من شدة حرصنا على سلامة المراهقين وخوفنا من إنحرافهم وتعاطيهم للمخدرات، سنقدّم إليك هذا المقال بقلم المعالجة النفسية على "عائلتي"، نتالي فرح، حول كيفية حماية المراهق من اللجوء إلى المخدرات.
يخشى جميع الأهالي من أن ينجرف أولادهم الى الطريق الخطأ أو ينخلطوا بأشخاص غير مناسبين أو يصبحوا مدمين على المخدرات. ومن الشائع أنّ المراهقين يمروّن في مرحلة حساسة من عمرهم إذ يميلون الى التمرّد والتحديّ والعصيان. وفي هذه المرحلة أيضًا يجرّب المراهق تدخين السجائر للمرة الأولى وشرب الكحول أو في بعض الحالات تعاطي المخدرات. ومن الطبيعي أن يقوم المراهق بسرقة سيجارة في هذه المرحلة بدافع الفضول.
للمزيد: المعالجة النفسية تشرح عن كيفية فهم المراهق!
ولكن عندما يصبح المراهق مدمناً على التدخين ويحاول تعاطي المخدرات فهنا يمكن القول إنّ الأمور بدأت تتجه الى الأسوأ وتسير نحو منحدر خطير. إذ أنّ المراهق لا يلجأ الى هذا النوع من التصرفات عندما يكون مرتاحًا نفسيًا وسعيدًا في منزله. فهو يتصرف على هذا النحو للتعويض عن أمر ما يفتقده في حياته مثل قلّة تقديره لذاته أو حاجته الى التأقلم مع محيطه، أو الحاجة لتحديّ أهله، أو اضطراب سلوكي أو انحرافي إلخ. لذا، يجب أن يبذل الأهل جهدهم في اتخاذ الاجراءات الاحترازية التالية لكي يتفادوا وقوع أولادهم في هذه الهاوية المظلمة.
• حاولي أن تبني مع أولادك علاقة سليمة قائمة على الثقة. لأنّ دورك لا يقتصر فقط على تربيتهم وتأديبهم بل يجب أن تجعليهم يثقون بك. إن كنت متحكمّة ومتسلّطة ومهملة بحقّ أولادك وليس هناك من تواصل بينكم وإن كان هناك أي سلوك عدائي في المنزل، فلا بدّ أن يتمرّد عليك ولدك وقد يلجأ الى المخدرّات لكي يشعر بالرضا.
• ثقّفي ولدك حول أضرار المخدّرات ولا بأس إن لجأ إليك وتحدّث معك عن الموضوع. فمن الضروري أن يعرف المراهق أنّه يجب ألاّ يهاب أهله في حال ارتكب خطأ أو أثاره الفضول تجاه أمر ما. عندما تصبح لديه معرفة بالنتائج التي يسبّبها تعاطي المخدرات وما أن يشعر بالارتياح عندما يلجأ الى أهله من أجل طلب مشورتهما، عندئذ ستصبح نسبة تعرّضه لخطر المخدرات ضئيلة جدًا.
• تعرّفي على أصدقاء أولادك. يجب أن تتدخّلي في حياة ولدك الاجتماعية ولكن بالطبع ضمن حدود. اذ يجب أن يقتصر تدخّلك على معرفة من هم أصدقاؤه والالتقاء بهم وبأهلهم ومعرفة الأمكان التي يقضون وقتهم فيها. كما يجب أن تراقبي عن بُعد نزهاتهم وصداقاتهم لأنّه حتّى لو كان المراهق ذكيًا جدًا فلا يزال مراهقًا وهو معرّض لارتكاب الأخطاء.
• وّفري له الأمان والحماية. يجب أن يشعر ولدك بالأمان الداخلي في المنزل وليس في أي مكان آخر. احمي ولدك من خلال تأمين الحب والرعاية والدعم والتشجيع له. فلن يضطرّ الى البحث عنها في مكان آخر.
إنّ المراهقة هي مرحلة دقيقة وحرجة جدًا ومحفوفة بالمخاطر والصراعات والفضول. لذا يجب أن تؤمّن لولدك جوًّا مناسبًا له من أجل اجتياز هذه المرحلة من عمره بسلاسة وبأقلّ ضرر ممكن والحدّ من الصدمات التي يمكن أن يواجهها كي لا تؤثر عليه في المستقبل عندما يكبر.