تشكّل أذكار المساء للأطفال أحد أهم أسس التربية الإيمانية التي يمكن أن تبدئي بها مع صغيرك منذ نعومة أظفاره. هذه الأذكار ليست فقط وسيلة لحمايته من الشرور، بل أيضًا تبني في داخله علاقة روحيّة متينة مع الله تعالى. عندما ينشأ الطفل على ترديد أذكار محدّدة في وقت محدّد، فهو يكتسب عادة يوميّة تربطه بالسكينة والطمأنينة. كما يشعر بحضور الله في تفاصيل حياته الصغيرة.
في هذا المقال، سنتناول معًا ما هي أذكار المساء المناسبة للأطفال، ونقترح دعاءً قصيرًا وسهل الحفظ. ثم نستعرض الأذكار النبويّة التي كان يقولها الرسول صلّى الله عليه وسلّم مساءً، قبل أن نختتم برؤية تربويّة حول هذا الموضوع المهم. مع العلم أنّنا سبق وعرضنا لكِ أذكار الصباح للأطفال.
ما هي أذكار المساء مكتوبة للأطفال؟
ما هي اذكار المساء للاطفال ؟ تبدأ الأم دومًا بالبحث عن أذكار مختارة بعناية تناسب المرحلة العمريّة للطفل. لا بد أن تكون الكلمات واضحة، وقصيرة نسبيًا، ومليئة بالمعاني الروحيّة. وذلك لتتمكني من غرسها في ذاكرته بسهولة. وهذه واحدة من أهمّ اساليب التربية الاسلامية الإيمانية للطفل.
من أهم أذكار المساء للأطفال:
- “بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (ثلاث مرّات).
- “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ…” (دعاء السيّد الاستغفار).
- قراءة المعوّذات: “سورة الإخلاص، سورة الفلق، وسورة الناس” ثلاث مرّات.
- آية الكرسي: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…﴾ (البقرة: 255).
تساهم تلاوة هذه الأذكار في تحصين الطفل من الوساوس، وتُشعره بالأمان الداخلي. ويفضَّل أن يتم ترديدها بصوت الأم في البداية، ثم بتكرارها مع الطفل تدريجيًا إلى أن يتمكّن من قولها بمفرده.
ما هو دعاء قصير للمساء للأطفال؟
ما هي اذكار المساء للاطفال ؟ إذا كان طفلك صغيرًا جدًا، يمكنك تعليمه دعاءً بسيطًا يُناسب قدراته اللغويّة. المهم أن يرتبط لديه وقت المساء بذكر الله، حتى لو بكلمات قليلة.
من الأدعية القصيرة المناسبة:
- “اللهمّ احفظني من كلّ شر، وبارك لي في يومي، واغفر لي ذنوبي.”
- أو: “يا ربّ، اجعل نومي راحة، وقلبي مطمئنّ، وأحلامي جميلة.”
هذه الأدعية السهلة تساعد في تهدئة مشاعر الطفل بعد يوم طويل، كما تبني بداخله فكرة الاعتماد على الله. بإمكانك تكرار الدعاء معه قبل النوم يوميًا، ودمجه مع طقوس ما الليل كقراءة القصص قبل النوم أو احتضان دافئ.
ما هي أذكار المساء التي كان يقولها الرسول؟
ما هي اذكار المساء للاطفال والتي كان يردّدها الرسول الكريم؟ من السنن النبويّة العظيمة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يواظب على تلاوة مجموعة من الأذكار في المساء. وقد حرص الصحابة على نقلها بدقّة لنقتدي بها ونعلمها لأولادنا.
من أهمّ أذكار المساء النبويّة:
- “أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له…”
- “رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًّا” (ثلاث مرات).
- “اللهم إني أمسيت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت…” (أربع مرات).
- الاستغفار والتسبيح والتهليل: كان صلّى الله عليه وسلّم يوصي بالإكثار منها في المساء.
هذه الأذكار تغرس في الطفل التعلّق بالسنّة، وتعزّز معرفته بالدين في سياق محبّب. وعند تكرارها يوميًا، يزداد شعوره بالقرب من النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ويشعر أنّه يسير على هديه.
كيف تُساعد أذكار المساء للأطفال في دعم الصحّة النفسيّة؟
كيف تساهم تلاوة اذكار المساء للاطفال في تعزيز صحّتهم النفسيّة؟ أثبتت تجارب في علم النفس التربوي أنّ ممارسة الطقوس الروحيّة اليومية لها تأثير مباشر في تهدئة الجهاز العصبي لدى الأطفال، خاصّة في نهاية اليوم. عند تعليم الطفل ترديد الأذكار في المساء، تتكوّن لديه عادة تساعد على:
- تقليل مشاعر القلق والخوف قبل النوم.
- تعزيز الشعور بالأمان والانتماء الروحي.
- تحسين جودة النوم بشكل ملحوظ.
كما تشير الأبحاث التي نُشرت في مجلّة Journal of Child Psychology and Psychiatry إلى أن الأطفال الذين يمارسون أنشطة روحيّة أو طقوس دينيّة بانتظام، يظهرون مستويات أقل من التوتّر والاضطرابات السلوكيّة.
كيف أُدرج أذكار المساء في روتين طفلي؟
كيف يمكن إدراج تلاوة اذكار المساء للاطفال في روتينهم اليومي؟ لبناء هذه العادة مع صغيركِ، اتّبعي خطوات بسيطة:
- اختاري وقتًا ثابتًا بعد ارتداء ملابس النوم.
- شاركيه الترديد بصوت حنون، وكرّري معه بهدوء.
- اجعلي الأذكار جزءًا من طقوس النوم إلى جانب قراءة القصّة أو الدعاء.
- استخدمي بطاقات ملوّنة أو رسومًا تساعده على الحفظ المرح.
- امدحيه عندما يحفظ أو يلتزم، حتى يشعر بالفخر والإيجابيّة.
الخلاصة
إن إدراج أذكار المساء للأطفال ضمن الروتين اليوميّ، ليس فقط مسألة دينيّة، بل هو سلوك تربويّ يعزّز التواصل الروحي والنفسي بين الأم وطفلها. الأذكار تمنحه الحماية من الشرور، وتربّيه على الاعتماد على الله، وتزيده ثقة بالنفس، وهدوءًا في القلب.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن تحفيظ الأطفال أذكار المساء هو أسمى أشكال الرعاية الأموميّة. لأنه لا يقتصر على العناية الجسديّة أو الدراسيّة، بل يمتدّ إلى تربية الروح. حين تسمعين صغيرك يردّد: “اللهم احفظني”، تشعرين أنّك زرعتِ داخله بذرة إيمان ستنمو معه طيلة عمره. ومن خلال تجربة شخصيّة، لاحظت أنّ الأذكار تقلّل الكوابيس وتحسّن نوم الطفل بشكل واضح. وهذا يُثبت أن التربية الإيمانيّة تبدأ من التفاصيل الصغيرة، ومن صوت أمّ يُردّد ذكر الله مع طفلٍ قبل النوم.
