نسمع مُؤخّرًا عن أساليب عدّة من التربية الحديثة، ومنها أسلوب التربية المتساهلة الذي يتبنّاه الكثير من الأهل الجدد.
يتميّز نمط التساهل أو التسامح في التربية بموقف الأهل المتساهل تجاه مواقف معيّنة يمرّ فيها الأطفال. وتُركّز هذه الطريقة على استقلاليّة الطفل والسماح له باكتشاف رغباته وتحديد اهتماماته بحريّة. ويقبل الوالدين بذلك سلوك أطفالهم، يتجاوبون ويتعاطفون معهم ويتجنّبون تأديبهم، وتكون القواعد التي يفرضونها عليهم شبه معدومة. وقد يكون الوالدين غير مدركين أنهم متساهلون، ويقومون بذلك بهدف بناء علاقة خالية من الصراعات مع أطفالهم، ولكنهم يبدؤون إدراك ذلك مع مرور الوقت.
مزايا التربية المتساهلة
تعزّز التربية المتساهلة، مزايا عدّة لدى الأطفال، وتُركّز على التعاطف مع الطفل، ومن أهمّ إيجابيّاتها:
- تشجيع الإبداع لدى الطفل عند السماح له بالتصرف بحريّة، وهذه من أفضل مزايا التربية المتساهلة، والتي تسمح للطفل بأن يُصبح مفكّرًا حرًّا من دون قيود أو عوائق.
- إعطاء الوالدين الأولويّة للعلاقة مع الطفل والسعي لإسعاده بكل السُبل المُتاحة. وقد يكون تطبيق التربية بهذا الشكل رد فعل لعلاقتهم غير الجيّدة مع أهلهم أثناء نشأتهم.
- تجنّب الصراع والتصادم مع الطفل خاصّةً في المراحل الحسّاسة من نموّه. وقد يبدو هذا الأسلوب سليمًا والعلاقة جيّدة بين الطفل وأهله المستسلمون لرغباته، الذين يعتقدون أنّهم لا يؤذون أطفالهم عاطفيًّا.
يُمكنك الاستوحاء من أساليب التربية الحديثة التي تُطبّقها نور عريضة مع ابنتها.
سلبيّات هذا النمط من التربية
على الرغم من إيجابيّات ومزايا التربية المتسامحة، إلّا أنّه قد ينطوي عليها سلبيّات أيضًا. ومن أبرز هذه التأثيرات السلبيّة:
- تعارض بين رغبات الطفل واحتياجاته، وغالبًا ما تكون رغباته غير الصحيّة أو مؤذية، وهنا تكم خطورة الانصياع لرغبات الطفل بالمطلق من دون ضوابط.
- عدم تحيد من المسؤول عن القرار، هل هو الأهل أم الطفل. فتجنّب الصراع عن طريق عدم توجيه الطفل وتحديد الضوابط والاستسلام لما يريده الطفل قد يؤدّي الى تصرّفه وكأنّه هو من يدير حياته.
- عدم وجود تحفيز أو دافع للتقدّم، فغالبًا ما يشعر الطفل بعدم التحفيز عندما يحصل على فيض واسع من الفرص غير المتوقعة. كما يمكن أن يشعر بأن أهله غير مُهتمّين به و بتوجيههم أو ارشادهم.
يمكنك في هذا السياق الاطّلاع على عادات غير فعّالة في التربية.