نعتقد جميعًا أن الاطفال والرضّع تحديدًا لا يفهمون معنى الحياة أو الصداقة في وجه الخصوص إلا أننا اليوم ومن خلال دراسة أجريت على 64 طفلاً تبيّن أن الأطفال يفهمون معنى الصداقة والاخلاص أكثر من البالغين!
الأطفال بين تأثير الأهل والأصدقاء
أظهرت الدراسة التي أجريت في شهر كانون الثاني أن الاطفال الذين لم يتجاوزوا السنة والنصف لديهم توقعات خاصة حول هذا العالم وحول العلاقات بين الاشخاص. على هذا الأساس، أثنت الطبيبة النفسية في جامعة شيكاغو أماندا وودوارد أن الأطفال الذين لم يتعدّوا الـ 9 أشهر لديهم معتقدات وتصورات خاصة حول علاقة الناس ببعضهم وهذا ما برهنته الدراسة. لدى الأطفال عالمٌ خاص، يفضحون من خلاله ما يفكّر الناس لو لم يقولوا ذلك، حتى أن للأطفال قدرة على فهم الناس بالرغم من براءتهم وعيونهم الواضحة والكبيرة إلا أنهم يدركون كيف يسير العالم. والمفاجئ في الموضوع أن الأطفال يمكنهم أن يتوقعوا ويفهموا ردة فعل الناس وتفاعلهم مع الأمور التي تحصل حولهم.
أَمن الطبيعي ألا يتحمّل طفلي إشارات النّزاع في الكتب والأفلام؟
وفي التفاصيل قام العلماء والباحثون بوضع شريطين مصوّرين الاول يظهر ممثلين يأكلون طعامًا وذلك لما للطعام من تأثير ودور في حياة الطفل فيبدي أحد الممثلين إعجابه أما الآخر فيعبّر عن عدم إعجابه ثم نرى الممثلين بصورةٍ أخرى وهما يضحكان ويعبّران عن لذة الطعام. أما الفيديو الثاني فيظهر شخصين يلتقيان ويحبّان بعضها وآخرين لا يكترثان لبعضهما. وقد لاحظ الباحثون أن الاطفال راقبوا الاشخاص الذين لم يحبوا الطعام وبقوا أصحابًا كما راقبوا وتأثروا بالممثلَين اللذين لا يحبان بعضهما ما يؤكد أن الأطفال يعتقدون أن الاصحاب هم الذين لديهم نفس الميول والحب للأغراض ذاتها أو عدم الاعجاب بالأمور ذاتها أما الاشخاص الذين ليس لديهم نفس الميول فهم بالنسبة إليهم أعداء. من هنا، يمكننا أن نقول: ربّما الأطفال إكتشفوا معنى الصداقة بطريقة فطرية ما لم يستطع بعض الكبار فهمها!