كوني على ثقة من أنّ التدليك سيمنحكِ فرصةً مناسبةً لبناء العلاقة الوالدية التي ستتيح لطفلكِ القدرة على إدراك مفهوم الحدود والقواعد وتعلّم الانضباط. ولا نعني بالقواعد والحدود، التسلّط على الطفل والتحكّم به، بل نعني به الحفاظ على سلامته ومساعدته في تعلّم ضبط النفس!
كيف ذلك؟
عند إقدامكِ على تدليك صغيركِ الذي يتراوح عمره بين السنة والثلاث سنوات، أطلعيه على الحدود الواجب الإذعان لها وعلّميه كيف يحترمها من خلال:
-
طلب الإذن منه لتدليكه!
-
التوقّف عن تدليكه عند إصابته بالتنبيه المفرط أو شعوره بالملل وبحثه عن أمر آخر يقوم به.
-
الاستجابة لرغابته مهما بدت لكِ سخيفة وغير مهمة، إذ إنها قد تتيح له التعبير عن استقلاليته وممارستها. إن تقبّل مثلاً أن تدلّكي له ذراعيه من دون ساقيه، فليكن له ذلك! فاستجابة مماثلة ستكون فرصتك المثالية لاحترام الحدود التي رسمها لنفسه.
ولكي تنجحي في تحقيق غايتكِ التربوية من التدليك، من الضروري أن تُثبتي لطفلكِ وقبل كل شيء:
• أنّ بإمكانه الوثوق بك.
• الحدود الثابتة والواضحة بينكما.
• قدرتكِ على تلبية حاجاته.
• كيفية التواصل معك (شفوياً وغير شفوي).
فكلمة “انضباط” تعني حرفياً “تعليم”. وتدليك طفلك في هذه المرحلة العمرية يُسهم في تعليمه الانضباط من خلال زيادة معرفته بمفاهيم الحدود والثقة والتواصل غير الشفوي.
والأم التي تدلّك طفلها وتلمسه بانتظام تصبح أكثر حساسية واستجابة لمتطلّباته واحتياجاته. وهذا النوع من المعاملة هو الذي يمهّد لعلاقة والدية قائمة على الثقة، لأنّ الاستجابة لاحتياجات الطفل بتعاطف هي التي تعلّمه الاحترام وتعوّده على الاعتماد على سلطة أمه الإيجابية، الصارمة لكن غير المستبدة.
اقرأي أيضاً: كيف تؤثّر الأم في نمو طفلها؟