ليست الأبوّة عن القيام بكل شيء، بل عن الحضور الحقيقي. الكثير من الآباء يشعرون بالضغط لتأمين كل احتياجات أطفالهم، لكنهم قد يغفلون عن أهمّ أداة يمتلكونها: الوقت. فقط 15 دقيقة يوميًا قادرة على إحداث تغيير كبير في نمو الطفل، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا وقوة. هذه العادة البسيطة والمستمرة لا تعزّز العلاقة بين الأب وطفله فحسب، بل تنمّي أيضًا مهارات حياتية أساسيّة. الأمر الذي يُبرز اهمية دور الاب في الاسرة.
يكمن جمال تمضية الوقت الجيد مع الأطفال في بساطته. ما يعني أنّ الآباء ليسوا بحاجةٍ إلى ألعاب باهظة الثمن أو نزهات مُكلِفة ليُحدثوا فرقًا. بل يكمن السرّ في تقديم الاهتمام الكامل، والمحبّة، والحضور الحقيقي. قد تبدو هذه العادة صغيرة، لكنّها تحمل تأثيراتٍ عميقة تستمرّ مدى الحياة.
لماذا الـ 15 دقيقة مهمة؟
تعزيز التطور العقلي
إنّ اللعب مع الطفل لمدة 15 دقيقة يُحفّز دماغه ويُطوّر مهاراته في حل المشاكل. سواء من خلال بناء المكعّبات، أو قراءة قصة، أو حل الألغاز معًا، تُشعل هذه اللحظات فضوله وإبداعه. لهذا السبب، نجد أنّ الأطفال الذين يحظون بمثل هذه التفاعلات يطوّرون عقولًا أكثر حدّةً ويصبحون أكثر استعدادًا لمواجهة التحدّيات.
بناء الذكاء العاطفي
إنّ الآباء الذين يتواصلون مع أطفالهم يوميًا يعزّزون ذكاءهم العاطفي وثقتهم بأنفسهم. هذا الاهتمام المستمرّ يجعل الأطفال يشعرون بالأمان والحب والتقدير، ممّا يُعزّز تقديرهم لذاتهم. كما أنّ ممارسة الأنشطة البسيطة مثل الاستماع إلى أفكارهم أو مشاركة الضحك معهم تُقوّي قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم.
تقوية مهارات حل المشاكل
لا شكّ أنّ اللعب النشط يُعلّم الأطفال كيفية التعامل مع التحديات. فالمشاركة في ألعاب أو مهام مشتركة توفّر لهم مساحة آمنة للتجربة، والفشل، والنجاح، مع وجود الأب لتقديم الدعم والإرشاد. إذًا، هذه العملية تُنمّي المرونة والتفكير النقدي لديهم.
لا يحتاج الآباء إلى أدوات باهظة أو مغامرات مخطط لها لبناء علاقات قوية مع أطفالهم. فببساطة، الحضور الكامل، وبالأخص دون أي تشتيت، هو الهديّة الأقوى. وبالإضافة إلى ذلك، هذه اللحظات لا تتطلّب الكمال، ولكن بدلًا من ذلك، الصدق والرغبة في التواصل.
أخيرًا، ومع ذلك، 15 دقيقة يوميًا فقط كفيلة بتربية طفل أكثر سعادة ومرونة. فالأبوة، في الحقيقة، ليست عن القيام بكل شيء، بل بالأحرى عن التواجد الحقيقي الذي، بدوره، يترك بصمة تدوم مدى الحياة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عادات لا تقومي بها أنت وزوجك أمام الأطفال.