تُعتبَر القرفة للحامل في الشهر التاسع من الخيارات التي تتحدّث عنها الكثير من النساء، خاصّةً مع اقتراب موعد الولادة. يُثير تأثيرها العديد من التساؤلات، إذ يتمّ ترويجها على أنّها وسيلة طبيعيّة لتحفيز الرحم وتسهيل عمليّة الولادة وفتح الرحم. لكن كما هو الحال مع أيّ علاجٍ طبيعي، فإن فوائد وأضرار القرفة يجب أن يتم تناولها بوعيٍ ودقّة، خاصّةً خلال الشهر الأخير من الحمل.
في هذا المقال، سنتناول تأثير القرفة للحامل في الشهر التاسع بشكلٍ علمي ومدروس. سنستعرض متى يبدأ مفعول القرفة في فتح الرحم؟ وماذا يمكن أن تسبّب القرفة للحامل؟ وهل تؤدّي إلى نزول ماء الجنين؟ في النهاية، سنقدّم نصائح عمليّة للأمّهات اللواتي يرغبنَ في الاستفادة من فوائد القرفة وتفادي أضرارها.
متى يبدأ مفعول القرفة لفتح الرحم؟
تُعرَف القرفة للحامل في الشهر التاسع بخصائصها التي تساعد على تحفيز الجهاز الهضمي، وتعمل على تعزيز الدورة الدموية، ما قد يؤدي إلى تحفيز تقلصات الرحم.
تُستخدَم القرفة للحامل في الشهر التاسع بشكلٍ تقليدي في العديد من الثقافات لتسريع عمليّة الولادة الطبيعية، حيث يُعتقَد أنّ تناولها قد يسهم في تحفيز انقباضات الرحم للحامل.
لكن متى يبدأ مفعول القرفة لفتح الرحم؟ بحسب موقع Healthline في مقالة نُشِرَت عبره عام 2020 تحت عنوان “Is It Safe to Have Cinnamon During Pregnancy?”، لم تُثبِت الدراسات العلميّة التي تناولت هذا الموضوع بشكلٍ قاطع توقيت دقيق لتأثير القرفة. ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أنّ تأثير القرفة قد يظهر في غضون ساعات قليلة بعد تناولها، خاصّةً إذا تم استهلاكها بكميّة معتدلة. ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ ردود الفعل قد تختلف من امرأة لأخرى، حيث قد لا تظهر آثارها عند البعض، بينما يمكن أن تكون فعالة عند البعض الآخر. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الجدير بالذكر أن استخدام القرفة لتحفيز المخاض يجب أن يكون تحت إشراف طبي. فالإفراط في تناولها قد يؤدّي إلى تقلّصات قوية وغير منتظمة، ممّا قد يشكّل خطرًا على صحّة الأمّ والجنين.
ماذا تسبب القرفة للحامل؟
يمتلك تناول القرفة للحامل في الشهر التاسع العديد من الفوائد والأضرار التي يجب مراعاتها. ومن أهمّها أنّها تحتوي مضادات الأكسدة التي تساعد في تعزيز جهاز المناعة، وتحسين الدورة الدموية. كما يُعتقد أنّ استهلاكها يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، ممّا قد يكون مفيدًا للحامل التي تعاني من السكري الحملي.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتقَد أنّ القرفة تعمل على تحفيز تقلصات الرحم، مما يساعد على تسهيل الولادة. ولكن مع هذه الفوائد تأتي بعض المخاطر المحتملة. قد تسبّب القرفة تقلصات قويّة في الرحم إذا تمّ تناولها بكميّاتٍ كبيرة، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث ولادة مبكرة.
إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن تُسبب القرفة زيادة في درجة حرارة الجسم، أو الشعور بالغثيان والدوار، وهو ما قد يؤثر سلبًا على راحة الحامل. لذا، يُنصح بتجنب تناولها بجرعاتٍ كبيرة من دون استشارة الطبيب، خصوصًا في الشهور الأخيرة من الحمل. وهذا ما أكّده موقع Quora عام 2015.
هل القرفة تنزل ماء الجنين؟
تدور تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت القرفة قد تسبّب نزول ماء الجنين. يحدث نزول ماء الجنين عادةً عند اقتراب موعد الولادة الطبيعية، ويشير إلى بداية المخاض. قد يعتقد بعض النساء أنّ تناول القرفة يمكن أن يُسرّع من هذه العمليّة ويؤدّي إلى نزول ماء الجنين قبل الأوان.
لكن هل القرفة تنزل ماء الجنين؟ لم تُثبت الدراسات العلميّة بعد وجود علاقة مباشرة بين تناول القرفة ونزول ماء الجنين. ومع ذلك، قد يُسبّب استهلاكها بكمياتٍ كبيرة، تقلّصات قويّة في الرحم. ممّا قد يؤدّي في بعض الحالات إلى ولادة مبكرة، ولكن ليس بالضرورة أن تُسبّب نزول ماء الجنين بشكلٍ مباشر.
ينبغي على الحامل تجنّب تناول القرفة بشكلٍ مفرط في الأسابيع الأخيرة من الحمل لتفادي أيّ مضاعفات محتملة. يفضَّل استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وضمان عدم حدوث تأثيرات سلبيّة.
في الختام، يُمكن القول إنّ تناول القرفة للحامل في الشهر التاسع يحمل فوائد وأضرارًا يجب مراعاتها. من الجوانب الإيجابيّة، قد يساعد استهلاكها على تحفيز الرحم وتسهيل الولادة، بالإضافة إلى فوائدها الصحيّة العامّة مثل تحسين الدورة الدمويّة وتنظيم السكّر في الدم. ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول القرفة قد يؤدّي إلى تقلّصات قويّة في الرحم، وقد يتسبّب في مضاعفات غير مرغوب فيها مثل الولادة المبكرة.
يجب على الحوامل اللواتي يفكّرنَ في تناول القرفة خلال الشهر التاسع من الحمل أن يستشرنَ أطبائهنَّ أوّلًا لتجنّب مواجهة أيّ مخاطر محتملة. القرفة، كما هو الحال مع أي علاج طبيعي، يجب تناولها بحذر وبإشراف طبي لضمان سلامة الأم والجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على فوائد زيت الخروع للحامل في الشهر التاسع وكيفيّة استخدامه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ القرفة يمكن أن تكون خيارًا مفيدًا للأمّهات الحوامل إذا تمّ استخدامها بحذرٍ وبإشراف طبّي. ومع ذلك، يجب على كل امرأة أن تزن بين الفوائد والمخاطر، وتجنب الإفراط في استخدام القرفة بدون استشارة مختص. إنّ الوعي الكامل بالمخاطر والفوائد هو السبيل لتحقيق ولادة صحيّة وآمنة.
