ابدئي برصد اعراض شريحة منع الحمل بعد أيام قليلة من تركيبها، لأن جسمكِ قد يُرسل إشارات غير معتادة. تحتوي هذه الشريحة الصغيرة هرمون البروجستين، وتُزرَع تحت الجلد في الذراع. تمنع الحمل لمدّة ثلاث سنوات عبر وقف عمليّة التبويض وتكثيف مخاط عنق الرحم، ممّا يُصعّب وصول الحيوانات المنوية للبويضة.
في هذا المقال، نشرح لكِ أبرز التغيرات التي قد تواجهينها بعد تركيب الشريحة، ونفسّر العلاقة بين هذه التغيرات والهرمونات الموجودة داخل الجسم. وذلك بالاعتماد على دراسات طبية موثوقة، مع تقديم رؤية واضحة حول الفوائد والمخاطر المحتملة، حتى تختاري بوعي وتراقبي صحتكِ بثقة.
لاحظي تغيّرات الدورة الشهرية
بعد تركيب الشريحة، تختلف الدورة الشهرية لدى كثير من النساء. تظهر اعراض شريحة منع الحمل في هذه المرحلة عبر انقطاع الدورة، أو عدم انتظامها، أو حدوث نزيف خفيف بين الدورات. وهذا طبيعيّ بسبب تلخبط هرمونات الدوره.

تشير دراسة نُشرت في مجلة Contraception عام 2019 إلى أن 20% من النساء اللواتي استخدمن الشريحة لاحظن انقطاع الدورة تمامًا، بينما 40% منهن عانين من نزيف غير منتظم خلال الأشهر الأولى. يُعتبَر هذا التغيّر شائعًا وطبيعيًا في كثير من الحالات، لكنه يحتاج مراقبة مستمرة.
إذا طالت فترة النزيف أو شعرتِ بضعف أو دوار، سارعي باستشارة الطبيبة. أحيانًا تُعدّل الطبيبة الجرعة الهرمونية أو توصي بمتابعة تحليل مستويات الدم لتجنّب المعاناة من فقر الدم أو مشاكل هرمونية.
راقبي تأثير الشريحة على وزنكِ
في بعض الحالات، تُسبّب الشريحة زيادة بسيطة في الوزن. يحدث ذلك بسبب احتباس السوائل، أو ازدياد الشهية نتيجة تغيّرات هرمونية.
رصد باحثون في Journal of Family Planning and Reproductive Health Care أن 10% من النساء اللواتي استخدمن الشريحة زدنَ في الوزن بنحو كيلوغرامين إلى ثلاثة في السنة الأولى. لكن لم يؤكدوا وجود علاقة مباشرة بين الشريحة والدهون المكتسبة، بل أشاروا إلى أن عوامل مثل نمط الحياة والنظام الغذائي تؤدّي دورًا أكبر.
ركّزي على تناول وجبات متوازنة، ومارسي المشي أو الرياضة الخفيفة بانتظام. إذا لاحظتِ تغيّرًا سريعًا أو غير طبيعي في الوزن، استشيري مختصّة تغذية بالتوازي مع مراجعة طبيبتكِ النسائيّة.
انتبهي لتأثيرات الشريحة على البشرة والشعر
تظهر أحيانًا اعراض شريحة منع الحمل على الجلد. قد تُلاحظين ظهور حبّ الشباب، أو تغيّرًا في دهنية البشرة، أو حتى تساقط الشعر.

تؤثّر الشريحة على التوازن بين هرمون البروجستين والأندروجين. في بعض الحالات، تزداد نسبة الأندروجينات مؤقتًا، مما يُنشّط الغدد الدهنية. لهذا السبب، تعاني بعض النساء من بشرة أكثر دهنية، وظهور بثور خاصةً في منطقة الذقن والخدّين.
للتقليل من تأثير هذه العوارض، استخدمي منتجات العناية بالبشرة المناسبة للبشرة الدهنية، وتجنّبي الضغط على البثور أو استخدام مستحضرات تجميل ثقيلة. إذا استمرت المشكلة، يمكن لطبيبتكِ وصف علاج موضعي أو داخلي يُخفف هذه التغيّرات.
راقبي حالكِ النفسية والمزاجية
تؤثّر الهرمونات على المزاج. لهذا السبب، قد تشعرين أحيانًا بتقلّبات في العاطفة، أو نوبات من التوتّر أو القلق بعد استخدام الشريحة.
نشرت مجلة Human Reproduction دراسة عام 2021 بيّنت فيها أن نسبة صغيرة من النساء اللواتي استخدمن وسائل هرمونية طويلة المدى، ومن بينها شريحة منع الحمل، لاحظن تغيّرات مزاجية غير مبرّرة، خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
انتبهي لمشاعركِ اليومية. اكتبي في مفكّرتكِ عوارض مثل سرعة الانفعال، والبكاء بدون سبب، أو صعوبة في النوم. لا تُصيب هذه العوارض جميع النساء، لكنها تحتاج تقييمًا شخصيًا. تحدثي إلى طبيبتكِ إذا لاحظتِ استمراريتها. أحيانًا، يُعاد تقييم الوسيلة المستخدمة أو تُقدّم حلول داعمة نفسية وسلوكية.
تابعي ظهور أي ألم أو كتل في موضع الشريحة
لا تهملي الألم الموضعي أو التورّم حول مكان الزرع. في بعض الحالات، تلتهب المنطقة أو تتشكّل كتلة صغيرة تحت الجلد.

راقبي هذه العوارض جيدًا. إذا لاحظتِ احمرارًا، أو حرارة في الجلد، أو ألمًا يشتد مع الوقت، اذهبي إلى الطبيبة فورًا. قد تُشير هذه العلامات إلى ردّ فعل تحسّسي أو التهاب موضعي.
أجريت دراسة في American Journal of Obstetrics and Gynecology أكدت أنّ الإصابة بالالتهابات في موضع الشريحة نادرة، لكنها تستدعي متابعة دقيقة لتجنّب المضاعفات، خصوصًا في حال ظهور عدوى بكتيرية.
الخلاصة
تساعدكِ معرفة اعراض شريحة منع الحمل على اتخاذ قرارات واعية فيما يخصّ صحتكِ الإنجابية. كلّ امرأة تختلف عن الأخرى، وما يُناسب جسدكِ اليوم قد يحتاج تعديلًا في المستقبل. راقبي نفسكِ، وكوني صريحة مع طبيبتكِ بشأن التغيّرات التي تمرّين بها. تُعَدّ هذه الشريحة وسيلة فعّالة وعملية لمنع الحمل، لكنّ مراقبة العوارض والتجاوب معها يُشكّل أساس السلامة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل يمكن الحمل بعد الدورة مباشرة؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أنّ الشريحة وسيلة ممتازة للنساء اللواتي يبحثن عن حلول طويلة الأمد من دون عناء المتابعة اليومية. لكن لا أنصح باستخدامها من دون وعي تام بالعوارض الجانبية المحتملة. إنّ التثقيف الذاتي والحديث المستمر مع الطبيبة يضمنان نتائج إيجابية ويمنحانكِ راحة نفسية وثقة بجسمكِ. تابعي التغيّرات عن قرب، ولا تتجاهلي أي إشارة قد يرسلها جسمكِ. صحتكِ أولًا، والقرار يبقى بيدكِ.