يولد العديد من الأطفال وهم يعانون من اضطراب في النمو العصبي الذّي يعرف بالتوحّد. ولا تزال أسباب هذا الاضطراب مجهولة حتّى يومنا هذا ولكن الحياة طويلة وتنطوي على تحديّات كثيرة للطفل التوحدّي وللأشخاص القريبين منه. إنّ التوحّد هو اضطراب في الاستجابات للمثيرات الحسية ويتّصف بالتأخر في التواصل اللفظي وغير اللفظي وضعف التفاعل الاجتماعي.
للمزيد: فرح تشرح عن كيفية حماية المراهق من تعاطي المخدرات!
ولكن يجب أن تنتبهي الى أمر مهمّ ألا وهو أنّ الأطفال المصابين بالتوحّد ليسوا كلّهم متشابهين في الصفات نفسها اذ إنّ كلّ واحد منهم يمكن تصنيفه في طيف التوحد بحسب صفاته التي قد تتراوح ما بين المعتدلة الى الحادّة. ومن المتعارف عليه أنّ الطفل المصاب بالتوحّد غير قابل للشفاء ولكنّ الحقيقة هي أنّه يمكن تدريب الطفل على إحداث تطوّر ولكن يجب أن ترافقه الرعاية المستمرة والعلاج السلوكي. في ما يلي 5 أشياء يجب أن تعرفيها عن الطفل التوحديّ، وهي:
1- الطفل المصاب بالتوحّد لا يفتقر الى الاحساس كما هو ظاهر، بل هو يشعر بالغضب والحزن والاحباط والفرح ولكن يصعب على عقله استيعاب هذه الأحاسيس والتعبير عنها بشكل صحيح. وقد يبدو الطفل عدائيًا ولكن يجب أن تفهمي أنّه لا يملك الإدراك والوعي مثلك فيرى أنّ البيئة التي يعيش فيها مؤذية له. وقد تسببّ له الأصوات والروائح آلامًا شديدة لأنّ سمعه بغاية الحساسية أي أنّه يستطيع أن يسمع كلّ الأصوات والضجيج من حوله في آنٍ واحد، لذا يصبح عدائيًا لأنّها الطريقة الوحيدة التي يعرفها للتعبير عن إحباطه.
2- قد يبدو الطفل المصاب بالتوحدّ عنيدًا ولا يطيع الأوامر ولكن في الحقيقة هو لا يفهم ما تقولينه. إن أمرت الطفل المصاب بالتوحدّ بالقيام بعمل ما فقد لا يفهم ما تقولينه لأنّه يعاني من قلّة معرفته باللغة لذا إن أردت أن تقولي له مثلاً "ضع ألعابك جانبًا" فكلّ ما سيسمعه هو كلام مشوّش وغير واضح، وبالتالي لن يطيعك. لذا، يجب أن تعطيه أوامر واضحة وبسيطة كي يقوم بها مثل "ضع الكتاب على الطاولة."
3- لا يعرف الطفل التوحديّ أن يعبرّ عن مشاعره وأفكاره وحاجاته من خلال الكلمات، لذا عليك الانتباه إلى أي تغيير في سلوكه. إن كان خائفًا أو جائعًا أو مضطربًا سيحاول أن يترجم هذه المشاعر من خلال حركاته. فبدلاً من أن تصابي بالاحباط من تصرفاته، استمعي له لأنّه يحاول أن يقول لك أمرًا ما.
4- حاولي التركيز على القدرات التي يتمتّع بها طفلك بدلاً من التركيز على الأمور التي يعجز عن فعلها وحاولي أن تحدّدي الأشياء التي تسببّ له نوبات غضب. عندما تقومين بتشجيع ولدك على تحديّ الصعوبات التي يواجهها، فإنّك بذلك تمنحين طفلك شعورًا بالطمأنينة والسلام الداخلي. إستمرّي قي تحفيزه على المحاولة مجدًدا والتحلّي بالثقة. إنتبهي من الأمور التي تزعجه وحاولي تجنّبها، فهو لا يستطيع السيطرة على ردود فعله ومشاعره مثلك لذلك يجب أن تساعديه على البقاء في بيئة هادئة وخالية من العدائية.
5- ساعديه على التأقلم اجتماعيًا. إنّ الطفل المصاب بالتوحدّ يتفادى اللّعب مع الأطفال الآخرين أو أي شخص آخر لأنّه ببساطة لا يعرف ولهذا السبب لا يستطيع اللعب معهم لأنّه يعتقد أن البيئة التي يعيش بها هي مؤذية وعدائية. ساعديه على اللّعب مع الأطفال الآخرين وشجعّيه على ذلك، فسيكون بغاية السعادة وسيعتاد على مشاركة الأطفال ولن يخاف منهم بعد الآن.
إمنحي طفلك المصاب بالتوحدّ الحبّ اللامتناهي والدعم المتواصل فهو انسان مثلك ومثلي ولكن يختلف عنّا في عدم قدرته على الكلام والتعبير عن مشاعره وفهم البيئة التي يعيش فيها.