تربية الأطفال مهمّة صعبة ومعقّدة بما يكفي بوجود شخصين يتقاسمان أعباءها الجسدية والنفسية والمادية والاجتماعية والظرفية على مدار الساعة كل يوم. فما عساها تكون لأمٍّ فقدت شريكها سواء أفي حالة الطلاق أو الوفاة، وباتت مُجبرة على استكمال المسيرة وحدها؟!
غاية في الصعوبة مؤكّد، لكن غير مستحيلة. وجلّ ما تتطلّبه هو الكثير من المرونة والشجاعة والثقة بالنفس والقليل من الدعم لمواجهة التحديات الإضافية التي يُمكن أن تحطّ رحالها من دون استئذان.
فإن كنتِ اليوم أماً "وحيدة" تخشى على نفسها وأطفالها الفشل في تربيتهم والعناية بهم، لا تفعلي وثقي بأنكِ ستكونين على قدر المسؤولية وستنجحين في تأمين الأفضل لكِ ولأطفالك إذا ما اتبعت الخطوات والنصائح التالية من "عائلتي":
- اعتني جيداً بصحتكِ؛ تناولي أطعمة صحيّة ومارسي التمارين الرياضية بشكلٍ يوميّ (ولو لمدةٍ قصيرة).
- ركّزي على نفسكِ وأطفالكِ ولا تُفكّري في البحث عن رجلٍ آخر يكون لكِ بديلاً عن الشريك الذي فقدته.
- تعلّمي كيف تعيشين في ظروف مادية محدودة وكيف تقتصدين المال حتى تتمكني من تلبية احتياجات أطفالكِ في كلّ الأوقات وفي حالات الطوارئ أيضاً.
- تواصلي مع أمهات يعشنَ التجربة نفسها مع أطفالهم، ليكنّ بمثابة حائط دعم معنوي تستندين إليه فيتفهمّك، كلّما شعرتِ بأنّ العبء قد زاد عليكِ وأحداث حياتكِ فاقت قدرتكِ على التحمّل.
- إقبلي المساعدة والخدمات التي يعرضها الأهل والأصدقاء عليكِ محبّةً بكِ ورغبة في التخفيف من توترك وانشغالاتك.
- إبحثي عن وسائل تُمكنّكِ من الحصول على مدخولٍ إضافيّ لكِ ولأطفالك. وإن اضطررت، عادوي الالتحاق بالجامعة لتحصلي على شهادة تتُيح لك فرص عمل أفضل وأكثر ربحاً.
- أرسمي حدوداً لحياتكِ العمليّة ولا تدعي حاجتكِ للمال تحثّك على العمل أكثر من الطبيعي. فأطفالكِ بحاجة أكثر إلى وجودكِ في المنزل.
- اسمحي لكلّ طفلٍ من أطفالك بالتعبير عن خصوصيته. وفيما قد يكون السهل عليكِ الاعتماد عاطفياً عليهم بعد وفاة زوجك أو طلاقك منه، تذكري بأنّه لا ينبغي بكِ إثقال كاهلهم بحاجاتكِ العاطفية.
- اسمحي لأطفالكِ بمساعدتكِ في الأعمال المنزلية لكن ضمن حدود المنطق ومن دون التسبب بإرهاقهم.
- خطّطي مسبقاً للحالات الطارئة؛ ضعي مثلاً لائحة بأرقام هواتف أصدقاء لكِ أو أقرباء يُمكن أن تتصلي بهم في أيّ وقت طلباً للمساعدة.
- إحرصي على تمضية الأوقات النوعيّة مع أطفالكِ، حتى تبقي على اطلاعٍ دائم بالأحداث التي تجري في حياة كلّ واحدٍ منهم وبالأشخاص الذين يحتلون مراتب مهمة فيها، من أساتذة وأصدقاء.
- عوّدي أطفالكِ على روتين وطقوس يوميّة تقومون بها معاً كعائلة. فالمعروف عن الروتين اليومي فعاليّته في منح الأطفال الشعور بالأمان والاستمرارية والوحدة العائلية.
- حاولي قدر الإمكان تقريب أطفالكِ من أفراد العائلة الكبيرة وإشراكهم في لقاءات واحتفالات عائلية سنوية تكون لهم بمثابة دعمٍ معنويّ كبير.
- كوني واقعية وفكّري بمنطق ولا تُحاولي بأن تكوني أماً خارقة لأطفالك، إنما اسعي لأنّ تكوني "أماً صالحة" لهم مع كلّ عيوبك ونقاط ضعفك.
أَدخلي هذه الاستراتيجيات إلى حياتكِ اليوميّة حتى تتمكني من الحفاظ على قوتكِ وقدرتكِ على مواجهة الصعوبات التي تنتظرتكِ في مسيرتك كأم "وحيدة". والأهم من ذلك، دعي مبادئك التربويّة توجّه خطاكِ لا عواطفكِ ومشاعركِ الآنية، وستكونين وأطفالكِ بألف خير!
اقرأي أيضاً: المعالجة النفسية: دور الأم في الحد من تأثير تربية الأب الصارم على أولاده