على رغم ضرورة الحليب وأهميته في نموّ الطفل جسدياً وذهنياً، إلاّ أنّ الإحصاءات أظهرت أنّ نسبة كبيرة تتخطّى الـ90% من الأمّهات يعطين أطفالهنّ دون سن الثانية كمية مفرطة أكثر من المطلوب. وفي حين قد تظنين أنّ الفائض أفضل من الناقص، ستفاجئين أن خطوة كهذه تعرّض صحّة طفلكِ للخطر!
وبالتفاصيل، تبيّن أنّ الأطفال في بريطانيا على سبيل المثال لا الحصر ما بين عمر السنة والسنتين يشربون الحليب بكمية توازي 3 أضعاف الحصّة اللازمة لهم، وبالتالي فهم يستهلكون كميات كبيرة من السعرات الحرارية الزائدة، ما يجعلهم عرضة للسمنة في سنّ صغير للغاية.
ويحذّر الخبراء في هذا الخصوص من أنّ النظام الغذائي في هذا العمر يحدّد صحّتهم مستقبلاً، إذ إنّ الطفل السمين سيكون على الأرجح مراهقاً سميناً، ومن ثمّ راشداً يعاني من الوزن الزائد بالإضافة إلى عدّة مشاكل صحيّة.
إذ أظهرت الأبحاث في جامعة Oxford أن إستهلاك الأطفال للبروتين المفرط والسعرات الحرارية الكثيرة هو بسبب إعطائهم كميات كبيرة من الحليب، الزبادي ومشتقاتهما يومياً، في حين أن من المفترض أن يتمّ تقليل الحليب البقري أو حليب الرضاعة مع بدء الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة بشكل تام ما بين عمر السنة والسنتين.
ما هي كمية الحليب الكافية للطفل في هذه المرحلة العمرية؟
يشير الخبراء في هذا السياق إلى ضرورة عدم تخطّي الـ600 ملل من الحليب في اليوم الواحد، وذلك لأنّ الأضرار تصبح عند الإفراط أكثر من الفوائد. إليكِ أيضاً جدول بكمية الطعام التي يجب على الطفل تناولها بين عمر السنة والـ3 سنوات.
فالحصول على سعرات حرارية كثيرة وفائض في البروتينات يعرّض الطفل لاحقاً إلى مشاكل صحيّة كثيرة على رأسها أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
لذلك، ولحماية طفلكِ من السمنة، وضمان حصوله على الغذاء الأمثل لصحته مستقبلاً، إحرصي على التنويع في حميته الغذائية، وذلك من خلال إدخال الفاكهة والخضار بمختلف أنواعها، والحدّ من الأطعمة التي تحتوي على الدسم والسكر، في مقابل إعطائه الحليب بإعتدال.
إقرئي المزيد: مراحل نمو الطفل بين الشهر الثالث عشر والعام الثاني