تجارب المطلقات بعد الطلاق كثيرة ومُختلفة، فمن منّا لم يكن لديها قريبة أو صديقة تطلّقت، أو لم تكن هي المُطلّقة التي مرّت بالتجربة؟اليك ما تعلّمته من تجارب المطلقات بعد الطلاق.
يُعتبر “أبغض الحلال” من أصعب الخيارات والقرارات التّي تتخذها المرأة مهما كانت الأسباب المؤدّية الى ذلك مُحقّة ومُقنعة، عندما يُصبح هذا القرار آخر حلّ للمشاكل الزوجيّة.
تجربة الطلاق
وإذا كنت من بين النساء اللّواتي يُفكّرن بالطلاق، فمن الطبيعي أن تكوني خائفة من الموضوع، خاصّةً بسبب نظرة مجتمعاتنا الدونيّة للمطلّقة واعتبارها امرأة غير مرغوبة. وإذا كنت تتساءلين عن تجارب المطلّقات، قبل أن تقومي بطلب الطلاق مثلًا، فهي تختلف من امرأة الى أخرى، فقد تكون تجربة الطلاق مقبولة ومُناسبة لدى البعض، كما قد تكون جحيمًا لدى البعض الآخر من المُطلّقات. وذلك يرتبط إجمالًا بعوامل مُختلفة، إن داخليّة، كشخصيّة المرأة، العلاقة التي تجمعها بزوجها السابق ومدى اتّفاقهما على القرار، أم خارجيّة أي مُرتبطة بالعائلة والمُجتمع الذي تعيش فيه. سنقدّم في هذا المقال بعض الآثار والمشاعر السلبيّة التي تُعاني منها المرأة بعد الطلاق، وفق ما تُشاركه مُطلّقات من تجاربهم، كما سنُقدّم لك نصائح قد تُساعدك على مُحاولة تخطّي المرحلة بأقلّ أضرار نفسيّة مُمكنة.
مصدر الصورة: Freepik
مشاعر سلبيّة رافقت النساء بعد الطلاق
تتوقّع بعض النساء أن تكون تجربة الطلاق فرصة لبداية جديدة، وأنّ المرحلة ستمرّ بسهولة وخلال مدّة قصيرة. ولكن من الطبيعيّ أن تُعاني المُطلّقة من الكثير من المشاعر كعدم اليقين بما يحمله المُستقبل والخوف من المجهول، وأبرز هذه المشاعر السلبية التي تُرافق المرأة بعد الطلاق:
- الذنب: غالبًا ما ينتاب المرأة هذا الشعور إذا كانت هي من اتّخذ قرار الطلاق، ولأسباب تستحقّه. فقد تشعر بالذّنب أحيانًا حتّى ولو كان القرار خارجًا عن إرادتها، فتلوم نفسها لمساهمتها بتحطيم الأسرة، ما قد يسبّب صدمة نفسيّة لأطفالها.
- الاكتئاب والقلق: تنعكس نهاية الزواج سلبًا على النساء بشكل خاصّ، فقد تشعر المرأة بالحزن والاكتئاب والفشل لدمار أحلامها بالأسرة السعيدة. كما تشعر بالتوتّر والقلق من المجهول، خاصّةً إذا كانت تعتمد على زوجها بأمور حياتيّة كثيرة كالدعم المالي. فبالإضافة الى زيادة المسؤوليّة على عاتقها، قد يكون من الصعب إعالة نفسها، وفي أحيان كثيرة إعالة أطفالها أيضاً.
- الشعور بالوحدة والخوف من علاقة جديدة: حتى ولو كانت هي من اختارت الطلاق أو وافقت عليه عن قناعة، إلا أن المطلّقة تحمل ندوب العلاقة لفترة طويلة. وتشعر بالأذى والوحدة وعدم الاستقرار. ويُشير عدد من الإحصاءات إلى أن المرأة تعاني من مشكلات نفسية بعد الطلاق، أكثر بكثير من المتزوّجة. وتحلّ مخاوف مثل عدم القدرة على الثقة في الرجال والخوف من علاقة جديدة.
مصدر الصورة: Freepik
نصائح لجعل تجربة الطلاق إيجابيّة
في بعض الأحيان، تكون تجربة الطلاق إيجابيّة، فيُساعد الانفصال المرأة على أن تجد هدفها من الحياة، خصوصًا إذا كانت قد تحرّرت من زواج كان يُقيّدها، يمنعها من التقدّم والنجاح، ويتطلّب تقديم الكثير من التنازلات وغيرها من الأسباب التي تؤدّي الى الطلاق. وتختبر المرأة بعد الطلاق ما كانت تفتقده سابقًا. ولعلّ أبرز الأمور التي عليك التركيز عليها لجعل التجربة إيجابيّة قدر الإمكان في حال كنت قد أقدمت أو ستقدمين على الطلاق، هي:
- السيطرة على جوانب حياتك ومشاعرك: حتى تكون تجربة الطلاق أكثر إيجابيّة وحتّى لا تسمحي للآثار السلبيّة أن تُسيطر عليك، يجب أن تسعي لتُغيّر حياتك إلى الأفضل. فالسنوات القليلة الأولى التي تمرّ بها المرأة بعد الطلاق هي فترة نموّ شخصي مُهمّة جدًّا. تبدأ خلالها ببرمجة حياتها بالطريقة التي تُناسبها فتتمتّع بقدر أكبر من الاستقلال، وتسيطر على جوانب حياتها كافّة وتقرّر خياراتها من دون الرجوع الى أحد. لذا يجب عليك أيضًا السعي للعمل على خلق حياة أفضل، لأنّ هذا سيسمح لك بالسيطرة كليّا على حياتك.
- الاستفادة من الحرية وتخطّي المخاوف: هناك العديد من تجارب الطلاق التي أدّت الى جعل حياة المرأة أكثر سعادة وصحّة، على المدى الطويل، خاصّةً في الحالات التي تكون بها المرأة قد تخلّصت من علاقة زوجيّة سامّة، أو إذا كانت قد عانت من التعرّض للعنف. ولكن قد تحتاج المرأة إلى مساعدة نفسيّة، على المدى القريب، لتجاوز هذه العلاقة غير الصحية وأزمة الطلاق، وبعض الآثار السلبيّة الأخرى التي تتبعه.
- تطوير حياتك المهنيّة والاجتماعيّة: تمتلك النساء عادةً ما يُسمّى بـ”شبكات الدعم الإجتماعيّة”، التي قد تُساعد على أن تتاح لهن فرصة توسيع أدوارهن الشخصيّة والمهنيّة بعد الطلاق، بعد أن كنّ قد حصرنها بالمنزل والأسرة. ويقول عدد من النساء المُطلّقات أنهن شعرن بالارتياح بعد الطلاق، وخصوصاً إذا كانت العلاقة الزوجية تطلّبت منهنّ الكثير وأرهقتهنّ.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من المهم جدًّا، قبل اتّخاذ أي قرار، أن تدركي أن الطلاق، وإن كان هو الحلّ الأنسب والوحيد، له عواقب كثيرة. فحتّى يومنا هذا، في مُجتمعاتنا، تُعاني المرأة أكثر بعد الطلاق من حيث نوعيّة الحياة والرفاهيّة العاطفيّة وغيرها. ولكن إذا تحضّرتِ نفسيًّا لآثار الخطوة السلبيّة والإيجابيّة على حياتك، ستتمكّنين من المضيّ قدمًا في حياتك بعد الطلاق. اقرأي أيضًا في هذا السياق: كيف أتطلّق من زوجي من دون مشاكل.