ما حكم البخل في الإسلام وكيف ينظر الشرع لهذا الموضوع؟ الشيخ وسيم المزوق يجيب على هذه الأسئلة فيما يلي:
فيقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) [النساء: 37].
وقال الله تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)، قال إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى: معنى الآية يجعل يوم القيامة في أعناقهم طوقا من النار وقال مجاهد رحمه الله تعالى: يكلفون يوم القيامة أن يأتوا بما بخلوا به في الدنيا من أموالهم.
للمزيد: الشيخ يشرح عن حكم الإسراف والتبذير في الإسلام
قال العلماء: وليس للبخل حكمًا واحدًا ينطبق على جميع صوره وأنواعه، وإنما لكل صورة من صور البخل حكمًا خاصًّا بها، وإن كان البخل في عمومه مذمومًا مكروهًا، فقد يصل إلى درجة الحرام والكبائر، فإن كان المنع بخلًا بواجب فهو محرم شرعًا، بل هو كبيرة من الكبائر توعَّد الله صاحبها بالعقوبة والعذاب، (مثال منع الواجبات: منع الزكاة بخلا وشحا مع اعترافه بفرضيتها). ومنهم من يدفعه البخل إلى عدم الانفاق على نفسه، قال ابن قدامة المقدسي: (وأشد درجات البخل أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة، فكم من بخيل يمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنعه منها البخل. فكم بين من يبخل على نفسه مع الحاجة، وبين ما يؤثر على نفسه مع الحاجة، فالأخلاق عطايا يضعها الله عزَّ وجلَّ حيث يشاء).
وبناء عليه: يظهر لنا أن أقل ما يقال في البخل أنه مكروه ويصل إلى درجة الحرام، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من البخل، فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ", وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.