هل تجدين نفسكِ تسألين طفلكِ بعد ممارسة أيّ نشاط: “هل استمتعتَ؟”؟ يبدو هذا السؤال بريئًا، لكنه قد يضع ضغطًا غير مباشر على الطفل ليشعر أن المتعة هي الهدف الأساسي لكل تجربة. عندما تربطين بين رضاكِ وإجابة إيجابية منه، قد يبدأ في الاعتقاد بأن جميع تجاربه يجب أن تكون ممتعة. ما قد يؤدّي إلى إحباطه عندما يواجه لحظات عاديّة أو صعبة. فهل هذا هو المفهوم الذي تريدين أن يترسّخ لديه؟
بدلًا من ذلك، حاولي تحفيز طفلكِ على التفكير الأعمق في يومه وتجربته بطرح أسئلة تفتح المجال للنقاش وتكشف لكِ مشاعره الحقيقية. فالسؤال الصحيح يمكن أن يحوّل محادثتكِ معه من مجرد مجاملة سطحية إلى فرصة لتعزيز وعيه العاطفي وتطوير مهاراته الاجتماعيّة.
أسئلة تغني الحوار مع طفلكِ
إذا كنتِ ترغبين في معرفة تفاصيل أكثر عن تجربة طفلكِ، فجرّبي طرح أسئلة محدّدة ومفتوحة تتيح له التعبير عن أفكاره ومشاعره بحريّة. إليكِ بعض الطرق التي تساعدكِ:

1. إذا أردتِ معرفة تفاصيل يومه
- ما الجزء الأكثر إثارة للدهشة في يومك؟
- ما التحدي الذي واجهته اليوم؟
- كيف شعرت عندما حدث [موقف معين]؟
- ما الشيء الذي تود تغييره في هذا اليوم لو استطعت؟
2. إذا أردتِ معرفة المزيد عن أصدقائه
- مع من أمضيتَ معظم وقتك اليوم؟
- هل التقيتَ بشخص جديد أو تحدثتَ مع أحد مختلف؟
- كيف تشعر عندما تكون مع [اسم صديقك]؟
- ما الشيء المميز في أحد أصدقائك؟
3. إذا أردتِ استكشاف اكتشافاته الجديدة
- ما الشيء الجديد الذي تعلمته اليوم؟
- هل كان هناك شيء أثار فضولك أو جعلك تتساءلين عن سببه؟
- ما أكثر شيء ممتع رأيته أو قمت به اليوم؟
- هل كان هناك شيء لم تفهمه تمامًا وتود معرفته أكثر؟
لماذا هذه الأسئلة فعّالة؟
عندما تسألين طفلكِ: “هل استمتعتَ؟”، فأنتِ تضعينه أمام إجابة محدودة: إما “نعم” أو “لا”. هذا النوع من الأسئلة لا يدفعه إلى التفكير العميق أو مشاركة تفاصيل مفيدة. أمّا الأسئلة المفتوحة والمحدّدة، فهي تشجعه على التعبير بحرية عن مشاعره وأفكاره، وتساعدكِ على بناء علاقة تواصل أقوى معه.
لا تجعلي “المتعة” هي المقياس الوحيد لجودة تجربة طفلكِ. بدلًا من ذلك، علّميه أنّ كلّ يوم يحمل فرصًا للنمو والتعلم، وأن بعض التحديات قد تكون أكثر قيمة من اللحظات الممتعة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 5 خطوات بسيطة تجعل طفلك أكثر تعاطفًا ولطفًا مع الجميع!