لا شكّ بأن تربية الأطفال أمرٌ صعب ودقيق، فأنت تقومين بنحت شخصية طفلكِ وتأسيسها لتنعكس عليه في المستقبل… ولكن، ماذا لو كان هذا الإنعكاس سلبياً؟ إليكِ في هذا السياق بعض التصرفات التي عليكِ تفاديها تماماً، لما لها من أثر مدمّر على شخصية طفلكِ وانعكاس مستقبلي كبير عليه:
- مقارنته بالآخرين: "هل رأيتَ إبن الجيران؟ إنه أفضل منك في المدرسة، فلماذا لا تكون مثله؟" قد تظّنين أنكِ بتصرّفٍ كهذا تحفّزين طفلكِ على الإمتثال بالآخرين، ولكنّكِ فعلياً تحبطينه وتحطّمين ثقته وتقديره لنفسه. نتيجة ذلك؟ يصبح طفلكِ منعزلاً إجتماعياً في المستقبل، ويتفادى التخالط مع الآخرين خوفاً من أن تتم مقارنته بهم.
- الصراخ في وجهه: تمالكي أعصابكِ وفكّري مرتين قبل الصراخ في وجه طفلكِ، فالتعرّض المستمرّ لهذا النوع من التصرّف يخلق لديه نوعاً من العدائية، كما قد يصبح أكثر عرضة للخوف والقلق. إستعيضي عن الصراخ بالحوار، ولا تتردّدي في أن تكوني صارمة وقت اللزوم، شرط أن تكون النبرة التي تتوجهين بها إليه ضمن المقبول.
- تأجيل الإستماع له بسبب انشغالك: إياك تأجيل الإستماع لطفلكِ بسبب إنشغالكِ، إلاّ في الحالات الطارئة، إذ دائماً ما يقع الوالدان ضحية الإنغماس في المهمات المطلوبة منهما من دون معرفة انعكاس ذلك على الطفل. فهذا الأخير قد يشعر بأنه مهمل وبأن لا أحد يريد الإستماع إليه. والنتيجة؟ أخطر مما تتصورين إذ قد يتحول طفلكِ إلى عدائي، وينفصل عنكِ عاطفياً، كما قد يفشل في علاقاته المستقبلية.
- الكذب أمامه: حتى ولو اقتصر الأمر على كذبات بيضاء صغيرة مثل الطلب منه الإجابة على الهاتف والإدعاء بأنكِ نائمة أو لستِ في المنزل، إياك والكذب أمام طفلكِ لأنكِ بهذا تعلّمينه أن الصدق ليس دائماً الطريق الأنسب، وأن من المقبول أحياناً عدم قول الحقيقة لتفادي أمورٍ معينة في الحياة لا نريدها، لترافقه هذه العادة حتى في المستقبل.
لذلك، وفي المرّة المقبلة التي تنفعلين بها وتتصرّفين بها بشكل عشوائي أمام طفلكِ، تذكّري أنّ بعض التصرّفات قد يكون لها تأثير كبير وأحياناً مدمّر… ففكّري مرّتين!
إقرئي المزيد: من يعتني بطفلك في غيابك؟