من المعروف أنّ مفتاح العلاقة الناجحة مع الأطفال هو نيل ثقتهم؛ ولكن أي أسلوبٍ تربوي يجب اتباعه لتحقيق هذه الغاية؟ هل يجب التساهل معهم أو محاسبتهم على كل خطأ؟ بعد الكشف عن طريقة تربية الأطفال من الولادة حتى سن 4 سنوات، حان الوقت للإطلاع على وجهة نظر الدكتور، القاضي، والإعلامي الكويتي جاسم المطوع في النهج التربوي الأفضل لبيت سعيد.
في التفاصيل، كشف الدكتور جاسم المطوع عبر إحدى المحاضرات المصوّرة والمنتشرة له على مواقع التواصل الإجتماعي أنّ مفتاح العلاقة الجيدة مع الأطفال تكمن في ما يُعرف بـ"المسافة التربوية". إذا كنت تتساءلين عن معنى هذا المصطلح، فهو يتمثّل في التغاضي عن بعض الأخطاء التي يرتكبها الطفل والتوقف عن محاسبته على كلّ خطأ. بحسب المطوع، إنّ محاسبة الطفل على أقلّ خطأ يقترفه فد تدفعه مع الوقت إلى استخدام أسلوب التمثيل؛ فيُظهر لك انصياعه لأوامرك إلّا أنّه يفعل ما يريد.
ويُضيف المطوع: "أنّ هذه التربية تنشئ جيلاً من المنافقين… هذا يسمّونه نفاق تربوي". وهنا، يستشهد الإعلامي الكويتي بقصّة يوسف عليه السلام. فحب يعقوب الشديد ليوسف كان يثير غيرة إخوته، مما جعلهم يلقونه في الجب. وعندما عادوا إلى ديارهم، أخذوا يبكون قائلين أنّ يوسف أكله ذئب وهو في غفلةٍ عنهم. ولكن، يعقوب عليه السلام كان مدركاً لكذبة ابنائه لأنّ القميص لم يكن ممزقاً. ورغم معرفته لذلك إلّا أنّه لم يواجههم؛ هذا ما يُسمّيه جاسم بالمسافة التربوية "أنّ ولدك يخطئ وانت تغمّض عينك".
أمّا السبب بحسب الإعلامي الكويتي فهو "أنّك لا تريدين تقويم سلوك طفلك الآن، أنت تريدين أن تقوي علاقتك به الآن. فتقويم السلوك يأتي في المستقبل. ولذلك، متى تاب إخوة يوسف؟ بعد 40 سنة من الحادث، حيث قال يعقوب عليه السلام: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم!"، ليشير جاسم المطوع إلى أنّ النفس التربوي طويل؛ فهل تملكين يا ترى مثل هذا النفس؟!