غالبًا ما تُعتبر الأمومة من أصعب المهام على الإطلاق، وكما هو الحال في أي وظيفة أخرى، فإن هناك دائمًا فرصة للارتكاب الأخطاء، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، فقد تكون كبيرة للغاية، فالأفعال والكلمات غير المناسبة التي نُظهرها يمكن أن تحقق نتائج عكسية عندما ينطلق أطفالنا في رحلة حياتهم في عالم البالغين.
ولحسن الحظ، يُظهر علماء النفس الأسريون استعدادًا دائمًا لتوجيهنا في هذا المسار الصعب ومساعدتنا في تربية أطفال سعداء وناجحين، من خلال تقديم نصائح لتربية الأبناء الصحيحة.
الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال
على الرغممن أنّنا كأهل، نبذل قصارى جهدنا في تربية أبنائنا ونتطلّع للمحافظة على سلامتهم الصحيّة والنفسيّة، إلّا أنّنا قد نرتكب بعض الأخطاء معتمدين عادات غير فعّالة في التربية تجعل الطفل قلقًا ومترددًا من غير قصد، لذلك سنطلعكِ في ما يلي على أبرزها من أجل مساعدتكِ على تجنّبها:
اتخاذ القرارات بدلًا عن الطفل
يمكن أن يكون منح طفلك الفرصة لاتخاذ قراراته واختياراته الشخصية أمرًا جيدًا لراحته النفسية، فحينما يشعر الفرد بأن يمتلك السيطرة على جوانب حياته الشخصية، يخفّ لديه من مستوى التوتر والقلق، لذا حاولي عدم تقييد خيارات طفلك، ولا تفرضي عليه نصائح قد لا يحتاجها، بل حثيه على اتخاذ قراراته بناءً على توجيهك عند الحاجة.
الانتقاد والمقارنة
يمكن أن يؤثر الانتقاد الشديد على احترام طفلك لذاته ويجعله يشعر بالغرابة في محيطه، حيث يرى خبراء التربية الأسرية أن عبارات الانتقاد التي تبدأ بـ “لماذا أنت هكذا…” أو “لماذا لا تكون مثل…” يمكن أن تسبب آثارًا خطيرة على التوازن النفسي لطفلك، مما يتطلب وقتًا طويلاً للتعافي من تأثيراتها.
عدم السماح للطفل بارتكاب الأخطاء
نستفيد من دروس الحياة من خلال ارتكاب الأخطاء، فعندما نحاول حماية أطفالنا من أخطائهم باستمرار، نحرمهم من فرصة تجربة عواقب اختياراتهم وأفعالهم، لذا في المرات القادمة التي ترغبن فيها في منع طفلك من فعل شيء، حاولي التفكير في الجوانب الإيجابية التي قد يتعلمها من خلال أخطائه المحتملة.
التحدث أكثر من الاستماع للطفل
في عالم تربية الأطفال، يُعتبر الاستماع من بين أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الوالدان، فقد يكون الاندفاع لتلقين دروس للأطفال بشأن شيء ما سريعًا، في حين يجب أن نكون قادرين على الاستماع إليهم.
إنّ كونكِ مستمعًا جيدًا لطفلك يُعتبَر علامة صادقة على الدعم والحب، لذا حاولي طرح أسئلة تشجعه على مشاركة المزيد عن تحدياته، وستكونان قادرين على العثور على حلول مناسبة سويًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كيف تتصرفين عندما يخطئ طفلك التصرف.