يُعَدّ اختناق الحامل عند النوم مشكلة شائعة تواجه العديد من النساء خلال مراحل الحمل المختلفة. حيث تشعر الحامل بصعوبةٍ في التنفس أثناء النوم. ممّا قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وإرهاق، وقلق حول صحّة الجنين. هذا الأمر يثير التساؤلات حول المخاطر المحتملة لهذا الاختناق على الجنين، وما إذا كان يُمكن أن يُسبّب مضاعفاتٍ خطيرة على صحّته ونموّه.
في هذا المقال، سنناقش أوّلًا الأسباب المحتملة لاختناق الحامل أثناء النوم. ثمّ سنستعرض التأثيرات المحتملة على الجنين عند حدوث هذه المشكلة. وأخيرًا، سنقدّم بعض العلاجات والنصائح التي تساعد الحامل في التغلّب على ضيق التنفس أثناء النوم. ممّا يضمن الحصول على راحة أفضل وصحّة مثلى للأمّ والجنين.
ما سبب اختناق الحامل أثناء النوم؟
ما سبب اختناق الحامل عند النوم ؟ تحدث مشكلة اختناق الحامل عند النوم بسبب عدّة عوامل تتعلّق بالتغيّرات الجسديّة والهرمونيّة التي تحدث خلال فترة الحمل. لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرز الأسباب:
- زيادة الوزن والضغط على الحجاب الحاجز والجهاز التنفسي: مع تقدّم الحمل، يزداد وزن الحامل. ممّا يؤدي إلى زيادة الضغط على عضلات البطن والجهاز التنفسي، وخاصة عند الاستلقاء للنوم. وهذا ما يجعل التنفّس أكثر صعوبة ويزيد من احتمالية الاختناق. وفقًا لدراسة من National Institute of Child Health and Human Development، يُعتبر هذا الضغط سببًا رئيسيًا للشعور بضيق التنفس، خاصّةً في الثلث الأخير من الحمل. What are some common complications of pregnancy? – NIH.
- التغيرات الهرمونيّة التي تؤثّر على عمليّة التنفس: يعمل هرمون البروجسترون خلال الحمل على زيادة سرعة التنفس بشكلٍ طبيعي. ممّا يجعل الحامل تشعر بضيق التنفس حتى أثناء ممارسة الأنشطة البسيطة. يؤدّي هذا الهرمون دورًا في تحفيز الجهاز التنفسي لزيادة كميّة الهواء الداخل. لكنّه أيضًا قد يُساهم في الشعور بضيق التنفس أثناء النوم. وهذا وفقًا لدراسة من National Center for Biotechnology Information توضح تأثير الهرمونات على الجهاز التنفسي للمرأة الحامل. Quantile Regression and its Key Role in Promoting Medical Research- PMC.
- ارتخاء العضلات في الجهاز التنفسي العلوي: مع زيادة هرمونات الحمل، يحدث ارتخاء في عضلات الجسم، بما في ذلك عضلات المجرى التنفسي العلوي. وهذا ما يُسبّب انسدادًا جزئيًا أو كليًا للمجرى التنفّسي أثناء النوم. ممّا يؤدّي إلى الاختناق والشخير. وقد أكّدت Sleep Foundation أنّ هذه التغيّرات الهرمونيّة تُساهم في حدوث مشاكل النوم لدى النساء الحوامل، بما في ذلك ضيق التنفس وانقطاع النفس أثناء النوم .
ماذا يحدث للجنين عند اختناق الأم؟
هل يؤثّر اختناق الحامل عند النوم على صحّة الجنين؟ عندما تُعاني الحامل من اختناقٍ متكرّر أثناء النوم، تتأثر كمية الأكسجين التي تصل إلى الجنين عبر المشيمة. وهذا ما قد يُسبب مشاكل صحيّة للجنين، منها:
- تأخر النمو داخل الرحم: من أهم المخاطر المرتبطة بنقص الأكسجين الذي يصل إلى الجنين، هو تأخر النمو داخل الرحم. حيث يُعتبر الأكسجين ضروريًا لتطور الأنسجة والأعضاء. وبحسب World Health Organization، فإن نقص الأكسجين خلال الحمل قد يؤدّي إلى مضاعفات تؤثر على نمو الجنين في الرحم وتطوره الطبيعي. World Health Organization.
- زيادة احتمالية الولادة المبكرة: إنّ تكرار ضيق التنفّس قد يزيد من فرص حدوث ولادة مبكرة. ممّا يتطلّب متابعة طبيّة دقيقة للحامل. قد تؤدي ولادة الطفل قبل أوانه إلى مواجهة مشاكل صحيّة أخرى للجنين، مثل نقص الوزن أو صعوبات في التنفس بعد الولادة. وفقًا لتقرير من American College of Obstetricians and Gynecologists، قد ترتبط مشاكل التنفس المتكررّة خلال الحمل بزيادة مخاطر الولادة المبكرة.
- تأثير على الجهاز العصبي والقلب: يؤدّي نقص الأكسجين إلى حدوث مشاكل في تطوّر الجهاز العصبي والقلب لدى الجنين. فقد يُسبب ضعفًا في بعض وظائف الأعضاء، ويؤثّر على قدرات الجنين على التكيّف بعد الولادة. كما واكّدت دراسة من Centers for Disease Control and Prevention تأثير نقص الأكسجين على تطوّر الجنين ونموّه العام.
علاج ضيق التنفس للحامل عند النوم
كيف يمكن علاج اختناق الحامل عند النوم ؟ يمكن للحامل اتّباع بعض النصائح والإجراءات الفعّالة للتخفيف من ضيق التنفس خلال النوم وتحسين جودة نومه. لذا سنقدّملكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
- النوم على الجانب الأيسر: يُوصي الأطباء الحوامل دائمًا بالنوم على الجانب الأيسر. لأنّه يُساعد في تحسين تدفّق الدم إلى الجنين ويُقلل من الضغط على أعضاء الجسم، مثل الرئتين والحجاب الحاجز. يُساعد اتّخاذ هذا الوضع في تقليل احتماليّة الاختناق والشخير أثناء النوم.
- رفع الرأس باستخدام وسائد إضافيّة: إنّ استخدام وسائد إضافية لرفع الجزء العلوي من الجسم يُسهم في فتح المجرى التنفسي. ممّا يُساعد على التنفّس بشكلٍ أفضل أثناء النوم.
- ممارسة التمارين التنفسيّة: يُعتبَر التدريب على التنفس العميق والبطيء من الطرق المفيدة لزيادة سعة الرئتين وتحسين التحكّم في التنفس. لذا، يمكن للحامل ممارسة هذه التمارين قبل النوم أو خلال اليوم لتحسين قدرتها على التنفّس ليلًا.
- الحفاظ على غرفة نوم جيدة التهوية: يُفضل فتح النوافذ أو استخدام مُرطّب الهواء لتحسين جودة الهواء داخل الغرفة. ممّا يُساعد في زيادة نسبة الأكسجين وتقليل الشعور بضيق التنفس.
يُعد اختناق الحامل عند النوم من الأمور التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث قد يُشكل خطرًا على الجنين. لذلك، يجب على الحامل الالتزام بالإجراءات الوقائية واتباع النصائح المذكورة لضمان حصولها على نوم هادئ وصحي. إذا استمرت المشكلة أو تفاقمت، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب حكة الحلمتين في الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بصحة الحامل ونومها يُعتبَر أمرًا أساسيًا لضمان تجربة حمل صحيّة وآمنة. لذا، أوصي الحوامل بتطبيق النصائح المذكورة أعلاه والحرص على المتابعة الدورية مع الأطباء لتجنب المخاطر المحتملة وضمان سلامة الجنين ونموه بالشكل الصحيح.