًا خاصًا بنظافة الفم في هذه الفترة، باعتبار هذه الحال من بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
الآثار الجانبيّة التي قد تنجم عن هذه المشكلة
إنّ نزيف اللثة ليس مجرد مشكلة بسيطة، بل قد يكون له آثار جانبيّة تتطلّب الانتباه والعلاج الفوري، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج نزيف اللثة في ما سبق، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
رائحة الفم الكريهة
يمكن أن يسبّب نزيف اللثة انبعاث رائحة فم كريهة نتيجة لتراكم البكتيريا في الفم، وهذا قد يؤثّر سلبًا على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية، لذا يجب معالجتها بسرعة.
تراجع اللثة
مع استمرار النزيف والتهاب اللثة، قد يحدث تراجع في اللثة، ممّا يؤدي إلى كشف جذر الأسنان وزيادة الحساسية، وهذا يمكن أن يجعل الأسنان تبدو أطول ويؤثر على جمال الابتسامة.
فقدان الأسنان
إذا لم يتمّ علاج نزيف اللثّة في الوقت المناسب، قد يؤدّي ذلك إلى فقدان الأسنان بسبب تدمير الأنسجة الداعمة لها، الأمر الذي يمكن أن يؤثّر على قدرة الشخص على الأكل والتحدث بشكل طبيعي، ممّا يتطلّب تدخّلًا طبيًّا.
مضاعفات صحيّة أخرى
يمكن أن يكون نزيف اللثة مؤشرًا على المعاناة من مشاكل صحيّة أخرى مثل مرض السكري ومختلف أنواع أمراض القلب، مما يتطلب اهتمامًا طبيًا خاصًا، فالعلاقة بين صحة الفم والصحة العامة موثقة جيدًا، لذا فإن العناية باللثة يمكن أن تساهم في الوقاية من هذه الأمراض.
التهابات الفم المزمنة
قد يؤدّي نزيف اللثة المستمرّ إلى التهابات مزمنة في الفم، ممّا يزيد من خطر الإصابة بأمراض أكثر خطورة، لذا قد تتطلّب هذه الحال علاجًا طبيًا طويل الأمد وقد تؤثّر على جودة الحياة بشكلٍ كبير.
الخطوات العلاجيّة المنزليّة الموصى بها
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها في المنزل للمساعدة في علاج نزيف اللثة والتي سنعرض لكِ أبرزها وأكثرها فعالية في ما يلي، وتشمل:
الاهتمام بنظافة الفم
يعتبر الاهتمام بنظافة الفم الخطوة الأولى في علاج نزيف اللثة، لذا يجب تنظيف الأسنان بانتظام مرتين يوميًا على الأقل لضمان إزالة البلاك والجير باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي الفلورايد..
استخدام خيط الأسنان
يساعد استخدام خيط الأسنان في إزالة البلاك والجير من الأماكن التي لا تصل إليها الفرشاة، ممّا يقلّل من التهاب اللثّة ونزيفها، ولكن يُفضَّل استعماله بلطف لتجنب إيذاء اللثّة.
المضمضة بالماء والملح
إنّ المضمضة بالماء والملح يمكن أن تساعد في تقليل التهاب اللثة وقتل البكتيريا المسببة للنزيف، وبحسب موقع (North Houston Periodontics & Dental Implants) في مقالة نُشِرَت عام 2021 تحت عنوان “Can Salt Water Heal a Gum Infection?”، يمكن استخدام غسول الماء المالح في المنزل كل يوم، أمّا لتحضيره يمكن خلط ملعقة صغيرة من الماء المملح في كوب صغير من الماء الدافئ، مع التأكّد من عدم بلع هذا المزيج، بل شطف الماء بلطف حول الفم لمدّة تتراوح بين 15-30 ثانية، وعند الانتهاء، يجب بصق الماء وتكرار العمليّة 3 مرات على الأقلّ يوميًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
تناول الغذاء الصحي
إنّ تناول الغذاء الغني بالفيتامينات والمعادن، خاصةً فيتامين C، يمكن أن يساعد في تعزيز صحّة اللثة والوقاية من نزيفها، لذا فإنّ تناول الفواكه والخضروات الطازجة يمكن أن يوفّر العناصر الغذائيّة الضروريّة للحفاظ على اللثة قويّة وصحيّة.
تجنّب التدخين
يعتبر التدخين من العوامل الرئيسيّة التي تؤدّي إلى التهاب اللثة ونزيفها، لذا يجب تجنّب هذه العادة السيّئة للحفاظ على صحة الفم واللثة، فالإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسّن بشكلٍ كبير من صحّة الفم ويقلّل من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
استخدام معجون أسنان خاص
إنّ استخدام معجون أسنان مخصّص للثة الحساسة يمكن أن يساعد في تقليل النزيف وتعزيز صحّتها، فهذه المنتجات تحتوي عادةً مكوّنات مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات تساعد في تهدئة اللثة.
تجنّب الحصول على الأطعمة والمشروبات السكرية
إنّ تجنّب تناول الأطعمة وشرب المشروبات السكريّة يمكن أن يقلّل من تراكم البلاك ويقلّل من خطر نزيف اللثة، فالسكريّات تغذّي البكتيريا في الفم، ممّا يزيد من خطر التهاب اللثة ونزيفها.
استخدام غسول فم مطهّر
يمكن أن يساعد استخدام غسول فم مطهّر في قتل البكتيريا وتقليل التهاب اللثة، لذا ينصح باستخدام المنتج الذي يحتوي مكونات مضادة للبكتيريا لضمان الحصول على أفضل النتائج.
في النهاية، إنّ علاج نزيف اللثة يعتمد على معرفة الأسباب الأساسية والالتزام بالعناية الجيدّة بالفم والأسنان، ويمكن أن تكون الإجراءات البسيطة في المنزل فعّالة في الحدّ من هذه المشكلة وتحسين صحة اللثة، ولكن من الضروري استشارة الطبيب قبل اتّباع أيّ نصيحة، كما يجب أيضًا زيارته بشكلٍ دوري للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ طرق بسيطة لتبييض الاسنان بمكونات منزلية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ الاهتمام اليومي بنظافة الفم واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يؤدّي دورًا كبيرًا في الوقاية من نزيف اللثة ومشاكل الأسنان الأخرى، فالاعتناء بصحّة اللثة ليس فقط للحفاظ على الابتسامة الجميلة، بل هو جزء أساسي من الصحة العامة.