تعتبر كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات من المواضيع التي تقلق العديد من الأهل، فقد تكون هذه الظاهرة مرتبطة بأسباب متعدّدة تتراوح بين العوامل الصحيّة والنفسيّة، وتتطلّب فهمًا دقيقًا وعناية خاصّة من قبل الأهل والمختصين، لا سيّما أنّها قد تسبب التبوّل الليلي عند الأطفال.
في هذا المقال، سنقدّم تحليل معمّق لأسباب كثرة التبول عند الأطفال في هذا العمر، بالإضافة إلى استعراض الآثار الجانبية المحتملة لهذه المشكلة، وسنختتم بتقديم نصائح وتوجيهات موصى بها للتعامل مع هذه الحال بشكلٍ صحيح.
أسباب التبوّل الزائد عند الأطفال في هذا العمر
قد تظهر مشكلة كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات نتيجةً لعدّة أسباب وعوامل، ومن الضروريّ التعرّف عليها لإيجاد العلاج المناسب، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا، وتشمل:
العوامل الصحيّة
إنّ كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات يمكن أن تكون نتيجة عدّة أسباب، لذا يجب النظر أوّلًا في الأسباب الصحية مثل التهابات المسالك البولية أو السكري من النوع الأول، حيث تؤدّي ارتفاع الحال الأخيرة إلى زيادة التبول، إضافة إلى ذلك، قد يكون هناك أسباب تتعلّق بالمعاناة من مشاكل في الكلى أو المثانة.
العوامل النفسيّة
إضافة إلى الأسباب الصحية، يمكن أن تكون هناك أسباب نفسيّة تؤدّي دورًا في زيادة التبول عند الأطفال، فالشعور بالقلق أو التوتر الناجم عن تغييرات بيئية أو اجتماعية في حياة الطفل، مثل بدء المدرسة أو مشاكل عائليّة، يمكن أن يؤدّي إلى التبول المتكرر، فالأطفال حسّاسون للتغيّرات المحيطة بهم، وأحيانًا يظهرون هذا التوتر من خلال سلوكيات جسدية مثل التبول المتكرر.
فبحسب موقع (Medical News Today) في مقالة نُشِرَت عام 2021 تحت عنوان “6 tips for easing stress and anxiety from overactive bladder”، يمكن أن يسبب الشعور بالقلق والتوتر توترًا عضليًا، ممّا قد يؤثّر على عضلات المثانة ويزيد من الرغبة في التبول، كما يرتبط الاكتئاب أيضًا بالتبول أثناء الليل ممّا يؤدّي إلى الاستيقاظ المتكرّر أثناء النوم للذهاب إلى الحمام. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
العوامل الغذائيّة
من بين الأسباب الأخرى، يمكن أن يكون هناك دور للأطعمة والمشروبات، فتناول كميّات كبيرة من السوائل أو الأطعمة التي تحتوي نسبة عالية من الماء، مثل الفواكه والخضروات، يمكن أن يزيد من حاجة الطفل للتبول،كما أنّ شرب بعض المشروبات التي تحتوي الكافيين مثل الشوكولاتة أو المشروبات الغازيّة قد تزيد من التبول.
الأدوية
إنّ تناول الأطفال لبعض الأدوية يمكن أن يكون له تأثيرات جانبيّة تزيد من التبوّل، لذا من المهمّ مراجعة الأدوية التي يأخذها الطفل والتحدث مع الطبيب بشأن أي تأثيرات جانبية محتملة.
الآثار الجانبية المحتملة التي قد تنجم عن هذه المشكلة
كما سبق وذكرنا، تتعدّد أسباب كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات ، ولكن ما هي أضرار هذه الحال؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنطلعكِ على أبرز الآثار الجانبيّة التي قد تنتج عن هذه المشكلة في ما يلي، وتشمل:
تأثيرات على النوم والنشاط اليومي
تتعدد الآثار الجانبية التي قد تنتج عن كثرة التبول عند الأطفال عمر ست سنوات ، فقد تؤثّر هذه الحال على نوم الطفل، ممّا يؤدي إلى شعوره بالتعب خلال النهار، كما أنّ الطفل الذي لا يحصل على نوم كافٍ قد يواجه صعوبة في التركيز ويصبح أكثر عرضة لمواجهة المشاكل السلوكيّة.
تأثيرات اجتماعيّة
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدّي هذه المشكلة إلى مواجهة مشاكل اجتماعيّة، حيث قد يشعر الطفل بالإحراج أو الانزعاج أثناء التواجد في المدرسة أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية، وهذا يمكن أن يؤثّر على ثقته بنفسه ويجعله متردّدًا في المشاركة في الأنشطة الجماعية.
تأثيرات صحية
من ناحية صحيّة، يمكن أن تتسبّب كثرة التبول في فقدان الجسم للسوائل بشكل مفرط، ممّا يؤدّي إلى الجفاف واضطرابات في توازن الإلكتروليتات، لذا إذا كانت الأسباب مرتبطة بمشكلة صحية مثل السكري، فإنّ عدم التعامل مع هذه الحال يمكن أن يؤدّي إلى مواجهة مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، مثل مشاكل في الكلى أو الأوعية الدموية، وهذا بحسب موقع (Georgia Urology) في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Childrens’ Urinary Frequency and Bladder Dysfunction”، ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
النصائح والتوجيهات الموصى بها
بهدف معالجة كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات والتخفيف من عوارض وتأثيرات هذه الحال، لا بدّ من اتّباع بعض النصائح والتوجيهات الفعّالة التي سنقدّمها لكِ في ما يلي، وتشمل:
استشارة الطبيب
لعلاج كثرة التبول عند الأطفال عمر ست سنوات ، هناك عدّة خطوات يمكن للأهل اتّخاذها، بدايةً، يجب التحدث مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكّد من عدم وجود أسباب صحيّة خطيرة، عندها قد يطلب إجراء تحاليل للدمّ أو البول للتأكّد من عدم وجود التهابات أو مشاكل أخرى.
تعديل النظام الغذائي
إذا تمّ استبعاد الأسباب الطبيّة، يمكن النظر في تعديل النظام الغذائي للطفل بتقليل كميّة الأطعمة والمشروبات التي تزيد من التبول، لذا يجب تجنب شرب المشروبات الغازية والكافيين وزيادة تناول الأطعمة التي تساعد على تقليل التبول، مثل تلك الغنية بالألياف.
تدريب المثانة
من النصائح الأخرى المهمة، تعليم الطفل التحكم في التبول من خلال برامج تدريب المثانة التي تساعد على تمديد الفترات بين مرات التبول، فهذه الطريقة تعتمد على تعليم الطفل الانتظار لفترات أطول بين كل مرة يذهب فيها إلى الحمام، ممّا يساعد على تقوية عضلات المثانة.
توفير بيئة داعمة
كذلك، من الضروري توفير بيئة هادئة وداعمة للطفل لللتخفيف من تأثير أيّ عوامل نفسيّة قد تزيد من المشكلة، لذا يجب أن يشعر الطفل بالأمان والراحة في الحديث عن مشكلته من دون خوف من العقاب أو التوبيخ.
تشجيع شرب السوائل بشكل مناسب
أيضًا، يمكن للأهل تشجيع الطفل على شب كميات مناسبة من السوائل خلال النهار وتقليل كميّتها في ساعات المساء، لتجنب التبول الليلي المتكرر، فمن المهم أن يتعلم الطفل شرب الماء بانتظام ولكن بكميات معتدلة.
الدعم النفسي
يجب تجنّب العقاب أو الإحراج للطفل بسبب هذه المشكلة، بل تقديم الدعم والتفاهم لمساعدته على تجاوزها، فهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين حال الطفل وتقليل شعوره بالتوتر الذي قد يكون جزءًا من المشكلة.
تعتبَر كثرة التبول عند الاطفال عمر ست سنوات مشكلة شائعة ولكنّها قابلة للعلاج إذا تمّ التعرّف على أسبابها والتعامل معها بشكل صحيح، فمن خلال التعاون بين الأهل والمختصّين الطبيين، يمكن توفير العناية اللازمة للطفل وتحسين نوعية حياته. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة علاج التهاب البول عند الاطفال.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من الضروري أن يكون الأهل على دراية تامّة بأيّ تغييرات في عادات التبول لدى أطفالهم، وألا يتردّدوا في طلب المشورة الطبية عند الضرورة، فالتعاون والصبر هما المفتاحان الرئيسيّان في التعامل مع هذه المشكلة وضمان الحفاظ على راحة الطفل وسلامته، والأهل يؤدّون دورًا حيويًا في دعم أطفالهم وتقديم الحب والاهتمام الذي يحتاجونه للتغلب على أيّ تحديات صحيّة أو نفسيّة قد تواجههم.