ما هي اضرار ملح الهملايا ؟ يُعتبَر ملح الهملايا من بين الأنواع التي اكتسبت شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة بفضل الاعتقاد بأنّه يحتوي فوائد صحيّة متعدّدة، مقارنةً بملح الطعام البحري التقليدي. ومع ذلك وعلى الرغم من فوائد ملح الهملايا للصحة وللجمال، كما هو الحال مع جميع المواد التي تُستهلك بشكلٍ مفرط أو غير متوازن، قد تكون هناك أضرار مرتبطة باستخدامه على الصحّة.
تتعدّد الأسباب التي تدفع الكثيرين لاستخدام ملح الهملايا، من بينها الاعتقاد بأنه أكثر صحّةً وأقلّ ضررًا من الملح البحري. ولكن، هل هذا الاعتقاد مبني على أسس علمية؟ وما هي الجوانب التي يجب الانتباه إليها عند استخدام هذا النوع من الملح؟ سنتناول هذه الأسئلة بالتفصيل في الفقرات التالية.
الخصائص التي تُميّز ملح الهملايا عن ملح الطعام البحري
يتميّز ملح الهملايا بلونه الوردي الفريد والذي يرجع إلى احتوائه كميّات ضئيلة من المعادن مثل الحديد والمغنيسيوم. يتم استخراج هذا الملح من مناجم في منطقة الهيمالايا، ويعتقد البعض أنّه أكثر نقاءً وأقل تعرضًا للتلوّث مقارنةً بملح الطعام البحري.
علاوةً على ذلك، يحتوي ملح الهملايا معادن إضافية قد لا توجد بكميات كبيرة في ملح الطعام البحري، ممّا يجعله جذابًا للكثير من الأشخاص الذين يبحثون عن بدائل أكثر طبيعيّة وصحيّة لهذا المكوّن.
بحسب موقع Sea Salt Superstore في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Sea Salt vs. Himalayan Salt: How Are They Different?”، يتضمّن كلّ من ملح البحر وملح الهيمالايا مجموعة واسعة من المعادن التي تمنح كلّ منهما طعمه ولونه المميّز. يحتوي ملح البحر غالبًا على معادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، في حين يتميّز ملح الهيمالايا بارتفاع محتواه من المعادن، بما في ذلك الحديد والزنك والعناصر النادرة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
ومع ذلك، من المهمّ أن نلاحظ أن هذه المعادن الإضافيّة موجودة بكميات صغيرة جدًا، وليس لها تأثير كبير على الصحّة عند استهلاكه بكميات طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ فكرة أن ملح الهملايا أقلّ ضررًا بسبب نقاوته ليست مدعومة بالكامل بالأدلة العلميّة، وعلى الرغم من وجود بعض الفروق في المكونات، فإن التأثير العام لتناوله على الصحة لا يختلف بشكلٍ كبير عن تأثير ملح الطعام البحري عند استهلاكهما بجرعاتٍ مماثلة.
الآثار الجانبيّة لتناول هذا النوع من الملح
على الرغم من الفوائد المزعومة لملح الهملايا، إلا أن هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
أحد أبرز اضرار ملح الهملايا هو تأثيره على ضغط الدم، فكما هو الحال مع أيّ نوع من الملح، إنّ استهلاك كميات كبيرة منه يمكن أن يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمختلف أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية.
من الأضرار الأخرى المحتملة لملح الهملايا هو التسبّب في مشاكل في الكلى، حيث يُمكن أن يؤثّر تناول كميات كبيرة منه على وظيفتها، حيث يؤدّي إلى تراكم الأملاح فيها وزيادة عبء العمل على هذا العضو الحيوي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد استهلاك ملح الهملايا من خطر الإصابة بالجفاف نتيجة لقدرته على سحب الماء من الخلايا، ممّا يسبب في بعض الحالات التورم واحتباس السوائل في الجسم.
لذا بحسب موقع Medical News Today في مقالة نُشِرَت عبره عام 2018 تحت عنوان “Does pink Himalayan salt have any health benefits?”، على الرغم من أنّ الصوديوم ضروري بكميات قليلة، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة. ينبغي على الأفراد الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو القلب أو الكبد، أو أولئك الذين يتّبعون حمية غذائية منخفضة الصوديوم، مراقبة استهلاكهم للصوديوم وتقليل استخدامهم لجميع أنواع الملح، بما في ذلك ملح الهيمالايا الوردي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
وفي حالاتٍ نادرة، قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسّسية تجاه المعادن الموجودة في ملح الهملايا، مثل الحديد والمغنيسيوم. هذه الحالات ليست شائعة، ولكنّها تظلّ احتمالية يجب أخذها بعين الاعتبار، خاصةً للأفراد الذين لديهم تاريخ من الحساسية الغذائيّة أو التحسّس للمعادن.
نصائح وتوجيهات حول كيفيّة استهلاك ملح الهملايا
لتجنّب مواجهة اضرار ملح الهملايا ، من الضروريّ اتّباع بعض النصائح التي تضمن استهلاكه بشكلٍ آمن، لذا سنقدّم لكِ بعض التوجيهات حول كيفيّة استخدام هذا المكوّن في ما يلي:
أولًا وقبل كلّ شيء، يجب ألّا يتجاوز استهلاك الملح بشكلٍ عام الكمية الموصى بها من قبل الهيئات الصحيّة، والتي تُقدَّر بحوالي 2,300 ميليغرام من الصوديوم يوميًا للبالغين، لذا يُفضل قياس الكميّات المُستخدَمة من ملح الهملايا بدقة، خاصةً إذا كان يتمّ الحصول عليه كبديل لملح الطعام البحري.
ثانيًا، يمكن التقليل من الأضرار المحتملة لملح الهملايا عن طريق استخدامه في إطار نظام غذائي متوازن يحتوي كميّة كافية من السوائل والخضروات والفواكه، ممّا يساعد في تعويض التأثيرات المحتملة للملح على الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من الخصائص الفريدة لهذا الملح عن طريق استخدامه بشكل متوازن في الطهي بدلًا من الاعتماد عليه كمصدر رئيسي للصوديوم في النظام الغذائي.
أخيرًا، ينبغي على الأفراد الذين يعانون من حالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل الكلى استشارة الطبيب قبل إدخال ملح الهملايا في نظامهم الغذائي، فقد يحتاجون إلى اتّباع نظام غذائي منخفض الصوديوم، والذي يمكن أن يتعارض مع استهلاك كميّات كبيرة من أيّ نوع من الملح.
في النهاية، على الرغم من أنّ ملح الهملايا يُعتبر بديلًا طبيعيًا لملح الطعام البحري، إلّا أنّه لا يخلو من الأضرار المحتملة على الصحّة، لذا من المهمّ استخدامه بحذرٍ وعدم الإفراط في استهلاكه لتجنّب مواجهة المشاكل الصحيّة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم ووظائف الكلى. يُنصح دائمًا بتحقيق توازن في النظام الغذائي ومراعاة الكميّات الموصى بها من الملح، سواء كان ملح الهملايا أو ملح الطعام البحري. ومن الجدير بالذكر أنّه سبق وكشفنا لكِ عن أبرز فوائد شرب ملح الهملايا مع الماء.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاعتدال هو المفتاح، لذا يُمكن الحصول على فوائد ملح الهملايا بدون التعرّض لأضراره من خلال الاستخدام المتوازن والمعتدل. يجب أن نعتمد على العلم والمعلومات الدقيقة عند اختيار ما نستهلكه لضمان الحفاظ على صحّة جيّدة وحياة أفضل.