اختبار صعوبات التعلم ضروريّ بهدف تشخيص الصعوبة بدقة من خلال التقييم المناسب، لمعرفة كيفيّة توفير الدعم والتدخّلات التعليمية المناسبة.
يتطلّب التعامل مع الصعوبات التعليميّة تعاونًا بين المعلّمين ومتخصّصين في التربية الخاصة ومعالجين نفسيّين إذا لزم الأمر، واستخدام استراتيجيات تعليميّة مخصّصة لكل حالة وتوفير الدعم الفردي والتقييم المنتظم لمتابعة تقدم الطالب وضمان تلبيّة احتياجاته الخاصّة. لذلك ولدى ملاحظة أي من العلامات المبكرة التي تنذر بصعوبات التعلّم لدى طفلك، يجب طلب المُساعدة المُختصّة لاختبار وتحديد نوع الصعوبة التي يعاني منها وعلاجها بالطرق الصحيحة.
أنواع صعوبات التعلّم لدى الأطفال
بعد أن تحدّثنا في مقال سابق عن اعراض صعوبات التعلّم عند الأطفال، سنسلّط الضوء على الصعوبات التعليميّة التي تُقسّم الى أنواع عديدة، وتشمل التحدّيات التي قد يواجهها الطلّاب بشكل عام خلال الدّراسة أو في مواد معيّنة من برنامجهم التعليمي.
صعوبات التعلم الأكاديمية
- صعوبات في القراءة والفهم: يعاني الطفل خلالها من صعوبات في قراءة النصوص وفهمها، فهم معاني الكلمات والتعابير، والتفاعل مع المحتوى المكتوب، والقصّة التي يقرأها مثلًا. يمكنك الاطّلاع على علاج عسر القراءة لدى الأطفال.
- صعوبات في الكتابة: أي عدم القدرة على استخدام القواعد الاملائيّة بشكل جيد، صعوبات في التعبير الكتابي وتنظيم اللّغة.
- صعوبات في الرياضيات: تنتج بدورها عن الصعوبات في التحليل والنقد، وتشمل صعوبات فهم المفاهيم الرياضية لتطبيق العمليات الحسابيّة وحل المسائل.
مصدر الصورة: Freepik
صعوبات التعلّم السلوكيّة والعقليّة
- صعوبات في الانضباط: أي عند مواجهة الطالب صعوبات في ضبط سلوكه والتحكّم بتصرّفاته، ما يؤثر سلبًا ليس فقط على الطفل بل على الجوّ العام في الصفّ.
- صعوبات في الذاكرة: يعاني بعض الطلاب من صعوبات في حفظ ما تعلّموه في ذاكرتهم على المدى القصير أو الطويل، ما يُعرقل عمليّة تعلّم المواد الدراسيّة بشكل عام.
- صعوبات في التركيز وتشتّت الانتباه: لا يستطيع الطفل الذي يعاني من هذه الصعوبات، كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، أن يركّز أو يكون منتبهًا لفترات طويلة، لذلك لا يتمكّن من استيعاب المحتوى الدراسي والمشاركة في الصفوف.
- صعوبات في التحليل والنقد: يواجه الطفل الذي يعني من هذه الصعوبات مشاكل في مواد عديدة خاصّةً التي تتطلّب التحليل والتفكير العميق والمنطقي للقدرة على حلّها.
صعوبات تعليميّة اجتماعيّة
- صعوبات التكيّف: يعاني بعض الأطفال من صعوبة في التكيف مع التغييرات البيئية أو التفاعل مع الآخرين بشكل صحيح وفعّال والاندماج اجتماعيًّا، ما يؤثّر على قدرتهم على الدّراسة والتعلّم ضمن مجموعة في الفصل الدراسي. كما سيؤثّر على تجربتهم العامة في المدرسة.
- صعوبات اجتماعيّة أخرى: كتعرّض الطفل للتنمّر ما يؤثر عليه نفسيًّا، عاطفيًا واجتماعيًّا، ويُؤثّر بالتّالي سلبًا على أدائه الدراسي.
- معاناة الطفل من اضطراب طيف التوحد: يواجه الطفل في هذه الحالة صعوبات في فهم ومعالجة الرموز الاجتماعيّة والتواصل الاجتماعي بشكل عام، ما يؤثر سلبًا على تجربتهم التعليميّة والاندماج في بيئة التّعلّم التقليدية.
صعوبات تعليميّة انفعاليّة ونفسيّة
- التوتّر والقلق: بعض الطلّاب قد يعانون من ضغوط نفسيّة كالقلق أو التوتر المُفرط بسبب ضغوط الدراسة، وخاصّةً في فترات الامتحانات، مما يؤثر على قدرتهم على الاستيعاب والتّعلّم بفعالية.
- الاكتئاب: قد يصل الأمر لدى بعض الطّلاب حدّ الاكتئاب إذا كانوا لا يستطيعون التعامل بشكل جيّد مع مشاعر الحزن لديهم ما يؤثر على الدراسة بشكل سلبي.
مصدر الصورة: Freepik
كيف يتمّ اختبار صعوبات التعليم؟
تشمل اختبارات صعوبات التعلّم لدى الأطفال خطوات عديدة بالاستعانة بأدوات تقييميّة. ويعتبر الاختبار بمثابة تقييم شامل، يجمع بيانات تقييمات عدّة لتحليل وتقديم تشخيص شامل لصعوبات التعلم التي يواجهها الطالب. وفي ما يلي، الخطوات الأساسيّة لاختبار صعوبات التعليم:
- التقييم الأكاديمي: عبر الاطّلاع على الأداء الأكاديمي للطالب في المواد الدراسيّة الأساسيّة، كالقراءة والكتابة والرياضيات لتحديد مستوى أداءه في كلّ منها وفهمه لها.
- التقييم المعرفي: وهو تقييم المستوى المعرفي للطالب ومهاراته العقليّة، بالتّركيز على قدرته على حل المشاكل والتّفكير الناقد للمعلومات التي يتلقّاها.
- التقييم السلوكي: أي مُراقبة الطفل بهدف ملاحظة سلوكه، تبدأ ملاحظة السلوك من صفّه في المدرسة، ويتمّ الاطّلاع على ملاحظات معلّميه. كما تتمّ مقابلة الطالب وأهله لفهم التحديات التي يواجهها واحتياجاته.
- التقييم النفسي: عن طريق تحليل سلوك الطفل والتفاعل الاجتماعي لديه، باستخدام أدوات تقييميّة.
- التقييم الحركي: في بعض الحالات يتمّ تقييم القدرات الحركيّة والإدراكيّة للطفل عن طريق اجراء اختبارات خاصّة، كحالة ملاحظة وجود صعوبات في الحركة أو النقّل لديه.
وعند تحديد وتشخيص المُشكلة التعليميّة التي يعاني منها الطالب بناءً على نتائج التقييم، يتم تحديد الخطوات العلاجيّة الضروريّة والتدخّلات المناسبة وكيفيّة تقديم الدعم، كتوفير التعليم الفردي، وتطوير خطط تعليمية مخصصة، بالإضافة الى اطلاع الأهل والمعلّمين على الاستراتيجيات التي يجب اتّباعها لمساعدة الطفل في تخطّي الصعوبات التي تواجهه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، للتعامل مع هذه الصعوبات على أنواعها، يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطالب الذي يعاني منها. وإذا كان طفلك يواجه احداها، عليك توفير البيئة الداعمة له، والتعاون مع المدرّسين والمختصين لضمان تقديم دعم الشامل والمستدام، باستخدام أساليب تعليميّة تلائم احتياجاته، لتحقيق أفضل نتائج تعليميّة لطفلك. في هذا السياق، هل يوجد علاج دوائي لصعوبات التعلّم؟