من غير السهل عليكِ أحياناً أن تجدي الكلمات المناسبة للتحدث مع إحدى أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومردّ ذلك إما إلى خشيتك بأن تجرحيها أو عدم رغبتكِ بأن تظهري أمامها عديمة الحس أو جهلك إحداثيات الحالة التي يعاني منها الصغير.
ولكي تُجنّبكِ "عائلتي" الحيرة والمواقف المحرجة، ارتأت أن تقدّم لكِ فيما يلي أسوأ العبارات التي يُمكن أن تقوليها لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حتى تتلافيها في المرة المقبلة التي تلتقين فيها إحداهنّ:
"أنا آسفة"
ولكن علامَ تتأسفين؟ فتربية طفلٍ معوّق أو ذي احتياجات خاصة ليس بمأساة. والاعتذار في هذه الحالة غير مقبول كما هو في الحالات الأخرى "العادية".
"أن تكوني أماً لطفل معوّق أمر صعب للغاية، لا أستطيع حتى أن أتخيّل الأمر"
والحقيقة أنّ تربية الطفل بصرف النظر عن حالته، أمر صعب. وعندما تتخذ المرأة قرارها بأن تكون أماً لطفل، المفترض بأن تكون مستعدة لما يمكن أن تُواجهه من تحديات وصعوبات.
"هل حالته وراثية؟"
من غير المفترض بكِ أن تسألي هذا السؤال أبداً، ما لم تكوني فرداً مقرّباً جداً من العائلة. وحتى في هذه الحالة، سيكون سؤالكِ بمثابة صاعقةٍ كبيرة للأم. فما من أمّ على وجه الارض ترضى بأن تكون جيناتها سبباً في إعاقة طفلها.
"سيتجاوز هذه المرحلة، أليس كذلك؟"
كلا، فالأشخاص الذين يعانون من التوحد أو متلازمة داون أو أي إعاقة أخرى لا يتعافون. والصعوبات ستُلازمهم مدى الحياة والأفضل الاقتناع بها، مع المواظبة على الصلاة والتأمل بالتحسن.
"يبدو لي طبيعياً. هل أنتِ متأكدة من أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة؟"
بعض الإعاقات غير ظاهر للعيان ولا ينبغي على أي أم أن تُثبت حالة طفلها للعالم، لمجرد أنه لا يتمكن من رؤية علاماتها بكل سهولة ووضوح.
"لا بد أنكِ خائفة جداً على مستقبله. هل سمعت بـ..؟"
لا شك بأنّ هذه الأم خائفة جداً على مستقبل طفلها ولكنّ سماعها قصصاً وأحاديث عن أشخاص راشدين من ذوي الاحتياجات الخاصة تلقّوا معاملة سيئة أو تعرّضوا للمهانة، لا يُهدئ من روعها لا بل يزيدها سوءاً.
"الله يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب"
سيبدو للأم من خلال هذه العبارة أن من المفترض بها أن تتحمّل ما يجري مع طفلها في كل الأوقات، ما يُقفل المجال أمامها للتشكي وطلب المساعدة عندما تضعف أو تضيق بها الدنيا أو تعجز لسببٍ من الأسباب عن إحلال التوازن في حياتها.
والأسوأ من كل هذه العبارات، لا تُحدّقي بطفل الاحتياجات الخاصة من دون التفوّه ببنت شفة. فهذا الأخير إنسان كغيره ويستحق الاحترام بصرف النظر عن حالته واحتياجاته.
اقرأي أيضاً: كيف تعلّمين طفلك احترام ذوي الاحتياجات الخاصة؟