يقال إن اعراض الحمل الثاني في الشهر الاول قد تختلف قليلًا عن أعراض بداية الحمل الأوّل في نواحي عدّة. فهل هذا صحيح؟
يبدأ الشهر الأوّل من الحمل عادةً من أوّل يوم في آخر دورة شهريّة للمرأة. وعلى الرغم من حدوث الحمل فعليًّا بعد الإباضة مباشرةً أي بعد حوالي أسبوعين من بداية الدورة، إلّا أنّ الأطبّاء يحسبون مدّة الحمل بدءًا من آخر دورة شهرية، لتسهيل تحديد المواعيد. فإذا كانت دورتك الشهريّة منتظمة، يعتبر أنّ الشهر الأوّل من الحمل يكون قد بدأ في اليوم الأول من آخر حيض. فهل يكون الحمل الأوّل مثل الثاني؟ أو تختلف عوارضه عن عوارض الحمل الأوّل؟
تطوّرات الجنين في الشهر الأول
تحدث تطورّات مهمّة لدى الجنين في الشهر الأول من الحمل، من تكوينه بالأساس الى تطوّره ونموّه. تعتبر هذه المرحلة مرحلة أساسيّة، لأنّها تشكّل الأسس لنمو الجنين في الأشهر القادمة. ومن أبرز التطوّرات التي تحصل خلال هذا الشهر نذكر:
- حدوث الحمل وتكوين الجنين وتكوّن الكيس الجنيني وانغراسه في جدار الرحم.
- تكوين المشيمة والأنسجة الأساسيّة: يبدأ الكيس بتكوين المشيمة، التي ستوفّر الأكسجين والمواد الغذائية للجنين، وبإفراز هرمون الحمل. كما يبدأ تكوين الأنسجة الأساسيّة التي ستتطوّر لاحقاً إلى الأعضاء. وتبدأ مرحلة تمايز الكيس الجنيني إلى طبقات خلويّة مختلفة.
- تحديد جنس الجنين: في نهاية الشهر الأول، يبدأ أيضًا تحديد الجنس الجيني للجنين، رغم أنّ الأعضاء التناسليّة لن تتشكّل إلّا في وقت لاحق.
- حجم الجنين في الشهر الأوّل: في نهاية الشهر الأول يصبح حجم الجنين بين حوالي سنتميترًا واحدًا وسنتمترين، أي ما يعادل حجم بذور التفّاح.
علامات الحمل في الشهر الأوّل
يمكن أن تختلف العوارض والعلامات التي تدلّ على الحمل في الشهر الأول بين امرأة لأخرى، لناحية حدوثها أو لناحية حدّتها. وفي حال كنت تعتقدين أنّك حامل، من الجيد إجراء اختبار الحمل أو زيارة طبيب لتأكيد الحمل. ومن بين الأعراض الأكثر شيوعًا التي قد تشعرين بها في الشهر الأوّل من الحمل نعدّد:
- انقطاع الدورة الشهريّة أو الطمث: عدم نزول الحيض يعتبر من أولى علامات الحمل.
- الغثيان والقيئ، المعروف بغثيان الصباح: قد تشعرين بالغثيان، خاصة في الصباح، ولكنّه قد يحدث في أي وقت.
- آلام خفيفة في البطن: مثل التقلصات الخفيفة.
- الشعور بالتعب والإرهاق من دون مبرّر بالإضافة الى الشعور بالنعاس والرغبة في النوم.
- تغيرات في الثدي: والتي تظهر على شكل حساسية وانتفاخ بالثدي، كما قد يحصل تغيّر في لون الحلمة.
- تقلبات المزاج: تغيرات في المزاج والعواطف، كالشعور بالتوتر أو السعادة المفاجئة.
- زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرّر.
- النفخة والغازات: شعور بالانتفاخ في البطن والغازات.
الفرق بين الحمل الاول والثاني
بشهادة أغلبيّة النساء اللواتي اختبرن الحمل لمرّتين أو أكثر، يختلف الحمل الأول عن الثاني في عدّة نواحي. اليك بعض الفروقات بين الحملين:
- الأعراض والتغيّرات الجسديّة لدى الأمّ: تكون الأعراض خلال الحمل الأوّل جديدة عليك وغير مألوفة، كغثيان الصباح، التعب، والتغيّرات في الثدي. ما قد يشعرك بالتوتّر والقلق بسبب عدم معرفتك بما يحدث معك. أمّا في حملك الثاني، تكون غالبيّة العوارض أكثر وضوحًا كما قد تشعرين أنّها أشدّ بسبب التغيّرات الجسديّة التي حصلت معك خلال الحمل الأول. من جهة أخرى قد ترى بعض النساء أنّ شعورهنّ ببعض العوارض كالتقلّصات أو الغثيان مثلًا يكون أقلّ. وقد يعود السبب في ذلك الى أنّ جسدهنّ قد تكيف معها. إضافة الى ذلك، تشعر المرأة ببروز بطنها بشكل أسرع من الحمل الأوّل.
- العوارض النفسيّة والعاطفيّة: في غالب الأحيان يكون الحمل الأوّل مصحوبًا بقدرٍ كبير من القلق والتوتر بسبب عدم وجود تجربة سابقة. فتتوقّع المرأة الكثير من الأمور الجديدة، مما يزيد من مشاعر الخوف والقلق لديها. أمّا في الحمل الثاني تشعر السيدة غالبًا بمزيدٍ من الثقة والراحة في تجربتها. وتكون أقلّ قلقًا، إذ لديها فهم أفضل لما يمكن توقعه.
- الاختلافات في نمط الحياة: خلال الحمل الأوّل، تركّز السيّدة الحامل بشكل كامل على الحمل ورعاية نفسها وجنينها. ويكون كلّ شيء جديد، من إعداد غرفة الطفل إلى اشراء حاجيّات الطفل. في حين أنّها خلال الحمل الثاني، خاصّةً إذا كان بعد الأوّل مباشرةً، قد تحتاج للتعامل مع مسؤوليّات أطفالها الأكبر سنًّا. فيصبح من الصعب عليها تخصيص الوقت للاهتمام بنفسها. ولكن لجهة التحضير لاستقبال المولود يمكنها إعادة استخدام مستلزمات الطفل الأول ما يسهل عليها الأمور.
- زيارة الطبيب: قد تكون المرأة أكثر حرصًا على متابعة الفحوصات الطبيّة، خلال الحمل الأوّل وقد تشعر بالقلق بشأن كل تفصيل. في حين أنّها خلال الحمل الثاني تكون أقل توترًا وتعرف متى يتوجّب عليها زيارة الطبيب ما يجعلها أقلّ توتّرًا.
برأيي الشخصي كمحرّرة، وأمّ لطفلين، إنّ كل حمل يعتبر تجربة فريدة من نوعها. ومن الممكن أن تختلف الفروق بين الحملين بناءً على الأمّ والظروف الفرديّة والعائليّة التي تمرّ بها. ولكن ما هو شبه عام لدى الحوامل بالطفل الثاني أنّهنّ يكنّ “بجوّ” عوارض الحمل ولا يتفاجأن فيها أو يقلقن بسببها كما في الحمل الأوّل.
11 حقيقة مذهلة تنتظرك في الحمل الثاني لا أحد يخبرك بها!
