إذا كان زوجك عصبيّ بشكل عام أو يمرّ في مرحلة مليئة بالضغوط والأعمال تدفعه إلى التصرّف بعصبيّة معك، من الطبيعي أن تتفهّمي وضعه وتقفي إلى جانبه لمساعدته على تخطّي مشاكله. غير أن الأمر لن يكون مُماثلاً عندما يتصرّف بعصبيّة مع إبنه، إذ غالباً ما ينتج عن ذلك تأثيرات نفسية جدّية.
وفي هذا السياق، أكّدت المُعالجة النفسيّة كارول سعادة أن عصبيّة الأب تجعل الولد غير قادر على معرفة الثوابت في العلاقة، وقد تتحوّل الأمور بطريقة تُظلم الولد أحياناً أو تدفعه إلى تحمّل ضغط نفسي غير مسؤول عنه. وصحيحٌ أن الولد قد يتصرّف أحياناً بشكل غير صحيح، ولكن الأمر لا يستدعي إطلاقاً القيام بكلّ هذه الردات الفعل السلبيّة.
ولفتت إلى أنه مع تكرار تصرّف الأب بـعصبيّة تجاه إبنه، يمكن أن تتراكم الأمور في رأس الولد فتنتابه أحاسيس سلبيّة جداً تدفعه إلى الشعور على سبيل المثال بأنه غير محبوب أو بأنه المُذنب أو المسؤول عن عصبيّة والده أو بأنه سبب تعاسته بشكل متطوّر جداً.
لكن ما دورك في مثل هذه الحالات؟ شدّدت كارول سعادة على ضرورة ألا تُظهري وجود مشاكل كبيرة بينك وبين زوجك أمام ولدكما، إنما بالعكس عليك استدراك الوضع جيداً والتحدّث إلى زوجك بهدوء وتفسير لابنك أنه غير مسؤول بشكل عام عن عصبيّة والده. من المهمّ جداً أن تُقنعي إبنك بأنه محبوب، وفي المقابل حاولي توطيد العلاقة مع أبيه بدلاً من التحدّث سلبياً عنه وزيادة الأمر سوءاً.
إذاً إعلمي أن دورك يأتي لتنظيم العلاقة بين زوجك وإبنك وتصحيحها. كذلك من المهم أن تساعدي شريكك على ضبط أعصابه في المرّة المقبلة قبل التصرّف بشكل عشوائي عندما يكون مزاجه سيّئاً، وأيضاً أن تساعدي طفلك على تفهّم وضع أبيه قدر الإمكان وإقناعه بأنه يحبّه بغضّ النظر عن الظروف التي يمرّ بها.
إقرئي أيضاً: دور الأب خلال فترة الحمل