أن تمنحي طفلكِ فرصة التعرّف على التكنولوجيا واستخدام أجهزتها المختلفة ومواكبة عصره وأقرانه ليس أمراً سيئاً بحدّ ذاته. ولكن، ثمة حقيقة مرّة ترافق هذه المواكبة ولا يمكن التغاضي عنها، ألا وهي الأثر العميق الذي تتركه التكنولوجيا في أطفال اليوم وإفسادها عليهم مرحلة الطفولة.
هذا صحيح، فالتكنولوجيا تمنع أطفال اليوم من عيش حياة طبيعية وثمة طرق عديدة لإثبات ذلك:
اقرأي أيضاً: 6 طرق تُعلّمين بها طفلكِ استخدام الوسائل التّكنولوجيّة
القوقعة: إن كان طفلكِ يرفض الخروج للقاء الأسرة والأصدقاء ويفضّل رفقة الكومبيوتر أو الحاسوب اللوحي على الأشخاص، فهذا يعني بأنه يبتعد في خطىً تدريجية عن المجتمع ويحاول خلق أجواء خاصة به، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً في مستقبله ويعيق قدرته على التفاعل مع الآخرين. فمهارة التفاعل الاجتماعي تتكوّن في مرحلة الطفولة ولا تتبلور إلاّ باختلاط الطفل مع من حوله.
قلّة النشاط: هل يفضّل طفلكِ اللهو بألعاب الفيديو خاصته أو الخروج للقاء الأصدقاء واللعب بالكرة؟ هل يقضي معظم أوقاته مسمراً أمام التلفزيون؟ إن أجبتِ بنعم على هذين السؤالين، فهذا يعني بأنّ قلة النشاط استحالت جزءاً لا يتجزأ من نمط حياة طفلك، وعليك أن تتدخلي بسرعة لوقايته من المضاعفات الصحّية والجسدية التي يمكن أن تتأتى عن هذا الواقع، كالسمنة والسكري وأمراض القلب.
التصرف بعصبية: عاجلاً أم آجلاً سيؤثر غرق الطفل في عالم الألعاب الإلكترونية وتحكّمه طويلاً في التلفزيون، بتصرفاته، فيعلّمه الأنانية ويحفّزه على التصرف بعصبية عند حصول أي تغيير مهما كان بسيطاً.
العالم الافتراضي: يعيش الطفل حياةً افتراضيةً مختلفة تماماً عن حياته الواقعية، بانياً لنفسه شخصيةً تعرّف عنه وأفكاراً يصعب عليه فراقها كلما حان موعد عودته إلى أرض الواقع.
مشاكل في الرؤية: يسهم التحديق المستمر في شاشة التلفزيون والألعاب الإلكترونية وسواها من الأجهزة التي تبعد عن عيني الطفل بضع سنتيمترات فقط، في إرهاق نظر هذا الأخير وتشويشه.
اقرأي أيضاً: التكنولوجيا الحديثة بين الاطفال والاهل!
الآن وقد لمستِ خطورة المسألة وتدخّلها في حياة طفلك ومستقبله، تدعوكِ "عائلتي" إلى التدخل السريع والحازم لاستعادة السيطرة على مجريات الأمور!