طفلي يرفض الرضاعة من الزجاجة ولا يتقبل أن يشرب منها حتّى وإن كان الحليب بداخلها من حليبي وليس حليبًا صناعيًّا.
يعاني عدد من الأمّهات المرضعات من هذا الموقف خاصّة العاملات منهنّ لدى استعداهنّ للعودة الى العمل. حيث يرفض أطفالهنّ الرضاعة من الزجاجة، إن من حليبهنّ أو من الحليب الصناعي. كما أنّ عددًا آخر من الأمّهات اللواتي اعتدن على إعطاء الزجاجة لأطفالهنّ يشكين من عدم تقبّل الطفل للزجاجة بشكل مفاجئ. ولكن ما هي الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوث هذه المواقف؟ وهل من طرق لمساعدة الطفل على الاعتياد على الرضاعة من الزجاجة أو/والصناعيّة؟ تابعي القراءة لمعرفة الإجابات.
طفلي يرفض الرضاعة من الزجاجة حتى وإن كان حليب الثدي، ما هي الأسباب؟
قد يكون رفض الطفل للرضاعة من الزجاجة مصدر قلق للأمّ، خاصّةً تلك التي ستضطر للابتعاد عن طفلها لوقت طويل. ورغم أنّ السبب الأكثر شيوعًا لذلك هو تفضيل الطفل للرضاعة الطبيعية، إلّا أنّ هناك أسباب أخرى محتملة لذلك. ومن أبرزها:
- تغيّر درجة حرارة الحليب مقارنة بالحرارة الطبيعيّة لحليب الثدي الذي يكون طفلك معتادًا عليها.
- شعوره بأنّ حلمة الزجاجة صلبة ولا تشبه أبدًا حلمة الثدي.
- تدفّق الحليب بشكل سريع أو بطيء من الزجاجة.
- تعلّق طفلك بالثدي وربطه له بالأمان والراحة: فالرضاعة الطبيعيّة تعتبر مصدر راحة عاطفيّة للطفل وليست فقط طريقة للتغذية.
- معاناته من ألم أو عدم الراحة، في حال كان في مرحلة التسنين مثلًا: فيرفض الرضاعة كليًّا، أو الزجاجة بحثًا عن الراحة العاطفيّة. وينطبق الأمر نفسه عند شعور الطفل بالجوع الشديد أو الارهاق.
إرشادات تساعدك على التعامل مع المشكلة
في حال كنت تعانين من المشكلة السابقة، وكان طفلك يرفض الرضاعة من الزجاجة ويفضّل الثدي، اليك بعض الارشادات التي تحتاجينها:
- اختاري نوع الزجاجة والحلمة التي تكون الأقرب على ثدي الأمّ إن من حيث شكل الحلمة، أو تدفّق الحليب منها.
- تأكّدي من أنّ درجة حرارة الحليب في الزجاجة قريب لدرجة حرارة الجسم.
- قدّمي الزجاجة لطفلك عندما لا يكون جائعًا وفي أوقات مختلفة من اليوم غير وقت الرضاعة المعتاد.
- ابدئي بتقديم الزجاجة تدريجيًّا لطفلك واستمرّي بالمحاولة بشكل هادئ ومنتظم في حال رفضه المستمرّ. وخفّفي تدريجيًّا من عدد الرضعات الطبيعيّة قبل فطام طفلك كليًّا من الرضاعة الطبيعيّة.
- لا تقدّمي له الزجاجة بنفسك، لأنه يربط الأمر بالرضاعة من الثدي. يمكنك أن تطلبي من زوجك أو أحد أفراد عائلتك تقديمها له.
أسباب رفض الطفل للرضاعة الصناعيّة من الزجاجة فجأة
طفلك كان معتادًا على الرضاعة من الزجاجة وعلى الحليب الصناعي، ولكنّك لاحظتي فجأة أنّه بدأ برفضها؟ سنعرّفك في ما يلي على بعض الأسباب المحتملة لذلك، خاصّةً وأنّ هذا الأمر مثير للقلق.
- تغير نوع الحليب الصناعي الذي تقدّميه لطفلك. فلكلّ نوع من علامة تجاريّة مختلفة طعم مختلف قد لا يرضي طفلك.
- تغيّر مذاق الحليب بسبب تعرضه لعوامل معيّنة أو في حال تغيّرت درجة حرارته عن المعتاد. كأن يكون طفلك معتادًا على تسخين الحليب وتقدّميه له باردًا. فلا تستهيني بقدرة الطفل على تمييز طعم الحليب أو تغيّر حرارته. تعرّفي معنا على مدّة الحليب الصناعي في الرضاعة.
- تغيير نوعيّة الحلمة أو الزجاجة، فيشعر طفلك أنّها غير مريحة له أو لا تناسبه.
- معاناة رضيعك من بعض مشاكل الجهاز الهضميّ كالمغص، الإمساك أو الغازات عند تناوله للحليب الصناعي. كما يمكن أن يكون السبب معاناته من الحساسيّة على بروتينات الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز.
- مرض طفلك، كمعاناته من نزلة برد، الحمى أو التهابات الأذن، أو معاناته من آلام التسنين، فتصبح الرضاعة مزعجة له.
- شعور الطفل بالإرهاق وعدم الراحة يجعله غير قادر على الرّضاعة كالمعتاد.
- وجود طفلك في مكان صاخب ما يسبّب له التوتّر والازعاج.
- تغييرات مفاجئة في روتينه اليومي كالسفر أو الانتقال إلى مكان الى آخر.
- توقيف الرضاعة الطبيعيّة واستبدالها كليًّا بالزجاجة والحليب الصناعي. ما يدفع الطفل الى رفضها، لحاجته للراحة والأمان الذي توفّره له الرضاعة الطبيعيّة، وشعوره بارتباطه أكثر بأمّه.
- بداية إدخال الأطعمة الصلبة قد تقلّل من رغبته باستهلاك الحليب واستبداله بالأطعمة.
كيفية التعامل مع رفض طفلك المفاجئ للرضاعة الصناعيّة
للتعامل مع المشكلة التي يمرّ بها طفلك، عليك قبل كلّ شيء أن تكوني هادئة وتمنحي طفلك بيئة مريحة خلال الرضاعة. كما يمكنك اتّباع النصائح التالية:
- راقبي طفلك للتأكّد من أنّه لا يعاني من أي ألم أو مشكلة صحيّة.
- تأكّدي من أن الحليب في درجة حرارة الجسم الطبيعيّة.
- جربي نوع آخر من الحليب الصناعي، واختاري اقرب حليب لحليب الام.
- جربي أنواعًا مختلفة من الحلمات أو الزجاجات حتى تجدي الأنسب لطفلك.
- لا تتعجلي في تقديم الزجاجة للطفل واعطيه وقتًا للتأقلم معها.
برأيي الشخصي كمحرّرة، عوامل عدّة من الممكن أن تكون السبب لرفض طفلك للرضاعة من الزجاجة، حتّى لو كان من حليبك. لذلك عليك مراقبة سلوك الطفل ومعرفة السبب المحتمل لذلك. وفي جميع الأحوال ننصحك بالتحلّي بالصبر والتأكّد من اتّباع الارشادات التي قدّمناها لك سابقًا. تأكّدي أيضًا من تقديم الزجاجة لطفلك في بيئة هادئة على أن يكون نوع الزجاجة والحلمة مناسبة له. إذا استمر رفضه أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى، قد يكون من الأفضل استشارة طبيبه المتابع لاتّخاذ الإجراءات اللازمة.