ماهو العجز الجنسي؟ سؤالٌ تطرحه كثير من النساء عندما يشعرن بأن العلاقة الحميمة لم تعد كما كانت. يظهر هذا الاضطراب الجنسي عندما يعجز الزوج عن الحفاظ على الانتصاب أو بلوغ النشوة بطريقة طبيعية. في المجتمعات الشرقية، غالبًا ما تُخفي النساء مخاوفهنَّ من مناقشة هذا الموضوع، رغم تأثيره المباشر على الاستقرار العاطفي والزوجي. وقد يسبب العجز الجنسي شرخًا عميقًا في العلاقة، خصوصًا عندما تغيب الصراحة والدعم المتبادل.
في هذا المقال، نشرح لكِ كل ما تحتاجين معرفته: نُعرّف العجز الجنسي، ونُبرز أسبابه، كما نُوضح انعكاساته على العلاقة الزوجية، ثم نُقدّم لكِ الحلول الطبية والعاطفية المبنية على أحدث الدراسات العلمية.
تعرّفي على ماهو العجز الجنسي وأشكاله
ماهو العجز الجنسي؟ يُعرَّف بأنه عدم القدرة المستمرة أو المتكررة على تحقيق أو الحفاظ على انتصاب كافٍ للممارسة علاقة جنسيّة مُرضية. يصيب هذا الاضطراب الرجال بمختلف الأعمار، لكنه يزداد مع التقدّم في السن، أو مع المعاناة من أمراض مزمنة.

تشير دراسة نشرتها مجلة The Journal of Sexual Medicine عام 2020 إلى أن أكثر من 30% من الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين يعانون من درجات متفاوتة من العجز الجنسي. لا يقتصر الأمر على الانتصاب فقط، بل يشمل أيضًا ضعف الرغبة الجنسيّة، وسرعة القذف، أو عدم القدرة على القذف.
تتنوع أشكاله بين عجز نفسي مؤقت بسبب الشعور بالتوتّر، وعجز عضوي دائم يتطلب تدخّلًا طبيًّا. وفي كلتا الحالين، تؤثر الحال على الزوجين معًا، وليس فقط على الرجل.
اكتشفي الأسباب الشائعة وراء العجز الجنسي
تظهر أسباب العجز الجنسي متعدّدة، ومتداخلة بين العوامل الجسدية والنفسية. تُعَدّ المعاناة من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، من أكثر المسببات شيوعًا. تؤثر هذه الأمراض على تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، ما يُعيق الانتصاب.
كذلك، تؤدّي مواجهة الاضطرابات النفسية دورًا كبيرًا. الشعور بالقلق، والاكتئاب، والتوتر اليومي تضعف الأداء الجنسي بشكل ملحوظ. أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن التوتر وحده قادر على خفض الرغبة الجنسية لدى الرجل بنسبة 40%.
ولا يمكن تجاهل العوامل المتعلقة بنمط الحياة، مثل التدخين، وشرب الكحول، وقلة ممارسة النشاط الجسدي. كلها تضعف وظيفة الأوعية الدموية وتُسرّع من ظهور العجز.
لاحظي كيف يؤثر العجز الجنسي على علاقتكِ الزوجية
يُهدّد العجز الجنسي استقرار العلاقة الزوجية في حال لم يُواجه بشفافية. تشعر المرأة أحيانًا بالرفض أو قلة الجاذبية، رغم أن السبب بيولوجي لا علاقة له بها. ومع تراكم الصمت، يتسلل البرود العاطفي بين الطرفين.

تُظهر الأبحاث أن 70% من النساء اللواتي يعانين من شريك مصاب بالعجز الجنسي يواجهن مشاعر الغضب، والإحباط، أو فقدان الثقة بالنفس. وقد تبدأ الشكوك أو سوء الظن في التشكل، مما يخلق جوًا من التوتر والبرود العاطفي.
من جهة الرجل، يرافق العجز الجنسي شعور بالخجل، وفقدان الثقة، ممّا يزيد من عزلته. وفي غياب الحوار والدعم، قد تنهار العلاقة تدريجيًا، من دون سبب ظاهر للآخرين. لذا، يكمن دوركِ هنا في محاولة إغراء زوجكِ في غرفة النوم وخارجها.
واجهي المشكلة علميًا وعاطفيًا
لحسن الحظ، يمكن علاج العجز الجنسي في معظم الحالات. تُقدّم الأدوية مثل “سيلدينافيل” و”تادالافيل” نتائج فعالة وسريعة. تؤكّد دراسات منشورة في British Medical Journal أن 80% من الرجال الذين استخدموا هذه العلاجات شعروا بتحسن ملحوظ في الأداء.
لكن العلاج لا يجب أن يكون دوائيًا فقط. تحتاج العلاقة الزوجية إلى إعادة بناء جسور الثقة والحميمية. يجب أن تُظهري لزوجكِ تفهمكِ، وتُشجعيه على التحدث. وفّري له بيئة داعمة خالية من التوتر، وشاركيه في استشارة الطبيب إن أمكن.
كما يُنصح باللجوء إلى العلاج النفسي أو الزوجي في حال استمرّت الحال. يمكن للجلسات المشتركة أن تُساعد في فهم الأسباب العميقة وتحفيز التواصل.
لا تنسي أهمية نمط الحياة الصحي. شجّعي زوجكِ على ممارسة الرياضة، وتناول الطعام المتوازن، والإقلاع عن التدخين، والحصول على النوم الجيد. كل هذه العوامل تُعيد النشاط الجسدي وتحسّن المزاج العام.
هل يختفي العجز الجنسي تمامًا؟
في كثير من الحالات، نعم. عندما تكتشفين ماهو العجز الجنسي في مراحله الأولى، وتبدئين التعامل معه بوعي، يمكن التغلب عليه كليًا. يحتاج الزوج فقط إلى دعمكِ، وحافزًا للمتابعة، من دون أن يشعر بأنه فاشل أو غير كافٍ.

تُشير الأبحاث إلى أن الأزواج الذين يواجهون المشكلة معًا، وليس كأطراف متباعدة، يحققون نتائج أفضل نفسيًا وجنسيًا. وتبقى الصراحة والتفاهم السلاح الأقوى في التعامل مع أي اضطراب جنسي.
الخلاصة
ماهو العجز الجنسي؟ هو أكثر من مشكلة جسدية؛ هو رسالة خفية من الجسد والعقل معًا. لا تهملي الإشارات، ولا تتجاهلي مشاعركِ. لا تشعري بالخجل من فتح هذا الموضوع مع زوجكِ، فهو لا يخصه وحده، بل يخص علاقتكما معًا. واجهي التحدي بدعم، وحكمة، وقوة امرأة تُدرك كيف تحمي قلب شريكها من دون أن تُضعف كرامتها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل كثرة الممارسة تضعف الانتصاب؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن مواجهة العجز الجنسي بشفافية تُثبت مدى نضج العلاقة. لا أحد معصوم من التغيرات الجسدية أو النفسية، لكن طريقة التعامل معها تُحدّد مصير الحب. عندما تحتضن المرأة ضعف شريكها وتُسانده، تُثبت قوتها الحقيقية. وحين يُصارح الرجل زوجته ويُشركها في ألمه، تُولد بينهما علاقة أكثر صدقًا، وأقوى من أي عارض مؤقّت.