قبل ما يقارب 20 أو 30 عامًا، لم يكن لدى الأباء والأمهات الوسيلة الكافية للاطلاع على كتب تربية الأطفال أو حضور المحاضرات الإلكترونية لعلماء النفس حول هذه المسائل، فقد كانت هذه القضيّة واضحة ومعتمدة في كثير من الأحيان على الخبرات الشخصية التي اكتسبوها من آبائهم وأمهاتهم، ولذلك، لا يعد من الغريب أن الكثير من القيم التي اعتبروا أنّها لن تتغير قد شهدت فعليًا تغييرًا كبيرًا، وتحوّلَت إلى حيل تربويّة بسيطة ستوفّر عليكِ الكثير من التعب والعناء.
سنكشف لكِ عن أبرز القوانين المتعلقّة بالسلوكِ الاجتماعي التي تربّينا عليها والتي حان وقت التخلّي عنها في الأسطر القادمة من هذه المقالة الجديدة على موقعنا.
إعادة تقييم القوانين الاجتماعيّة
لضمان اتّباع أساليب تربية الأبناء الصحيحة، لا بدّ من الابتعاد عن بعض الأفعال التي نعتمدها مع أطفلنا كما فعل أهالينا تمامًا، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
التعليم الجامعي مؤشرٌ على المكانة الاجتماعية
“لن تحصل على وظيفة جيدة إلا إذا أكملت التعليم الجامعي!” هذا القول قد سمعه الكثيرون يومًا ما في المدرسة الثانوية، ورغم ذلك، يشير أكثر من 41% من الخريجين إلى أن وظائفهم الحالية لا تتطلب مهارات التعليم الجامعي التي حصلوا عليها، ممّا يعكس الاهتمام المتزايد بالمهارات العملية على حساب الدراسات الجامعية.
الجسم الممتلئ بالضرورة صحيًا
رغم أن الأطفال الذين يأكلون جيدًا قد يحظون بالإعجاب، فإن عادات الأكل السيئة في مرحلة الطفولة تزيد من احتمالات مشاكل الوزن والأمراض، فبالمختصر، النحتفة ليست علامة على انعدام الصحّة.
كلّما زادت الحصص الدراسية، زاد التطوّر العقلي
تشير البحوث إلى أن الدراسة المكثفة قد تكون مرهقة للأطفال وتقلل من فرصهم لاكتشاف مهاراتهم الفردية، لذا يُفضل إعطائهم وقتًا كافيًا لاكتشاف ميولهم الخاصة وتحديد الحاجة الفعلية للتعليم الإضافي.
المال يجلب السعادة
على الرغم من أن المال يؤدّي دورًا أساسيًا في الحياة، إلا أنه لا يُحقق السعادة بالضرورة، لذا يجب على الآباء تعليم أطفالهم كيفية إدارة الميزانية التي يمتلكونها واكتساب عادات صحيحة في التعامل مع المال.
الأطفال الأكبر مسؤولين عن الأصغر
في الماضي، كان من الشائع تحميل الأطفال الأكبر مسؤولية رعاية أشقائهم الأصغر سنًا، ومع تغيير الزمن وظهور خيارات الرعاية، يُشدد اليوم على أهمية الحفاظ على توازن صحيح بين مسؤوليات الأطفال وعدم إجبارهم على تحمّل ما لا يستطيعون فعله.
التعبير عن المشاعر علامة على الضعف
يشير العلماء النفسيين إلى أن التعبير عن المشاعر وإظهار المحبة للأطفال يؤدّيان دورًا هامًا في تعزيز تطوّرهم ونموهم النفسي والاجتماعي، لذا يُفضّل ترك المجال لهم للتعبير عن مشاعرهم بحرية ومن دون أيّ شكل من أشكال القمع.
المرأة والرجل في العمل والمنزل
لا تزال فكرة أن تكون المرأة ربة المنزل والرجل عائل الأسرة قديمة، فكما نرى يمكن اليوم للنساء بناء حياتهن المهنية بنجاح، ويمكن للرجال تحمّل دور مهم في رعاية المنزل أيضًا، ممّا تعاونهما قائمًا على التكامل في الأدوار والمسؤوليّات.
الأم المطلّقة لا تستطيع تربية أولادها بمفردها
أصبحت حياة الأم العزباء أكثر قبولًا في المجتمع، حيث يُشير التطور الاجتماعي إلى تزايد عدد الآباء والأمهات من هذه الفئة الذين يثبتون قدرتهم على تربية الأطفال بشكل ناجح ومن دون الحاجة إلى أيّ شخصٍ آخر.
العادات والتقاليد هي الأهمّ
تزداد الأهمية اليوم لتعليم الأطفال المهارات الحياتية مثل التعامل مع العلاقات وإدارة الوقت، بدلًا من التركيز الكبير على العادات التقليدية.
المال يأتي ويذهب
مع تطور العصر، أصبح بإمكان الناس شراء الأشياء الضرورية دون الحاجة إلى الانتظار حتى يأتي “وقتها”، لذا يجب على الأهل تعليم الأطفال كيفية إدارة المال بشكل صحيح والاستفادة من الفرص المتاحة من دون التبذير في الإنفاق.
اليوم، نشجع على التفكير بمرونة وتبني نهج متوازن يجمع بين التقاليد والحداثة، لذا يجب أن نفهم أن الأطفال يعيشون في عالم مختلف، وتطورت احتياجاتهم وطموحاتهم مختلفة أيضًا، لذا يجب علينا أن نكون على استعداد للتغيير والتكيف مع متطلبات العصر الحديث مع الحفاظ على الحدود والخطوط الحمراء، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ إرشادات تربوية لمنع أطفالك من الانغماس في النرجسية وتحقيق توازن صحي في حب الذات.