تتعدّد أضرار حبوب منع الحمل بعد سن 35 وتُعَدّ من بين المواضيع الحيويّة التي تهمّ العديد من النساء، إذ يتزايد استخدامها كوسيلة فعّالة لتنظيم النسل، ولكن مع التقدّم في السن، تظهر بعض التحديات الصحية التي يجب أخذها في الاعتبار، لذا من المهم فهم كيفية عمل هذه الأدوية وتأثيراتها المحتملة على الصحة لتتمكني من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام مختلف أنواع حبوب منع الحمل.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كيفية عمل حبوب منع الحمل، والمضاعفات الصحية المحتملة لتناول هذا الدواء بعد سن 35، بالإضافة إلى تقديم توجيهات ونصائح حول تناول موانع الحمل في هذا العمر.
كيفيّة عمل هذا النوع من الأدوية
إنّ حبوب منع الحمل هي أدوية تحتوي هرمونات صناعية، عادةً ما تكون مزيجًا من الاستروجين والبروجستين، والتي تعمل على منع الحمل بطرق متعددة، لذا قبل الكشف عن أضرار حبوب منع الحمل بعد سن 35 ، سنبيّن لكِ طريقة عمل هذا النوع من الأدوية في ما يلي:
ميكانيكية العمل
تعمل حبوب منع الحمل بطرق متعددة لمنع حدوث الحمل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن مختلف الأشكال التي تؤثّر بها هذه الحبوب على المرأة، وتشمل:
- منع التبويض: يمنع تناول حبوب منع الحمل إطلاق البويضات من المبيضين.
- تغيير بطانة الرحم: يجعل تناول حبوب منع الحمل بطانة الرحم غير ملائمة لاستقبال البويضة المخصبة.
- زيادة سماكة مخاط عنق الرحم: الأمر الذي يصعّب مرور الحيوانات المنوية للوصول إلى البويضة بسبب إفرازات عنق الرحم.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد مقالة نُشِرَت على موقع (Mayo Clinic) عام 2022 تحت عنوان “Birth Control, Choosing a birth control pill” أنّ تناول حبوب منع الحمل يمنع إطلاق البويضة، كما أنه يبطئ تقدّمها عبر قناة فالوب، وبالتالي فإنذ كل هذه الإجراءات تساعد على منع الحيوانات المنوية من الانضمام إلى البويضة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة، يمكنكِ الضغط هنا.
المضاعفات الصحيّة لتناول هذا الدواء في هذه السنّ
تزداد المضاعفات الصحيّة المرتبطة بحبوب منع الحمل مع التقدّم في السن، خاصة بعد تعدّي سنّ الثلاثين، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أضرار حبوب منع الحمل بعد سن 35 ، وتشمل:
زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية
إنّ النساء فوق سن 35 اللواتي يتناولنَ حبوب منع الحمل يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدموية.
أشارت دراسة نُشِرَت على موقع (Obstetrics and Gynecology) تحت عنوان “A systematic review and meta-analysis of venous thrombosis risk among users of combined oral contraception” عام 2018، إلى أن خطر الإصابة بتجلط الدم الوريدي يزداد بنسبة 2-4 أضعاف مقارنة بالنساء الأصغر سنًا. ولمعرفة المزيدمن التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.
ارتفاع ضغط الدم
قد يؤدي تناول حبوب منع الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بمختلف أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى النساء الأكبر سنًا، وهذا التأثير يمكن أن يكون خطيرًا ويتطلّب متابعة طبيّة دوريّة للتأكّد من عدم حدوث مضاعفات خطيرة.
مشاكل في الكبد
قد يؤدّي تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة إلى ظهور مشاكل في الكبد مثل أورام الكبد الحميدة أو زيادة نشاط إنزيمات الكبد، وهذه المضاعفات تتطلّب متابعة طبيّة دوريّة وفحص وظائف هذا العضو بشكل منتظم لضمان عدم حدوث مشاكل صحية خطيرة.
تأثيرات على الصحة النفسية
قد تساهم التغيرات الهرمونية التي يسبّبها تناول حبوب منع الحمل في زيادة حالات الاكتئاب والقلق عند بعض النساء، فمعظم الأبحاث تشير إلى أن بعض النساء قد يعانين من تغيّرات مزاجيّة وتأثيرات نفسية نتيجة تناول هذه الأدوية، وهو ما يتطلب مراقبة ودعمًا نفسيًا عند الحاجة.
توجيهات تناول موانع الحمل في هذا العمر
لتقليل أضرار حبوب منع الحمل بعد سن 35 ، يجب اتباع بعض التوجيهات والنصائح، لذا سنقدّم لكِ في ما يلي أهمّها وأكثرها فعالية، وتشمل:
استشارة الطبيب بانتظام
من الضروري مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحال الصحيّة العامّة وفحص مستوى الهرمونات وضغط الدم ووظائف الكبد، فالاستشارة الطبيّة الدوريّة تساعد في الكشف المبكر عن مواجهة أيّ مضاعفات صحيّة وضمان التعامل معها بشكل فعّال.
اختيار النوع المناسب
يفضّل بعض الأطباء استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي جرعات أقلّ من الهرمونات أو اللجوء إلى وسائل منع الحمل غير الهرمونية، فهذا الاختيار يعتمد على الحال الصحية الفردية لكل امرأة وتوصيات الطبيب المعالج.
مراقبة العوارض الجانبية
يجب مراقبة العوارض الجانبية مثل الصداع، الغثيان، تقلّبات المزاج، أو أيّ تغييرات غير طبيعيّة أخرى، والتواصل مع الطبيب فور حدوث أيٍّ منها، فهذا يساهم في التعامل السريع مع أي مشاكل صحية قد تطرأ.
ممارسة نمط حياة صحي
يتطلّب تناول حبوب منع الحمل بعد سن 35 أيضًا الالتزام بنمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول، فهذا النمط يساعد في تقليل احتماليّة مواجهة المخاطر الصحيّة المرتبطة بتناول هذه الأدوية.
في الختام، تبقى حبوب منع الحمل وسيلة فعّالة لتنظيم النسل، لكنّها ليست بدون مخاطر، خاصة بعد سن 35، لذا من المهمّ أن تتعرّفي على أضرار حبوب منع الحمل بعد سن 35 وأن تكوني على دراية بالمضاعفات الصحية المحتملة، وتذكري دائمًا أن تستشيري الطبيب قبل اتخاذ أي قرار، فالوعي والمعرفة هما المفتاح لضمان الحفاظ على صحة أفضل وتقليل فرصة مواجهة المخاطر المحتملة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أثار حبوب منع الحمل على النفسية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن تناول حبوب منع الحمل بعد سن 35 يحتاج إلى دراسة وتفكير عميق، لذا لا بدّ من مراجعة الطبيب بانتظام واختيار النوع المناسب بعناية، فالوعي والمعرفة هما المفتاح لضمان الحفاظ على صحة أفضل وتقليل المخاطر المحتملة.