تعتبر أسباب المغص في الأسبوع الثالث من الحمل من المواضيع الهامّة والحسّاسة التي تشغل بال النساء الحوامل في هذه المرحلة المبكرة، فالمعاناة من هذه المشكلة التي تُعَدّ من بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل في هذه الفترة يمكن أن تكون مثيرة للقلق، وقد تتسبب في طرح الكثير من التساؤلات والاضطراب النفسي لها.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأسباب التي قد تؤدّي إلى الشعور بالمغص خلال الأسبوع الثالث من الحمل، والأضرار المحتملة الناتجة عنه، كما سنقدّم مجموعة من النصائح والخطوات العلاجيّة للتخفيف من حدّة هذه المشكلة وضمان الحفاظ على صحة الأمّ والجنين.
الأسباب التي تؤدّي إلى مواجهة هذه المشكلة
تتعدّد أسباب المغص في الأسبوع الثالث من الحمل ، وتختلف بين تغيّرات كثيرة تحصل أثناء الحمل من بينها تغيرات هرمونية وتغيرات فيزيولوجية تتعلّق بزراعة البويضة وتمدّد الرحم، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن ابرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
- تغيرات هرمونية: تؤدّي التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في حدوث المغص خلال الأسبوع الثالث من الحمل، فزيادة معدّل هرمون البروجسترون يؤدي إلى استرخاء عضلات الرحم مما يسبّب حدوث تقلّصات خفيفة. وبحسب موقع (Baby Center) في مقالة نُشرَت تحت عنوان “Bloating and gas during pregnancy” عام 2021، إنّ المعاناة من الغازات أثناء الحمل شائعة جدًا، فعندما تكونين حاملًا، يفرز جسمك هرمون البروجسترون، وهو الهرمون الذي يريح جميع عضلاتك، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز الهضمي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- زرع البويضة المخصبة: في هذه المرحلة، تزرع البويضة المخصبة في بطانة الرحم، وهذه العملية الطبيعية قد تسبب الشعور ببعض الألم والانزعاج الذي يتجلّى بمغص خفيف.
- تمدّد الرحم: مع بداية تمدّد الرحم ليستوعب الجنين المتزايد، قد تشعر الحامل ببعض المغص نتيجة هذه التغيرات الجسدية، وهذا يمكن أن يسبّب شعورًا بالمغص والألم.
- الإجهاد والتوتر: إنّ الشعور بالتوتر والقلق والإجهاد النفسي يمكن أن يزيد من الشعور بالمغص خلال هذه الفترة، فالتغيّرات النفسيّة والعاطفيّة التي تمرّ بها الحامل قد تؤثّر على جسمها وتزيد من حدّة المغص.
الأضرار الناجمة عن هذه المشكلة
رغم أن المغص في الأسبوع الثالث من الحمل غالبًا ما يكون طبيعيًا، إلّا أنّ تجاهله قد يؤدّي إلى مواجهة مشاكل أكبر في بعض الحالات، لذا بعد أن كشفنا لكِ عن أسباب المغص في الأسبوع الثالث من الحمل سنعرض لكِ أبرز الآثار الجانبيّة المحتملة التي قد تنتج عن هذه المشكلة، وتشمل:
- القلق والتوتر: يمكن أن يزيد الشعور المستمر بالمغص من مستويات القلق والتوتّر لدى الحامل، ممّا يؤثّر سلبًا على صحّتها النفسيّة والجسديّة، وهذا يمكن أن ينعكس سلبًا على الحمل بشكل عام، فبحسب موقع المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية (National Institute of Child Health and Human Development (.gov)) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Will stress during pregnancy affect my baby?”، يمكن أن يسبب لك الكثير من التوتر صعوبة في النوم، أو الصداع، أو فقدان الشهية، أو الميل إلى الإفراط في تناول الطعام – وكل ذلك يمكن أن يكون ضارًا لك ولجنينكِ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- تأثيرات على الحمل: في حالات نادرة، يمكن أن يكون المغص علامة على وجود مشاكل صحيّة تحتاج إلى تدخّل طبّي فوري، مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض المبكر، لذلك من المهمّ عدم تجاهل الشعور بالألم الشديد أو المتواصل.
- تداخل مع الحياة اليومية: إنّ الشعور بالمغص المستمرّ يمكن أن يعيق الحامل عن ممارسة أنشطتها اليومية بشكل طبيعيّ، ممّا يؤثّر على نوعية حياتها وصحّتها العامّة.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
لتخفيف المغص في الأسبوع الثالث من الحمل وضمان سلامة الأم والجنين، يمكن اتباع بعض الخطوات العلاجية والنصائح الموصى بها، لذا بعد أن كشفنا لكِ عن أسباب المغص في الأسبوع الثالث من الحمل في ما سبق، سنقدّم لكِ بعض التوجيهات في ما يلي:
- الراحة والاسترخاء: من الضروري أن تحصل الحامل على قسط كافٍ من الراحة وتجنّب ممارسة الأنشطة الشاقّة التي قد تزيد من حدّة المغص، فالاسترخاء يمكن أن يساعد في تخفيف التقلّصات وتوفير الراحة للجسم.
- التغذية السليمة: إنّ تناول وجبات غذائيّة متوازنة وغنيّة بالألياف يمكن أن يساعد في تقليل المغص، لذا ينصح بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة للحفاظ على نظام هضمي صحّي، فهذا يساعد في تنظيم عملية الهضم وتخفيف التقلّصات.
- شرب السوائل: إنّ الحفاظ على الرطوبة هو أمر أساسي خلال الحمل، فشرب كميّات كافية من الماء يمكن أن يساعد في تقليل المغص وتحسين الدورة الدموية، لذا يجب على الحامل الحرص على شرب الماء بانتظام للحفاظ على صحّة الجسم.
- التقليل من التوتر: يمكن أن تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمّل في تخفيف الشعور بالتوتّر والقلق، ممّا يساهم في تقليل الشعور بالمغص، لذا من المهمّ أن تجد الحامل طرقًا للتعامل مع المشاعر السلبيّة للحفاظ على صحّتها النفسيّة والجسديّة.
- استشارة الطبيب: إذا كان المغص شديدًا أو مصحوبًا بعوارض أخرى مثل النزيف، يجب استشارة الطبيب فورًا للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحيّة خطيرة، فهو يمكن أن يقدّم نصائح وتوجيهات مبنيّة على الحال الصحيّة الفرديّة للحامل.
في الختام، تعتبر أسباب المغص في الأسبوع الثالث من الحمل متنوّعة ومتعلّقة بالتغيّرات الطبيعيّة التي تحدث في جسم المرأة، لذا من المهم أن تكون الحامل واعية بهذه الأسباب وأن تتّبع النصائح العلاجيّة الموصى بها بعد استشارة الطبيب للتخفيف من حدّة المغص وضمان الحفاظ على سلامتها وسلامة جنينها. ومنالجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسابيع الحمل بالتفصيل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن التواصل المستمر مع الطبيب والالتزام بنصائحه يمكن أن يساعد الحامل في تجاوز هذه المرحلة بسلام، لذا لا تتردّدي في طلب المساعدة الطبيّة عند الحاجة، واحرصي دائمًا على الاهتمام بصحّتك وصحّة جنينك، فالمغص قد يكون جزءًا طبيعيًا من الحمل، ولكن الوعي والاستعداد يمكن أن يجعلاه أكثر سهولة وأقل توتّرًا.