تجربتي في التخلص من الوحام خلال حملي الثاني سأشاركها معك في هذا المقال، إذ ساعدتني بعض هذه النصائح في تقليل العوارض.
“الوحام” هو تعبير في العاميّة يصف مرحلة الحمل التي تعاني خلالها الحامل من تغيّرات عدّة، ويعتبر شائعًا خلال الثلث الأول من الحمل، علمًا أنّه قد يستمرّ حتّى الولادة لدى بعض النساء. يظهر الوحام في بعض الأحيان على شكل رغبة شديدة فجائيّة بتناول أنواع معيّنة من الأطعمة، أو النفور من روائح أو أطعمة معيّنة كانت الحامل تحبّها بالعادة. كما قد يظهر على شكل “اشتهاء” تناول أشياء لا تعتبر مواد غذائيّة. من جهة أخرى، قد يُستخدم تعبير “الوحام” لأمور غير الطعام، إذ قد يعبّر عن عوارض بداية الحمل المزعجة، أو وحام المرأة على زواجها مثلًا. فما هي أعراض “الوحام”، ومتى تبدأ ومتى تنتهي؟ وما هي أبرز النصائح المُجرّبة لتخفيف أعراضه والتخلّص منه؟
عوارض الوحام الأكثر شيوعًا
تختلف مظاهر الوحام ووتيرة وحدّة أعراضه لدى الحوامل، ولكن العوارض الأكثر شيوعًا هي:
- زيادة في حساسيّة الحواس وخاصّةً حاسّة الشمّ والذوق، كالحساسيّة المفرطة على بعض الروائح والأطعمة. يُرجّح أن تكون عائدة للتغيير في كيفية معالجة الدماغ للروائح حيث يحاول الجسم بكل حواسه حماية الجنين والحمل والتنبّه تجاه أي خطر.
- المعاناة من الغثيان، الذي يُعرف بالغثيان الصباحي، الذي لا يقتصر على الفترة الصباحيّة فقط، ويترافق في بعض الأحيان بالتقيّؤ.
- تغيّرات ملحوظة في الشهيّة، كزيادة كبيرة بالشهيّة أو انعدامها.
- نفور من بعض الأطعمة: قد تشعر الحامل بالنفور الى حدّ الاشمئزاز من بعض الأطعمة والتي من الممكن أن تكون تحبها بالعادة.
- رغبة شديدة وملحّة في تناول أطعمة معيّنة، كالأطعمة الحلوة أو المالحة أو الحامضة، أو أنواع من الأكلات التي لم ترغبها أبدًا في السابق.
- الرغبة في تناول أشياء غير الصالحة للأكل، كالثلج مثلًا، وتُعرف هذه الأعراض الغريبة باسم “بيكا”.
- وحام الحامل على زوجها: كأن يزداد اعجابها به، تقديرها وحبّها له خلال فترة وحامها، أو على العكس، شعورها بالكره تجاهه أو عدم تقبّل رائحته أو وجوده الى جانبها.
متى يبدأ الوحام ومتى ينتهي؟
في ما يخصّ مدّة الوحام، فهي أيضًا مُختلفة بين امرأة وأخرى، ولكنّ الوحام لا يبدأ عادةً قبل الأسبوع الرابع من الحمل، وتلاحظه المرأة أكثر بين الأسبوع السادس والثاني عشر من الحمل. وتكون وتيرته في غالب الأحيان على الشكل التالي:
- يكون الوحام في ذروته خلال الثلث الأول من الحمل، إذ قد تلاحظ المرأة أغلب الأعراض وأكثرها حدّة في هذه الفترة، ومن الممكن أن تختفي لدى عدد كبير من الحوامل عند انتهاء هذه الفترة.
- تستمر أعراضه لدى بعض النساء الى الثلث الثاني من الحمل، ولكنّها تبدأ بالتراجع خلال هذه الفترة وتقلّ حدتها لدى أغلبيّة الحوامل.
- مع بداية الثلث الثالث والأخير من الحمل تصبح العوارض في غالب الأحيان أقلّ حدّة الى أن تختفي نهائيًّا. اطّلعي أيضًا على علامات نهاية الوحام.
الأسباب المحتملة للوحام
أبرز الأسباب التي قد تؤدّي الى حدوث معاناة الحامل من “الوحام”، واختلاف حدّتها، ووتيرتها، ومدّتها بين امرأة وأخرى تشمل:
- التغيرات الكبيرة الحاصلة في مستويات الهرمونات التي ترافق الحمل، والتي قد تستمرّ تأثيراتها طيلة فترة الحمل.
- حاجة الجسم إلى عناصر غذائيّة مُعيّنة تنقصه: نقص الحديد، الكالسيوم أو بعض الفيتامينات في الجسم قد يجعل المرأة تشعر برغبة قويّة في تناول أطعمة معيّنة.
- التأثيرات النفسيّة والعاطفيّة التي تمرّ بها المرأة منذ بداية الحمل: إذ تعتبر هذه الفترة مليئة بالتوتّر والقلق والعواطف القويّة والتغيّرات النفسيّة.
- التغيّرات الحسيّة الحاصلة للمرأة مع الحمل: والتي قد تستمرّ أيضًا حتّى نهاية الحمل.
هل تعلمين كيف يكون الوحام لدى الحامل بولد؟
نصائح للتخلّص من الوحام
تعانين من الوحام وتبحثين عن طرق فعّالة لتخفيفه والتخلّص منه؟ سأشاركك ببعض الإرشادات التي اتّبعتها خلال حملي، على أمل أن تساعدك أيضًا، وأبرزها:
- تناولي وجبات صغيرة، ولا تطيلي المدّة بين الوجبة والأخرى.
- اشربي كميّات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب جسمك بشرب.
- تأكّدي من اتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن، يحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات، الفيتامينات والمعادن اللّازمة. يمكنك لهذه الغاية الاستعانة بأخصّائيّة تغذية لوضع برنامج غذائي متكامل يؤمّن جميع هذه العناصر مع الأخذ بعين الاعتبار الأطعمة التي تنفرين منها، وتفضيلاتك الغذائيّة لتلبية رغباتك بطرق صحيّة.
- الجئي الى المكمّلات الغذائيّة، في حال لم تتمكّني من تعويض النقص بالمعادن والفيتامينات والمغذّيات اللازمة من الطعام فقط، على أن يكون طبيبك هو من حدّدها لك.
- تجنّبي، قدر الإمكان، التعرّض للروائح والأطعمة تسبب لكِ الانزعاج أو النفور.
- مارسي التمارين الرياضيّة والنشاط البدني باعتدال، بعد استشارة الطبيب المتابع لحملك.
- جرّبي تقنيّات الاسترخاء كاليوغا وتمارين التنفّس للتعامل مع التوتّر والقلق ولتحسين حالتك النفسيّة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، واستنادًا الى تجربتي الشخصيّة، قد يكون من المفيد أن تتبعي النصائح المذكورة أعلاه والتي قد تساعدك على تخفيف وحتّى التخلّص من الوحام الذي تعانين منه. ولكن، في حال استمرّت أعراض الوحام لديك بشكل مفرط أو سبّبت لك أي مشكلات صحيّة، أنصحك باستشارة طبيبك.
اليك في هذا السياق أغرب الأشياء التي تخفّف الوحام.