اعطيت طفلي حليب اكبر من عمره وبدأت أشعر بالقلق من أن يسبّب له ذلك أي مشاكل صحيّة. فماذا من الممكن أن يحصل؟
يتمّ تصنيع حليب الأطفال الصناعي بمعظم الأحيان من حليب البقر، ولكن الذي تمّت معالجته ليصبح ملائمًا للرضّع. وذلك بهدف توفير العناصر الغذائيّة التي يحتاجونها لنموّهم وتطوّرهم، وفق ما ذكر موقع الطبّي “altibbi.com“. فتختلف تركيبة هذا الحليب من مرحلة عمريّة الى أخرى. لذلك ينصح باتّباع المراحل المذكورة على عبوات الحليب وتجنّب إعطاء الأطفال تلك المخصّصة للأطفال الأكبر سنًّا ولوكان ذلك بفرق شهر! وفي حال كنت تقولين “اعطيت طفلي حليب اكبر من عمره”، سنعرّفك من خلال هذا المقال على النتائج المترتّبة على ذلك. بالإضافة الى شرح أسباب ضرورة الالتزام بإعطاء طفلك الحليب المخصّص لفئته العمريّة.
الفرق بين حليب المرحلة الأولى، الثانيه، والثالثة
يعتبر حليب المرحلة الأولى والثانية نوعان من الحليب الصناعي الذي يتمّ تصنيعه بهدف تلبية احتياجات الرضيع في أوّل مراحل حياته. إلّا أنّه، بطبيعة الحال، لا يحتوي على جميع الفوائد الصحيّة التي تقدّمها الرضاعة الطبيعيّة للطفل. ويكمن الفرق الأساسي بينهما بتركيبة الحليب ومكوّناته التي تتناسب مع كلّ مرحلة.
اقرئي أيضًا: طفلي يرفض الرضاعة من الزجاجة: ما الحل؟
حليب المرحلة الأولى أو الرقم 1:
يتمّ تصنيع حليب المرحلة الأولى بما يتناسب مع احتياجات الرضّع من الولادة الى عمر الستّة أشهر. فيحتوي على بروتينات تكون أكثر ملاءمة للجهاز الهضمي للطفل في هذه المرحلة. كبروتين مصل اللّبن الذي يكون أسهل في الهضم على معدة الطفل التي تكون صغيرة وحسّاسة جدًّا. يتكوّن أيضًا من نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات كاللاكتوز لتوفير الطاقة اللّازمة لنمو الطفل سريع. بالإضافة الى احتوائه على كميّات تناسب احتياجات الرضيع من الحديد، الكالسيوم، والفيتامينات “A”، “C”، “D”.
حليب المرحلة الثانية أو الرقم 2:
أمّا حليب المرحلة الثانية المُخصّص للأطفال بين عمر ستّة أشهر والسنة، يحتوي بشكل أكثر كثافة على البروتين والطاقة. نظرًا لحاجة الطفل خلال هذه المرحلة لدعم إضافي لنموّه العقلي، والجسدي، أي نموّ العضلات وتطور الجسم. خاصّةً مع إدخال الأطعمة الصلبة الى نظام الطفل الغذائي. وتكون مستويات الطاقة فيه أعلى لدعم هذا النمو السريع والنشاط البدني المتزايد. إضافةً الى ذلك، يحتوي على مستويات أعلى من الحديد لدعم النمو الطبيعي وتطوير الدمّ. كما يمكن أن يحتوي على دهون إضافيّة تدعم نمو الرضيع العقلي وتساعد على تطور دماغه. من جهةٍ أخرى، تحتوي بعض أنواع حليب المرحلة الثانية على مكوّنات إضافيّة كـ”النوكليوتيدات” و”البريبايوتكس” لدعم نموّ الجهاز المناعي للطفل.
ولكنّ يحذّر الأخصّائيّون من اعطاء حليب المرحلة الثانية للأطفال ما دون الستّة أشهر إذ يعتبر غير مناسب أبدًا لهم! لاحتوائه على بروتين الكازين، الذي يصعب هضمه قبل هذا السنّ.
حليب المرحلة الثالثة أو الرقم 3:
تختلف تركيبة حليب المرحلة الثالثة لتتناسب مع تطوّرات الطفل ونموّه العقلي والبدني، وحاجاته الغذائيّة بين عمر السنة والسنتين. فيحتوي على تركيبة غذائيّة مدعّمة لمواكبة نموّ الطفل المستمر بالتزامن مع زيادة اعتماده على الأطعمة الصلبة، مقارنةً بالحليب. وتضمّ هذه التركيبة:
- كميّة أكبر من البروتين مقارنة بحليب المرحلة الثانية.
- دهون متوازنة لدعم النشاط البدني للطفل، ونموّه العقلي المتزايد.
- فيتامينات ومعادن أساسيّة كالفيتامين “D”، الحديد، والزنك التي تلبي احتياجاته المتغيّرة.
- الألياف لدعم الهضم وتقوية الجهاز المناعي.
تعرّفي على أفضل حليب للرضع يشبه حليب الأم ويحتوي خصائصه.
أعراض قد تصيب رضيعك في حال استهلك حليب لعمر أكبر
في حال قمت بتقديم حليب لطفلك مخصّص لعمر أكبر من عمره، من الممكن أن يصاب بحساسية على بروتين “الكازين”. وذلك نتيجة عدم قدرته على هضمه. بالإضافة الى بعض المشاكل الصحيّة وأبرزها:
- البكاء بكثرة بعد الرضاعة.
- معاناته من تهيّج القولون والمغص.
- ظهور الطفح الجلدي ومعاناته من التهابات.
- حدوث إسهال.
متى يشرب الطفل الحليب العادي؟
ينصح الأطبّاء والمختصّون بتجنّب تقديم الحليب العادي كحليب البقر مثلً في أشهره الأولى. والاكتفاء بالرضاعة الطبيعيّة أو الحليب المخصّص للأطفال والمناسب لعمره. إذ إنّ أفضل خيار للطفل في الأشهر الستة الأولى حليب الأمّ، من دون منازع، وبشكل حصري. فهو يحتوي على جميع العناصر الغذائيّة اللّازمة لدعم نموه وتطوره بشكل طبيعي. يليه مباشرةً الحليب الصناعي الذي يعتبر الخيار البديل خاصّةً لاحتوائه على العناصر الغذائية الضرورية لنمو طفلك.
أمّا في ما يخصّ حليب البقر، لا يمكنك تقديمه لطفلك الرضيع قبل بلوغه السنة من العمر لأن جهازه الهضمي غير مهيأ له. أمّا بعد عمر السنة، عليك لدى إعطاء طفلك هذا الحليب التأكّد من حصوله على التغذيّة المناسبة من الطعام الصلب. بالإضافة الى حليب الأم أو الحليب الصناعي. وذلك لأنّ حليب البقر لا يحتوي على جميع الفيتامينات والمعادن الأساسيّة كالحديد التي يحتاجها طفلك في هذه المرحلة.
من جهةٍ أخرى، يمكن أن يكون حليب الصويا أو حليب اللوز بديلًا عن حليب البقر. بالأخصّ في حال كان طفلك يعاني من حساسيّة عليه. لكن احرصي على اختيار الأنواع المدعّمة بالفيتامينات والمعادن الضروريّة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لا داعي للقلق في حال كانت المرّة الأولى التي تعطين بها طفلك حليبًا مخصّصًا لفئة عمرية أكبر. بالطبع إذا لم تظهر عليه أي علامات أو عوارض سلبيّة كالتي ذكرناها سابقًا. أمّا إذا كنت قد لاحظتي، من خلال مراقبته عن كثب، ظهور أي أعراض غير اعتياديّة، ننصحك باستشارة طبيب الأطفال فورًا.