يمرّ طفلك في عمر السنتين بمرحلة مهمة مليئة بالتحديات والاكتشافات. ففي هذه المرحلة، يبدأ في تطوير استقلاليته، فهم مشاعره، والتفاعل مع العالم من حوله. ولكنه قد يشعر بالإحباط إذا لم يجد الدعم الكافي لفهم هذه المشاعر. لذا، لا بدّ من تفسير بكاء الطفل من دون سبب في عمر السنتين.
كأمّ، قد تواجهين مواقف تتطلب الكثير من الصبر والوعي. قد تبدو التحديات اليومية التي يواجهها طفلك بسيطة، لكنها تعني الكثير بالنسبة له. لذلك، من الضروري أن تفهمي احتياجاته وتقدمي له الدعم المناسب في هذه المرحلة الحسّاسة.
لماذا يشعر طفلك بالإحباط؟
قد يشعر صغيركِ بعمر السنتين بالإحباط نتيجة شعوره أنّ تصرّفاته وحركاته غير مفهومة، كما أنّ قد يواجه العديد من الصعوبات التي تتجلّى ب:
1. الحاجة إلى الاستقلالية
يريد طفلكِ أن يفعل كلّ شيء بمفرده – من ارتداء ملابسه إلى تناول الطعام. عندما يتم منعه أو مساعدته من دون رغبته، يشعر بالإحباط لأن حاجته للاعتماد على نفسه لم تُلبَّ. لذا، حاولي منحه فرصة لتجربة هذه الأمور حتى لو استغرقت وقتًا أطول.
2. صعوبة فهم القواعد
قد لا يفهم طفلك تمامًا لماذا يُطلب منه مشاركة ألعابه أو التوقف عن فعل شيء ما. بالنسبة له، العالم جديد وكل شيء يدعو للاستكشاف. لذا، بدلًا من قول “لا”، حاولي تقديم تفسيرات بسيطة تتناسب مع عمره.
3. التفاعل مع مشاعره
تكون المشاعر الجديدة مثل الغضب، الحزن، أو الإحباط قوية بالنسبة له. طفلك لا يعرف بعد كيفية التحكم بها. عندما يبكي أو يشعر بالغضب، فهو يعبر عن مشاعره بطريقة عفوية. تفهمي ذلك ولا تتجاهلي ما يشعر به.
كيف تتعاملين مع هذه التحديات؟
الاستماع والفهم
عندما يعبر طفلك عن نفسه، حتى لو كان ذلك بالصراخ أو البكاء، حاولي فهم ما يحتاج إليه. الكلمات البسيطة مثل: “أنا أفهم أنك حزين الآن” تُظهر له أنك تهتمين بمشاعره.
التوجيه الإيجابي
بدلًا من قول “لا تفعل هذا”، قدمي له بدائل. على سبيل المثال، إذا كان يريد اللعب بشيء خطر، اعرضي عليه استبدالها بلعبة آمنة تشبع فضوله.
توفير الوقت
يحتاج طفلك إلى وقت ليجرب ويتعلّم. خطّطي مسبقًا وأعطيه مساحة لتجربة الأشياء بمفرده من دون ضغط.
يحتاج طفلك في هذه المرحلة إلى الكثير من الدعم، التفهم، والصبر. كأم، لديك فرصة ذهبية لتشكيل تجربته العاطفية والنفسية بطريقة إيجابية. تذكري أن كل تحدٍ هو فرصة لبناء علاقة أقوى مع طفلك، والمهم هو أن يشعر بأنه مفهوم ومحبوب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 3 خرافات شائعة عن الأطفال لا تصدّقيها!